في خضم دورة الخليج الثانية والعشرين ووسط الحمو العاطفي والوطني.. جاء خالد الفيصل وهو الأب الروحي لدورة الخليج منذ بدايتها وعرابها.. ومن خلال تكريمه من قبل اللجنة المنظمة للبطولة إعلاء لمبدأ احترام حقوق صاحب الفكرة.. وهي بادرة سبقتها بوادر كلها تتوافق في معنى واحد تحفظ لهذا الرجل (الرياضي أصلا وفصلا) انبثاقاته الذهنية وهي كثيرة ولكن الرياضية كانت مجاله العضلي والذهني والحماسي.. وبعدها بقليل طالعنا خبر من أهم الأخبار ذات الصلة واللصيقة بنفس المضمون.. إذ صعد مجلس الوزراء الفكرة بموافقته على إنشاء اتحاد رياضي باسم الاتحاد الرياضي للرياضة المدرسية.. وترك للجنة العليا لسياسة التعليم بوضع القواعد والضوابط اللازمة لذلك.. ولعل هذه اللجنة تتقدم في هندسة وبناء لوائح موثوقة تستفيد فيها من خبرات من سبقونا في هذا المجال وليس عيبا. الرياضة المدرسية زمان : والعجيب أن الرياضة المدرسية كانت لها مكانتها ونصيبها الوافر على عهد طيب الذكر المرحوم الشيخ حسن آل الشيخ وخالد بن فهد وكيل وزارة المعارف سابقا والمرحوم بإذن الله محمد العبدالله الفيصل.. وقدر لي أن أكون شاهد إثبات لتلك الحقبة التي شهدت ارتقاء الرياضة المدرسية وكان هناك دوري على مستوى المناطق لألعاب القوى وللألعاب المختلفة.. كنت يوم ذاك مديرا لرعاية الشباب التي كان يرأسها المربي الكبير الاستاذ عباس حداوي ومعه نخبة من الشباب حسن وحسين جوادي وجميل مرزا.. وآخرون لا تسعفني الذاكرة الآن بأسمائهم وقد كانت المنافسات تشتعل على أشدها وبرز الاهتمام بالألعاب المختلفة وأصبحت منازلنا تعي البعد الحقيقي للتربية الرياضية والتربية الفنية والاجتماعية والكشفية من خلال العمل على بناء شخصية فلذات الأكباد من خلال الفهم السائد (العقل السليم في الجسم السليم). إن اقتراح خالد الفيصل يأتي كوثيقة يجب أن ننطلق منها وأن نتحرر من ربقة السيادة لكرة القدم وإشاعة جو التنافس والمجالات والمضامير في القدرات الشابة لتترجم وتعبر عن مواهبها وتطرحها على مدى التنافس الشريف.. ويهمنا في هذا الجانب التركيز على الجانب التربوي وبناء الجسم عقليا وروحيا ونفسيا. الاتحاد المقترح : شيء جميل جدا أن يكون هناك اتحاد للرياضات المدرسية ولن نستبق الأحداث قبل أن تسفر اللجنة الموقرة عن صياغة اللائحة التنظيمية والبعد الهدفي لهذه الاتحادات، فقط أود أن أوسع الدائرة بشكل الزوم كما يقولون.. إلى أن تجربتنا مع الاتحادات الرياضية في ظل رعاية الشباب وهي حسنات تذكر للأمير الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله.. لتواكب طموحاته وتطلعاته بأن ينهض بالرياضة وبالرياضيين.. ولكن التجربة فشلت في مهدها ولم تحقق مضمون أهدافها.. وظلت الشقيقة الكبرى كرة القدم تفرض هيمنتها وسيطرتها وتبتز جمهورها.. مما أضاع المواهب الأخرى في مجال كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد والتنس الأرضي وتنس الطاولة وبقية محاولات تلهث في مجال ألعاب القوى.. وهي حقيقة من أكبر المضامير التي لو وجدت الاهتمام الواعي والتدريب المتمرس واتباع أحدث الأنظمة والطرق لوجدنا ارتفاعا مذهلا في تفريخ النجوم.. فبلادنا تزخر بعدد كبير منهم.. فتضاريسها المختلفة بيئة ملائمة لخلق الرياضي الأقرب إلى المثالية في مختلف الألعاب وخاصة الفردية. نتمنى على الله أن يكتب التوفيق والسداد للاتحاد القادم لنجيش شبابنا في وجه انحرافات الفكر الضال.. فالرياضة تمتص عنفوان الطاقة الإنسانية وتفرغها فيما يخدم الشباب وبلدهم.. مع كل الرجاء في أن يستفيدوا من إخفاق الاتحادات القائمة وخاصة اتحاد كرة القدم وما واكبه من ترهات وخلافات يندى لها الجبين ... وحسبنا الله ونعم الوكيل.