من الأخطاء الشائعة التي يتبعها المدخنون بعد الإفطار هو إشعال السيجارة بعد تناول التمر والسمبوسك والاستمرار على السجائر إلى وقت السحور. ورأى استشاري طب المجتمع الدكتور عبدالحفيظ خوجة، أن هذا السلوك محفوف بكثير من المخاطر الصحية، ولاسيما أن الدراسات الحديثة الصادرة من منظمة الصحة العالمية أثبتت أن التدخين لا يترك جهازا من أجهزة الجسم إلا ويترك آثاره المدمرة عليه، فيقوم المدخن بتدخين سيجارة واحدة تحتوي على ملليغرام واحد من النيكوتين يزيد من مقاومة القصبات والشعب الهوائية والرئتين دخول الهواء للجسم نتيجة بعض المواد التي يحتويها والتي يقل حجمها عن الميكرون الواحد مثل جزيئات الكربون كما يعمل على تثبيط الخلايا الهدبية الموجودة في الجهاز التنفسي والمسؤولة عن طرد الأجسام الغريبة من الجسم بيد أن الخطر الأكبر يكمن في زيادة امتصاص غاز أول أكسيد الكربون السام والذي يزيد خطره وسميته لدى مرضى القلب والرئتين، بالإضافة إلى تأثيره الضار في تنبيه الجهاز العصبي وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم بمقدار 15 ملليمترا زئبقيا. وأشار إلى أن التدخين يدمر صحة الإنسان ويصيبه بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية، فدخان السيجارة يحتوي على حوالي 4000 نوع من المواد الكيميائية الضارة، 60 منها مسرطنة بالإضافة إلى مواد أخرى منها أول أكسيد الكربون، الفحم، الزرنيخ، الرصاص وهي كلها مواد سامة للجسم البشري. والتدخين عدو لدود لأهم أجهزة جسم الإنسان على الإطلاق ألا وهو الجهاز التنفسي وهو الجهاز المتصل بالمحيط الخارجي اتصالا دائما من خلال عمليتي الشهيق والزفير، وهو المصدر الوحيد لإمداد كل أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم بالأكسجين اللازم لحياتها وحيويتها، ويعد شهر رمضان فرصة هامة لنجاح الإقلاع عن التدخين، فالصائم يبقى لأكثر من 15 ساعة دون تدخين وهذا أمر هام يجب أن يمتد لفترة الإفطار والسحور، أما ما يجعل الإقلاع على التدخين أمرا واقعا لا محالة فهو رغبة المدخن الصادقة في الإقلاع عن التدخين، فالرغبة والقناعة وقوة الإرادة هي أهم مكونات علاج مدمن التدخين، ثم تأتي أمور أخرى هي فقط من باب تقوية تلك الإرادة، مثل عرض نصائح تعين المدخن على ترك التدخين، الإكثار من السوائل والفواكه وإشغال الوقت بأمور والرياضة. الدكتور خوجه أكد أن دراسات عالمية عديدة أكدت على أن الصوم يساعد في علاج العديد من الأمراض المزمنة، التي تم تعريفها من منظمة الصحة العالمية بأنها الأمراض التي تدوم فترات طويلة وتتطور بصورة بطيئة مثل داء السكري، وأمراض القلب والسكتة الدماغية، والأمراض التنفسية المزمنة، وغيرها، كما أوضحت بعض الدراسات أن للصوم دورا إيجابيا على الصحة، حيث سجل انخفاضا كبيرا (بنسبة 7.9 في المئة) في الكولسترول، وانخفاضا كبيرا في تركيز الدهون الثلاثية في الدم (30 في المئة)، وارتفاع في نسبة الكولسترول الجيد HDL، وانخفاض كبير (بنسبة 11.7 في المئة) للكولسترول الضار LDL.