أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أنه إذا جاء الخاطب الكفء وكانت الفتاة أهلا للزواج، فلا يؤخر وليها زواجها لأنها أمانة عنده يسأل عنها يوم القيامة، ولا يرد الخاطب بحجة مواصلة الدراسة، ولا يجوز للولي أن يرد الخطاب ليأخذ راتب وظيفتها، فتضيع الفتاة بهذا الجشع والاستغلال، وتحرم من الذرية، وعد ذلك جناية على المرأة، وقد تدعو عليه فلا يفلح ولا ينفعه المال في قبره. وبين في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس، أن للزواج مآثر طيبة وحسنة تفضي لصلاح الفرد والمجتمع، مبينا أن في ذلك تمسكا بفطرة الله التي فطر الناس عليها، وحفظا للنفس والنسل، واستجابة لأمر الله تعالى ورسوله. وقال الله أراد عمارة هذا الكون شرعا وقدرا إلى أجل مسمى، وهذا العمران لا يكون إلا بالتعاون والتوفيق والاجتماع وبناء الحياة على السنن العادلة الحكيمة النافعة، مفيدا أن الإنسان مستخلف في هذه الأرض ليصلحها ويعمرها ويعبد الله عليها، وأن سعادته في طاعة الله، وشقاوته في معصية الله، لقوله تعالى: «ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون»، وقوله عز وجل: «ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين». وقال « إن من أول خطوات الإنسان ومراحله في هذه الحياة الدنيا اقترانه بزوجة على سنة الله ورسوله، يتم بينهما التعاون والتراحم والتآلف وتشابك المنافع والمصالح، وتتحقق بينهما متعة الغرائز البناءة النبيلة، والسعي إلى الأهداف والغايات الفاضلة والمكاسب المباركة، والذرية الطيبة». وأوضح أن الزواج من السنن الماضية، ولا حصر لمنافعه ولا نهاية لبركته، ومن السنن الباقية الدائمة التي لا تنقطع خيراتها، وسنة الأنبياء والمرسلين, لقول الله تعالى: «ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية». وأكد أن الزواج أمان للمجتمع من تفشي الزنا وعمل قوم لوط، فما انتشر الزنا في بلد إلا ضربه الله بالفقر والذلة وظهرت فيه الأمراض والوباء الذي لم يكن في اسلافه الماضين، مع ما للزناة في الآخرة من خزي وعذاب، لقوله جل وعلا: « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا». وأضاف يشرع أن يتخير الزوج الزوجة بالخلق والدين وحسن المنبت، محذرا من إكراه الفتاة على خاطب لا تقبله، بل يؤخذ رضاها لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يارسول الله وكيف إذنها، قال: أن تسكت» رواه البخاري ومسلم.