محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    اختتام فعاليات منتدى المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية «حمى»    أمير جازان يُدشّن مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية ال20 بمحافظة صبيا    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    الأهلي يسقط في المدرسة.. الحزم يضرب الوحدة.. الفيحاء يرمي الطائي في الخطر    الكشف عن مدة غياب سالم الدوسري    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الرياض    الاتحاد يكشف حجم اصابات بنزيمة وثلاثي الفريق    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    مقال «مقري عليه» !    مانشستر سيتي يضرب برايتون برباعية نظيفة    النواب اللبناني يمدد ولاية المجالس البلدية والاختيارية    الهجوم على رفح يلوح في الأفق    حزمة الإنفاق لأوكرانيا تشكل أهمية لمصالح الأمن الأمريكي    أمير القصيم يثمن دعم القيادة للمشروعات التنموية    محمد بن ناصر يرعى تخريج طلبة جامعة جازان    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    في ذكرى الرؤية.. المملكة تحتفي بتحقيق العديد من المستهدفات قبل وقتها    الذهب ينخفض مع تراجع الطلب واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة    رئيس الشورى يرأس وفد المملكة في مؤتمر البرلمان العربي    سلمان بن سلطان يرأس لجنة الحج والزيارة بالمدينة    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    جائزة الامير فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز تواصل استقبال المشاركات    فيصل بن بندر يرأس اجتماع المجلس المحلي بمحافظة الخرج    استثمر في عسير ببلديات القطاع الشرقي    فيصل بن فرحان يهنئ وزير خارجية اليمن بمناسبة توليه مهمات عمله    مريض سرطان يؤجل «الكيماوي» لاستلام درع تخرجه من أمير الشرقية    «الثقافة» تُعيد افتتاح مركز الملك فهد الثقافي بعد اكتمال عمليات الترميم    "سلطان الطبية" تنفذ دورة لتدريب الجراحين الناشئين على أساسيات الجراحة    قصة 16 مواجهة جمعت الأهلي والرياض    "ذكاء اصطناعي" يرفع دقة الفيديو 8 أضعاف    مستشفى ظهران الجنوب يُنفّذ فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    الحوثي يقر باستهداف سفن أمريكية وإسرائيلية.. هيئة بريطانية: انفجار قرب سفينة قبالة عدن    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس مجلس أمناء جمعية قبس للقرآن والسنة    كاوست ونيوم تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    "الجمعة".. ذروة استخدام الإنترنت بالمملكة    أدوات الفكر في القرآن    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    «النقد الدولي» يدشن مكتبه الإقليمي في السعودية    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    النفع الصوري    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«فيروس كورونا».. قادرون على تجاوز ذروته ب«الوعي» ورفض «الشائعات»
جهود حكومية ل«احتواء المشكلة» و«طمأنة المجتمع» والخروج من «عزلة المعلومة»
نشر في الرياض يوم 13 - 05 - 2014

أسوأ ما يواجه الإنسان في حياته حين يواجه مجهولاً لا يعرف عنه سوى اسمه، ولكنه يدرك خطورته، وقدرته على إلحاق الضرر به، وقبل ذلك يزيده خوفاً وهلعاً وربما ألماً على فراق من أحب، وبعد كل ذلك يصيبه بحالة من الاستسلام وأكثر من ذلك الانقياد لكل ما يثار عن هذا المجهول، والترويج لأخباره، وشائعاته، والبحث عن مصادر لا يثق بها ولكنك قد تكون مضطر لها.. هذا المجهول الذي نعيش فصول بعض معاناته هو «فيروس كورونا» الذي أخذنا إلى ما كنّا نتوقعه خوفاً وارتباكاً وشكوكاً، حيث لا نزال نجهل عنه الكثير، ولا يتوفر لدينا لقاحا لمواجهته، ولا تجارب سابقة استوطنها «الفيروس» وخرج منها منهزماً، وربما أيضاً أننا تأخرناً في مواجهته بعد أقل من سنتين على اكتشافه في سبتمبر 2012.
