يشهد الجناح السعودي، المشارك في إكسبو شنغهاي 2010، حضوراً جماهيرياً يعتبر من أعلى الأجنحة المشاركة، حيث يبلغ متوسط عدد الزوار اليومي 20 ألف زائر (ما يمثل تقريباً 10% من زوار معرض الإكسبو بشكل عام)، يقضون ما يقارب الثلاث ساعات انتظاراً للدخول، بالرغم من درجات الحرارة العالية التي تصل أحياناً لأكثر من 30 درجة، لشغفهم بمعرفة المزيد عن ثقافة شعب المملكة وتراثه المتنوع والنهضة الشاملة التي تشهدها المملكة. ومما يستمتع به الصينيون حسب استطلاعات الرأي، ويجدونها تجربة متميزة قد لا تتكرر، هو وقوفهم على الحزام المتحرك والمعلق فوق شاشة عرض عملاقة، تعتبر من أكبر الشاشات في العالم، تصل مساحتها إلى 1600م2 ومزودة بنظام مرئي وصوتي متطور، لمشاهدة عرضٍ ماتع يحكي قصة التطور والنقلة النوعية التي حولت الصحراء القاحلة إلى مدن راقية لحياة أفضل يعيشها شعب المملكة. كما أصبح "الهاي باو" السعودي بشماغه الأحمر وعقاله نقطة جذبٍ للزوار، حيث يصطفون طوابير للتصوير معه، وقد ارتسمت الفرحة على وجوههم. وهذا ما يؤكد حب الصينيين للتعرف على عادات وتقاليد شعب المملكة بأدق تفاصيلها. ومما يلفت الانتباه حرص مئات الزائرين يومياً على الحصول على نماذج من الكتابة العربية، فتجدهم يقدمون أوراقهم للعاملين في الجناح السعودي طالبين منهم أن يكتبوا لهم بحروف عربية بعض العبارات أو الكلمات الترحيبية، بل وأكثر من ذلك حيث يحرص الكثيرون منهم على تعلّم وترديد بعض الكلمات العربية كالسلام عليكم ومرحباً وشكراً وغيرها من الكلمات المطبوعة باللغتين العربية والصينينة في المطويات التي توزع على زوار الجناح السعودي. أما حديقة الصداقة السعودية الصينية، فقد أصبحت ملاذاً لزوار الجناح السعودي من حرارة الشمس يستظلون بنخيلها ويقضون فيها أوقاتاً للراحة، يجددون فيها نشاطهم لاستكمال برامج زياراتهم للأجنحة الأخرى المشاركة في إكسبو شنغهاي. تجدر الإشارة إلى أن الشعب الصيني أظهر اهتماماً كبيراً في التعرف على عادات وتقاليد الشعب السعودي ومعرفة المزيد عنه والإطلاع على النهضة التي تعيشها المملكة، وأظهر تقديره واحترامه لهم من خلال تعامله مع القائمين والمشرفين على الجناح السعودي، وقد أصبح الجناح السعودي من أكثر الأجنحة المشاركة ظهوراً في الإعلام الصيني المرئي والمقروء.