أكد ل«عكاظ» مدير عام المكتب التنفيذي لصحة دول مجلس التعاون الخليجي البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن وضع «كورونا» في المملكة ودول الخليج مطمئن ولا يثير المخاوف، موضحا أن إعادة هيكلة وزارة الصحة في المملكة وإطلاق مركز القيادة والتحكم للتعامل مع الفيروس أسهم إيجابا في وقف زحف انتشاره وانحسار المرض وتقلص أعداد المصابين، معتبرا أن الحاجة تظل قائمة لمزيد من الدراسات والأبحاث، فيما يخص اكتشاف أجسام مضادة للفيروس في الإبل وأنها مصدر لانتقال الفيروس للبشر. كيف تقيمون وضع «كورونا» في المملكة والخليج بعد مرور عام و8 أشهر من تسجيل أول حالة إصابة في المملكة؟ الجهود التي بذلت جهود كبيرة لمحاصرة الفيروس، فوزارة الصحة في المملكة وضعت هيكلة خاصة للتعامل مع هذا المرض وانعكس ذلك في إعادة منظومة العمل في المستشفيات وإداراتها وأقسامها، كما أن مشاركة أرامكو في وضع بصماتها بجانب جهود المكافحة أثمر عن نتائج إيجابية، وكل هذه المعطيات أدت في الأخير لمحاصرة الفايروس والحد من انتشاره، خاصة بعد تحديد مستشفيات للتعامل مع الحالات المصابة، وهذا الجانب بلا شك من أهم الجوانب الوقائية التي تحد من انتشار المرض، إضافة إلى ذلك أدى تفعيل جهود أقسام مكافحة العدوى في المستشفيات وإعادة هيكلتها إلى إبراز وتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة العدوى لكل الفيروسات وتحديدا كورونا وأنفلونزا الخنازير، كما أن تركيز وزارة الصحة في المملكة على الجانب الوقائي التوعوي كان له دور فعال في تعريف المجتمع والممارسين الصحيين بالمرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه. تدابير أكثر فعالية هل بإمكان مركز القيادة والتحكم الذي أطلقته وزارة الصحة الحد من انتشار الفيروس؟ وجود هذا المركز أعطى أهمية كبيرة للدور المبذول في محاصرة فيروس كورونا، فكما أشارت وزارة الصحة إلى أن أبرز مهامه تتركز على فهم كامل ودقيق للوضع الصحي الراهن في المملكة وتطوير السياسات اللازمة واتخاذ تدابير أكثر فعالية لمكافحة انتشار عدوى كورونا، وتفعيل الإجراءات التي تضمن تطبيق أعلى المعايير في مجال جمع البيانات والشفافية والإفصاح للتأكد من اتباع الإجراءات والنظم للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة وسريعة، وبجانب ذلك القيام بإجراءات استباقية وسريعة أمام أي تحديات مستقبلية تتعلق بالصحة العامة في المملكة عبر جهود التنسيق والرصد المستمرة، كما أن وجود أطباء وعلماء وباحثين وخبراء الرعاية الصحية في هذا المركز سيساعد على التعامل بشكل أكثر فاعلية مع التحديات الراهنة ورفع مستويات التأهب العام للمستقبل، إضافة إلى الارتقاء بمستوى جودة قطاع الرعاية الصحية في المملكة بشكل عام، ومن هنا فإن وجود هذا المركز يشكل أهمية كبرى لمواجهة التحديات الصحية الراهنة. عدوى الإبل رجحت دراسة حديثة أن الإفرازات الأنفية للإبل هي السبب في إصابة أول شخص بالفايروس، ما تعليقكم؟ بما أن الدراسات التي أجريت في المملكة، خاصة التي أجراها مستشار وزير الصحة الدكتور طارق مدني أوضحت إصابة مريض بالمرض إثر انتقاله له من أحد الإبل التي كان يملكها وتوفي (رحمه الله) وكذلك تحديد التسلسل الجيني لهذا الفيروس المعزول من الجمل والذي كان مطابقا بنسبة 100% للفيروس المعزول من المريض، واكتشاف أجسام مضادة للفيروس في كامل قطيع الإبل البالغ عددها تسعة، ثبت أنها ظهرت لديها هذه الأجسام المضادة قبل إصابة المريض بالمرض، وإثبات الفريق الطبي ولأول مرة على مستوى العالم أن الجمل كان مصدر انتقال الفيروس للمريض، فإن ذلك يعزز أن الجمال لها دور في نقل المرض عن طريق الاحتكاك المباشر بالجمال المريضة، كما يؤكد أن المخالطة المباشرة مع المريض المصاب يزيد من فرص إصابة المحتكين به مباشرة، كما يلاحظ أن أغلب الحالات المسجلة في العالم انتقلت بين الناس من شخص مصاب إلى آخر ولم يكن لديها احتكاك مباشر بجمال مريضة، ما يؤكد أهمية تطبيق الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية عند التعامل مع الجمال في الحظائر أو المصابين في المستشفيات. برامج التوعية هل ترون أن برامج التوعية بفيروس كورونا كان لها الأثر الإيجابي في الوقاية من المرض؟ لا شك أن التوعية الصحية ليس فقط في جانب كورونا وإنما في كل الأمراض تلعب دورا هاما وأساسيا في توعية أفراد المجتمع وأيضا العاملين في القطاعات الصحية، باعتبارهم الواجهة الأولى في استقبال المرضى، والمنظومة الصحية في جميع دول العالم تركز على برامج الوقاية والتوعية، وأعتقد أن الخطة التي أعدتها وزارة الصحة في المملكة أو الوزارات الخليجية الأخرى كان لها أثر إيجابي كبير في الحد من انتشار المرض، وتدل على الحس الاجتماعي لدى أفراد المجتمع بضرورة المشاركة في تكريس التوعية وحماية المجتمع.