وعلى الرغم من هذه الحالة النفسية التي نحن عليها الآن، والتضارب العلمي في احتواء مسبباته وتداعياته، إلاّ أن استراتيجية وزارة الصحة الحالية نجحت في التنسيق والاستشارة العلمية والمراكز المتخصصة وتفعيل المشاركة المجتمعية، وتغذية الوعي ب»الشفافية» عبر بيانات يومية تحدد فيها أعداد المصابين والوفيات المسجلة. «ندوة الثلاثاء» تناقش هذا الأسبوع «فيروس كورونا».
استراتيجية وزارة الصحة الحالية نجحت في التنسيق والاستشارة العلمية والمراكز المتخصصة وتفعيل المشاركة المجتمعية
تاريخ الفيروس
في البداية أوضح "د.فهد الربيعة" أنّ "كورونا" عبارة عن مجموعة من الفيروسات تشكّل في الغالب (20٪) من الفيروسات التي تسبب التهابات موسمية للأجزاء العلوية من صدر الإنسان، مشيراً إلى أن "كورونا" وجد الاهتمام عام 2003م عندما ظهر فيروس "سارس" الذي يعد من فصيلة "كورونا"، إلاّ أنّهما نوعان مختلفان، وكان هناك قلق عالمي من فيروس "كورونا" بسبب انتشاره؛ مما أدى إلى خوف المنظمات العالمية بأن يتكرر الانتشار بعد اكتشافه في سبتمبر 2012م، مستدركاً: "ولكن الآن يمكن أن نقول أنّ الفيروس محدود الانتشار".
وقال:"لا نعلم إلى الآن مصدر الفيروس (100٪)"، موضحاً أن هناك دراسات ربطت الفيروس بوجود "الخفّاش" في مناطق مختلفة من المملكة، ويتوقع نظرياً أن يكون الخفاش نقل الفيروس إلى مصدر وسيط -ربما يكون حيوانا-، ثم بعد ذلك انتقل إلى الإنسان، لافتاً إلى أنّه لا يعرف كيفية انتقاله إلى الإنسان سواء من الخفاش أو من مصدر حيواني آخر مثل الإبل، حيث هناك دراسات عديدة وجهود كبيرة تبذل داخلياً وخارجياً في هذا المجال، منوهاً بأنّ الدراسات جارية لمعرفة المصدر الحقيقي للوقاية من الفيروس، ولكن لا يوجد ما يثبت مصدر الفيروس.
وأضاف أن أعراض "كورونا" عبارة عن أعراض تنفسية عليا، تتمثّل في ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وتعب عام مصحوب غالباً بضيق في التنفس، مبيناً أن الأعراض شبيهة لكثير من الأعراض التنفسية، كالإنفلونزا وهو ما يصعّب الأمر، ولكن لمعرفة الفرق بينها يحتاج المريض لإجراء فحص افرازات الجهاز التنفسي؛ لمعرفة المزمن، هل هو فيروس "كورونا" أم شيء آخر؟، موضحاً أنّ من مسببات الفيروس عائلة تسمى "كورونا"، وما هو موجود لدينا حالياً هو نوع "متلازمة الشرق الأوسط"، ويعد فيروساً جديداً من فصيلة ال"كورونا" تم اكتشافه في سبتمبر عام 2012م، عندما توفي أحد المرضى في جدة، ومن ثم توالى اكتشاف الحالات.
ولفت "د.رأفت الحكيم" إلى أنّ "كورونا" يعد سلالة جديدة، والتعامل معه جديد، والمعلومات الخاصة به جديدة أيضاً، والبحث فيها يتطلب البحث في طرق العدوى وانتقال المرض، موضحاً أنّهم في وزارة الصحة قطعوا شوطاً كبيراً في هذا المجال، ولكن تبقت بعض الأسئلة تحتاج إلى إجابات علمية محددة وقاطعة.
