قال وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية إن على بلاده التفاوض مع بشار الأسد لإيجاد مخرج من الحرب السورية، مستدركا أن واشنطن تعمل بقوة لإعادة إمكانية إيجاد حل سياسي للمشكلة. وجاءت تصريحات الوزير كيري محبطة ومستفزة للكثيرين لأنها جاءت بعد أكثر من أربع سنوات على مأساة الشعب السوري الذي يواجه نظاما متجبرا يريد فرض إرادته بالقوة بعد التشريد وتدمير المدن وحرق الأرض. وهو نظام رفض كل الجهود التي بذلتها الهيئات الدولية ومبعوثوها من أجل التوصل إلى صيغة تمهد لدفع جميع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات وفق مقررات جنيف واحد. وقد أكد نظام بشار أنه لا يريد هذا الطريق ولا يعرف إلا الأساليب التي أبقته قابضا على السلطة لعشرات السنين مع كتم أنفاس كل من يرفع رأسه أو يبدي رأيا مخالفا لما يريد. والوزير كيري، بهذا التصريح المتأخر، كأنه يقول للسوريين الذين ضحوا بالدماء والأرواح وعانوا الويلات، إنه لا طريق لكم إلا العودة إلى التفاهم مع القاتل الذي شرد الملايين وقتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، واستخدم كل الأسلحة المحرمة من الكيماوي والبراميل المتفجرة. ولكن ما طرحه الوزير كيري، رغم قساوته وما يحدثه من خيبة الأمل، يثير سؤالا منطقيا: ماذا أعدت الدولة الكبرى لمشروع التفاوض مع بشار؟ وهل لديها خطة تمكن السوريين، بكل أطيافهم، من تجاوز المرحلة لبناء سوريا لجميع أهلها؟ أم أن التفاوض يأتي في إطار «مقايضات» تخلط فيها الملفات لتحقيق مكاسب إقليمية؟. أسئلة مشروعة يطرحها السوريون ويعملون مع المجتمع الدولي حتى لا يكافأ السفاح.