لن يتحقق لنا الانتصار على الفكر المتطرف ومنظماته وتنظيماته التي يندرج تحتها ويستظل بظلها سواء كانت القاعدة أو داعش أو غيرها من العصابات التي تتاجر بالدين وتسعى لأفساد عقول الشباب، لن ننتصر على ذلك الفكر ما دام بيننا من يلوي أعناق الحقائق كي يبرئ الفكر المتشدد الذي ساهم في صناعة حاضنة اجتماعية مهدت لتقبل ما تقوم به عصابات القاعدة وداعش وما تقدمان عليه من جرائم فادحة يعترف من أقدموا عليها على تبنيهم للفكر المتطرف وانتمائهم لدولته ومبايعتهم من يسمونه خليفة المسلمين. حين حدثت الجريمة الشنعاء التي هزت قلب كل من له قلب وأقدم فيها شقيقان على قتل والدتهما ومحاولة قتل والدهما وأخيهما، وهي جريمة تأتي امتدادا لسلسلة من الجرائم التي تؤكد على حجم خطر داعش حين تمكنت من اختراق قلب الأسرة السعودية وإغراء بعض شبابها بقتل أبناء عمومتهم وأعمامهم الذين تولوا تربيتهم، حين حدثت هذه الجريمة الداعشية بامتياز والتي يغدر فيها شقيقان بوالدتهم لم يجد أحدهم غضاضة أن يجتهد في تبرئة الفكر المتطرف من هذه الجريمة مؤكدا في تغريدة له «في النظر الموضوعي لمصيبة داعش: أعمار جيل الدواعش تكشف أنه لم يعاصر فترة الصحوة وإنما نشأ زمن تغيير المناهج وتجفيف المنابع وطغيان الإعلام المتلبرل». والنظر الموضوعي الذي يدعيه صاحب التغريدة يكشف عن محاولة مستميتة للدفاع عن الفكر المتشدد الذي خلق حاضنة دشنتها خطب التكفير والتفسيق وتجهيل المجتمع والدعوة للولاء والبراء والتحريض على الدولة وسياستها والوطن وقياداته. محاولة لتبرئة حقبة أسست لكل تطرف جاء بعدها وما زال بعض الذين تربوا على نهجها في التفكير يحرفون الحقائق ويغردون بما يحاولون به أن يلصقوا الجريمة بغير من أقدم عليها أو خلق الحاضنة التي مهدت لها وهي وإن كانت محاولة يائسة إلا أنها تكشف عن رغبة في التخفيف من الأثر الذي تركته تلك الجريمة القذرة حين يقدم شقيقان على قتل والدتهما.