د. عائشة: إجراءات التعامل مع
«الفيروس» وفق معايير صحية عالمية
استراتيجية متكاملة
وبيّنت "د.عائشة الشمري" أنّ الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الصحة حالياً مكتملة العناصر صحياً واجتماعياً وتقنياً، حيث لم تأل الوزارة جهداً في إعداد الفرق ونشرها في الميدان لمحاصرة الفيروس في كل مكان، وتحديداً في المواقع التي سجلت نسبة انتشار عالية، مشيرة إلى أن هناك تبليغا متسارعا عن الحالات، وعزل من تأكدت إصابته بالفيروس بسرعة، إلى جانب اتخاذ جميع الإجراءات الخاصة بالتحليل، وأخذ العينات بسرعة، وتبليغ المراكز والمستشفيات بعينة المريض، وبالتالي أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة.
وقالت إنّ كل هذه الإجراءات والخطوات تتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومع بعض الدول ذات العلاقة، إلى جانب تبليغ الصحة العالمية أولاً بأول عن الحالات، حيث تتابع المنظمة كل تلك الخطوات مباشرة، وتحديداً التأكد من عمل الإجراءات الوقائية وتعريف الحالة؛ مما يكشف أنّ اللجنة العلمية لا تعمل بمفردها، وإنما بتعاون لصيق مع منظمة الصحة العالمية.
وعلّق "د.رأفت الحكيم" على ما ذكرت "د.عائشة الشمري"، موضحاً أنّ الوزارة تعتمد في منهجها على اللجان العلمية في جميع شؤونها، وهناك كذلك لجنة استشارية جديدة انشأها وزير الصحة المكلف "م.عادل فقيه" تشتمل على أطباء استشاريين متخصصين في هذا الموضوع، ومن مهامها مساندة الوزارة، وهي لجنة مستقلة مكونة من خارج الوزارة وتعمل بحيادية تامة، ومن ضمن
د. النملة: خلطات «العطّارين» وهم..
ونحتاج إلى بناء الثقة مع المجتمع
استراتيجياتها التعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبعض الجامعات العالمية، والمراكز الدولية المتخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا.
مواجهة التحديات
وحول ما إذا كانت استراتيجية وزارة الصحة الحالية كافية؟ بيّن "د.فهد الربيعة" أنّه منذ أنّ بدأ المرض قبل عامين كان عضواً في اللجنة العلمية للأمراض المعدية، وكانوا خلال العامين الماضيين يركزون في عملهم على فيروس "كورونا"، منوهاً بأنّ اللجنة الوطنية العلمية ليست خاصة بوزارة الصحة، وإنما مشكّلة من جميع المؤسسات والمراكز الصحية في المملكة، والقطاع الخاص، والتعليم العالي، معتبراً أنّ أكبر التحديات التي واجهت اللجنة العلمية الوطنية تمثّلت في معرفة مسببات المرض، وعمل استقصاء وبائي للمسببات، وكيف يمكن التحكم في المرض؟ وهل هناك علاج للمرض؟.
وأضاف أنّهم استطاعوا أن يتجاوزوا كثيراً من التحديات في بعض جوانبها، لكنهم لم يستطعوا أن يصلوا إلى مرحلة الرضا والكمال، إذ إنّ هناك عدة نقاط تحتاج إلى مراجعة، ودراسات، وأبحاث، وهذا كله يتم عبر تعاون مع منظمة الصحة العالمية والمراكز العلمية الكبرى، وغيرها، حيث تم تنظيم العديد من المؤتمرات داخل
د.لبنى: لا نزال نتعامل مع «مجهول» ولم نتعلّم من أخطاء الماضي.. وتأخرنا كثيراً في مواجهته
المملكة وخارجها بمشاركة أعضاء اللجنة، لافتاً إلى أنّه يجب التأكيد على أنّ هذا الفيروس جديد، وهم أمام تحديات وضغوط من المجتمع الذي يحرص على الاجابة على الأسئلة التي ليست لديهم اجابة عليها أصلاً، وقد يفهم من ذلك أنهم يملكون معلومات ولكن يرفضون ذكرها، أو يخفونها، وهذا غير صحيح.
