أظهرت أحداث جازان ، والتي تمكنت خلالها القوات المسلحة من طرد المتسللين الحوثيين ، تلاحم إنساني رائع بين أبناء المناطق الجنوبية . كما أكدت للأشقاء اليمنيين أن السعودية ستظل البيت الأمن لهم ، طالما دخلوها بالطرق المشروعة . ونقلت صحيفة " عكاظ " في عددها ليوم الثلاثاء 10/11/2009 عن المواطن هادي أحمد الذي نقل من قريته ( أم شعنون ) لمركز الإيواء الذي أقامته الحكومة قوله : «منذ إخلاء المواقع الحدودية، حملت أسرتي المكونة من خمسة عشر فردا بحثا عن مكان آمن ووجدت مخيمات الإيواء التي آوتني وجنبتني وأسرتي الخطر". و أضاف : " كنا نشاهد المتسللين من مجهولين ومهربين يسلكون في رحلاتهم الأودية والجبال للوصول إلى الأراضي السعودية بحثا عن فرص العمل ويجدون من يتعاطف معهم بحس نية، واختلف الوضع في الوقت الراهن بعد أن أغلقت جميع المواقع وأصبحت المنطقة محصنة بالكامل وأخليت من السكان". وذكر أحمد هزازي من قرية مجدعه أن المتسللين توافدوا على قريتهم بحكم قربهم ويعملون في المزارع والرعي ويعودون في الليل إلى ديارهم، ولم يشكلوا مخاطر في السابق إلا بعد اندلاع الحرب بين الجيش اليمني والمتسللين، وأضاف : " إنسانيا كنا ولا زلنا نحرص على تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية من أكل وشرب، ونستمع لظروفهم الصعبة بعد أن تقطعت بهم السبل في قراهم الملاصقة لنا وأصبحوا في خطر، ولم تمض إلا بضعة أشهر حتى اقترب الخطر منا، لكننا اكتشفنا في الفترة الأخيرة حالات سرقة ونهب للأموال والممتلكات يقف وراءها المتسللون" . كما نقلت " عكاظ " عن النازحين اليمنيين الهاربين من منطقة القتال أنهم يتلقون الرعاية الكاملة من حكومة المملكة وشعبها، واصفين استقبال المواطنين السعوديين لهم بأنه "حار ويعبر عن أخوة حقيقية". وقالوا إن حكومة المملكة وفرت لهم كل ما يحتاجون إليه في مناطق الإيواء التي أنشأتها للنازحين من مناطق القتال في القرى الحدودية، مشيرين إلى أنهم لم يشعروا بالفرق بين النازحين السعوديين واليمنيين. مصدر الصورة : "الرياض"