توارثت عائلات مكةالمكرمة مهنة الطوافة أو أدلاء الحجاج، الذين يتأكدون أن هؤلاء الناس الذين انتظروا طوال حياتهم للقيام بهذه الرحلة، سوف يقومون بها على خير ما يرام.وقالت صحيفة " ديلى تلجراف" البريطانية: تدير عائلات مكةالمكرمة أقدم وأهم مهنة ارتبطت بالحج وهى الطوافة أو دليل الحجاج، يقول عماد عبدالله المتخصص في طوافة حجاج جنوب شرق آسيا " نحن نتولى أمور الحجاج منذ تطأ أقدامهم أرض مكةالمكرمة، حيث ننظم أمور السكن والطعام والتنقلات، وأداء المناسك وحل أي مشكلات تواجه الحجاج". وتقول الصحيفة: ينقسم المطوفون إلى 6 مؤسسات أهلية، تختص كل مؤسسة منهم بمنطقة معينة من العالم، حيث يتأكدون أن هؤلاء الناس الذين انتظروا طوال حياتهم للقيام بهذه الرحلة، سوف يقومون بها على خير ما يرام. وفى هذه المهنة المقدسة التي لا تخلو من عائد مربح تقوم العائلات في مكة بتوزيع أفرادها لعدة أسابيع كل عام، ليقوموا بعمل لقيادة مجموعات الحجاج طوال فترة تواجدهم في مكةالمكرمة، يحملون وثائق سفرهم وينظمون زياراتهم للبقاع المقدسة، ويعاونونهم في جولات التسوق حتى يعودون إلى ديارهم محملين بالهدايا التذكارية. ورغم أنها مهنة مجهدة لمن يقومون بها، حيث يكون المطوفون في خدمة الحجاج ليلاًً ونهاراًً لعدة أسابيع، لكن الآلف من الرجال والنساء يقومون بهذا، سعياًً للعمل وللراتب المجزى الذي يعود عليهم، حيث يدر العمل ما بين 800 دولار وحتى 5 آلاف دولار حسب خبرة المطوف. وعن خبرات المطوف تقول الصحيفة: تعد إجادة اللغات الأجنبية أهم مميزات المطوف الناجح، حيث يتفوق البعض في لغات المناطق القادم منها الحجاج. وتضيف الصحيفة: إن مساعدة الحجاج غير الناطقين بالعربية تعد مهنة قديمة، ورغم أن العائلات توارثت هذه المهنة منذ زمن طويل فإنها لم تصبح منظمة ومقسمة قبل عام 1930، حين قسم الملك عبدالعزيز عائلات مكة إلى 6 مجموعات ( مؤسسات أهلية )، تتولى كل منهم طواف حجاج مناطق معينة من العالم، وعن عائلة المطوف عماد عبدالله تقول الصحيفة: توارثت العائلة الطوافة منذ ما يزيد عن 150 عاماًً، بينما يقوم عبدالله نفسه هذه المهنة منذ 30 عاماًً، يقول عبدالله " أبناؤنا سيرثون المهنة، إنها مهنة قديمة وشريفه". وقد مر عبدالله بتجارب ومواقف كثيرة خلال عمله، أما أهم موقف يتذكره فهو عن حاج كان يعانى من اضطراب عقلي، يقول عبدالله " الغريب أن هذا الحاج شفى بسبب الحرارة والزحام والتجربة الروحية" كما حدث كثيراًً أن وضعت نساء حوامل أثناء الحج، يقول عبدالله " إنه أمر يزيد صعوبة العمل حيث يجب اصطحاب هؤلاء النسوة إلى المستشفى". أما عن بعض المصاعب فيما يخص نوع الطعام فيقابلها مع الحجاج القادمين من أندونيسيا، الذين لا يفضلون الطعام السعودي، يقول عبدالله " نحن نساعدهم في الحصول على ما يرغبون فيه من طعام لكن الأمر يتوقف على ما يستطيعون تقديمه من نقود.