وأشار إلى أنّهم يبذلون جهداً كبيراً لدراسة المعلومات التي تردهم عبر الأبحاث الدقيقة، حيث إنّهم إلى الآن لم يتوصلوا إلى لقاح ناجع لهذا المرض، ولا يعتقد أنّ هناك لقاحاً سيظهر في القريب العاجل، حيث أنّ صعوبة الفيروس تحتاج إلى أبحاث ووقت من أجل إنتاج ذلك اللقاح.
تشكيل اللجان
وكشفت "د.لبنى الأنصاري" أنّ ردة فعل المجتمع تجاه الخوف والقلق من فيروس "كورونا" عادية وطبيعية؛ بسبب نقص المعلومات، معتبرةً أنّ الأعداد الكبيرة التي تدخل إلى المملكة من الحجاج والمعتمرين قد يدخلون وهم يحملون معهم بعض الفيروسات، موضحة أن هناك فيروسات تنفسية دائماً تدخل إلى المملكة، ولكننا للأسف لا نعرف أنواعها، مؤكّدةً أنّ هناك فجوة في المعلومات، خاصةً لو علمنا أنّ هذا الفيروس مضى عليه سنتان، ومدة السنتين ليست قليلة؛ مما أدى إلى احساس المجتمع إلى وجود شيء من التراخي، وعدم أخذ خطورة هذا الفيروس.
وقالت: لو نظرنا إلى تشكيل اللجنة العلمية التي تضم نخبة من الأطباء المتخصصين، فإنّها لا تمثّل التخصصات الطبية المطلوبة، ولا وجود للتمثيل المجتمعي فيها، حيث إنّه لا فرق بين معظم أعضاء اللجنة العلمية التي تشكّلت منذ فترة أو التي شُكّلت مؤخراً، إذ تركز فقط على الأمراض المعدية، والمختصين في الأمراض المعدية من طبيعة عملهم هو التعامل مع الحالات الفردية وليس المجتمعية، منوهةً بضرورة أن تضم اللجنة أعضاء متخصصين في الصحة، وطب مجتمع ووبائيات؛ لأن هؤلاء ومن خلال طبيعة تخصصهم يتعاملون مع المجتمع،
د.الربيعة: نحن أمام ضغوط مجتمعية للإجابة على تساؤلات لم نتثبت منها.. ولا نخفي معلومات
إضافةً إلى أهمية وجود تمثيل مجتمعي في تشكيل اللجنة العلمية؛ لأنّ هناك أشخاصاً لديهم درجة عالية من الوعي تمكّنهم من تقديم آرائهم بشكل مفيد، خصوصاً أنّ القرارات التي ستصدر من هذه اللجنة سيتم تطبيقها داخل المجتمع، متسائلةً: كيف لا يتم أخذ آراء المجتمع في قرارات تتخذ في الأصل لمعالجة مشكلاتهم؟.
حجم المشكلة
ولفتت "د.لبنى الأنصاري" إلى أننا إلى اليوم لا نرى الحقيقة كاملة، حيث مازلنا نركز على الحالات الشديدة التي أدت إلى مضاعفات، وبالتالي استدعت التنويم، وربما أدت إلى الوفاة.
وأضافت:"في الحقيقة أننا لا نعرف تماماً حجم مشكلة الفيروس لدينا"، موضحةً أنّ هناك معلومات بإجراء دراسات للمخالطين للمرضى، ولم تظهر عليهم أعراض، وبالتالي لم يحتاجوا إلى تنويم، حيث كان من المفترض حجزهم إلى أن يتضح مدى نشاط ال"كورونا" في أجسامهم، مبيّنةً أنّ مثل هذه المعلومات كان من المفروض توفيرها للمجتمع، حيث إنّ "كورونا" قد لا تسبب أعراضاً، وقد يأخذ الشخص العدوى، ولكنه يملك مناعة منها، وبالتالي لا يشعر بها، وقد تنتقل العدوى لشخص آخر وتكون أعراضه شديدة، ويحتاج إلى عناية أقوى.
