طالب الفقيه الشيخ عبد الحكيم بن محمد العجلان "أستاذ الفقه بكلية الشريعة, إمام وخطيب جامع الملك عبد العزيز بالرياض" جموع الصائمين بصيانة صيامهم, والحفاظ على حرمة الشهر الكريم, من المسلسلات الهابطة التي تتبارى بعض القنوات في عرضها خلال شهر رمضان, وقال: إن هذا توجيه نبوي لعوام الناس وكافة شرائح المجتمع بل لكل المؤمنين, الذين يتبعون محمداً صلى الله عليه وسلم, ويريدون الثواب والدار الآخرة والنجاة من النار, أن يحفظوا عبادتهم وصيامهم وصلاتهم ودعاءهم من هذا السيل العرم والجارف, من المسلسلات والبرامج التي تثير الشهوة, وتقرب المعصية, والدعوة بدعوة الشيطان. واستغرب الدكتور العجلان استقبال الشهر الكريم بهذا الطوفان من المسلسلات وما بها, وما تبثه من قيم فاسدة وتدعو إليه من دعوات طاغية تجر المجتمعات إلى إشاعة الشر وتحريك جذوة الفساد في المجتمعات المسلمة. وقال: إذا كانت هذه المسلسلات مع ما قد تحمله في بعض الأحوال من معالجات أو دلالات فيها توجيه أو خير, إلا أن أهل العقل تتحرك نفوسهم, وتتهيج كوامن صدورهم إلى هذه الشرور, ناهيك من هم في شرخ الشباب والفتوة, فهم أسرع ما يكون إلى التوهج بهذه النار والاصطلاء بها. وقال الشيخ العجلان: ليس الحل الأمثل إغلاق الشاشات التليفزيونية أمام هذا الطوفان, لكن هذا الحل الواجب الذي لا تبرأ الذمة إلا به, ولا يسلم كل ولي أمر وصاحب مشروع إلا أن يقوم به, مناشداً الآباء والأمهات عدم ترك أبنائهم أمام هذا الطوفان من المسلسلات المضيعة لأثمن الأوقات في خير الشهور, وقال: "هل نترك أبناءنا لتعبث بهم هذه الشياطين؟". وأضاف: أنا مشفق على كل من حمل لواء هذه القنوات التي تبث هذه المسلسلات, فهم إخوان لنا, ومن أهلنا, وممن يسمعون المواعظ, وتتحرك قلوبهم للخير, يُرى لهم بذل للأيتام والفقراء, فلماذا يقصرون في حق أنفسهم, إنهم بحاجة إلى مراجعه وتنبيه, إلى أن الخير الذي يبذلونه في مجال رعاية الأيتام والفقراء لن يمنع عنهم تبعة الشر الذي يبث عبر هذه القنوات, فليصونوا أنفسهم, حتى لا يتحملوا الأوزار التي يقترفها الناس في كل مكان اقتباساً من هذه القنوات, فواحسرتاه أن يجمعوا إلى إثمهم إثم من يشاهدها وينظر إليها. وتساءل: ألم يكن الأجدى أن تحتفي الفضائيات ببرامج فيها تلاوة وذكر, وتربية ورعاية للأولاد؟ فيكون رمضان عنواناً للخير في هذه الفضائيات, وليس باباً للشر الذي تجلبه المسلسلات والبرامج من شر وبلاء.