وأضافت أنّ مثل هذه المعلومات قد تدخل الاطمئنان في نفوس أفراد المجتمع، ومن المؤسف أنّ اللجنة حريصة لإظهار الجزء الحاد والخطر من المرض، ويريدون أن يطمئنوا الناس، بينما الجزء الآخر والمتعلق بتنوع الحالات غير واضح؛ مما يجعل الناس يبحثون عن الحقيقة، إلى جانب أنّ النظم الصحية إلى الآن لم تستوعب تماماً القرارات التي اتخذت بشأن الاحتياطات المطلوبة من قبل العاملين في المستشفيات، ومعظم المعنيين بأمر الصحة لا يلبسون الكمامات، خصوصاً في المستشفى الجامعي، حيث قيل لهم أن لا يلبسون الكمامات!.
استقصاء وبائي
وعلّق "د.فهد الربيعة" على ما ذكرته "د.لبنى الأنصاري"؛ مؤكّداً على أنّ وزير الصحة المكلف قرر مؤخراً اضافة "د.علي الزهراني" -المتخصص في الوبائيات إلى اللجنة العلمية-، موضحاً أنّ الإستقصاء الوبائي يتطلب وقتاً طويلاً، ولكن هناك اختباراً تم اجراؤه في أكثر من (20.000) من المخالطين، سواءً في المستشفيات أو في المنازل، وتبيّن محدودية انتشار الفيروس، وهذا يدخل -حسب رأيه- في عملية الاستقصاء الوبائي للمرض ومعرفة انتشاره في المجتمع، لافتاً إلى أنّ طريقة الاستقصاء تتطلب عمل أجسام مضادة تؤخذ من شريحة كبيرة من المجتمع، وهذا العمل يحتاج إلى وقت طويل، مضيفاً أنّ لبس الكمامات كانت ضمن التوصيات التي أصدرتها اللجنة العلمية، وتم تعميم ذلك إلى جميع المستشفيات داخل المملكة.
كما علّق "د.رأفت الحكيم" على ما ذكرته "د.لبنى الأنصاري"، موضحاً أنّه عندما يتم التأكد من الحالة المصابة يتم حصر المخالطين مباشرة، سواء اكانوا المخالطين للمريض في المنزل أو في العمل، وحصر جميع المخالطين الصحيين كذلك، مبيّناً أنّهم أجروا عدداً كبيراً من الفحوصات، واتضح أنّ كثيراً من المخالطين لم تنتقل إليهم العدوى، ويحاولون إعادة الفحص بعد ثلاثة أيام حتى يتأكدوا تماماً، لافتاً إلى أنّهم يصدرون بياناً عن الحالات المصابة في الساعة السادسة مساء، وهناك تفصيل لجميع الحالات.
خطط بديلة
وتساءل الزميل "سعيد السلطاني" عن الخطط البديلة التي ستقدم عليها وزارة الصحة والجهات المختصة لايجاد علاج للفيروس، وهل يمكن الإفادة من لقاحات مشابهة لعلاج هذا المرض؟، وأجاب "د.فهد الربيعة"، موضحاً أنّ هناك جهوداً مبذولة منذ أن بدأ المرض وما زالت مستمرة، مؤكداً على أن وزارة الصحة لم تتوقف في البحث عن الحلول والعلاج، وهناك فرق كبيرة في وزارة الصحة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل معرفة أسباب المرض واحتوائه، لافتاً إلى أنّهم إضافةً إلى جهود الوزارة فإنهم بحاجة إلى جهود محلية وخارجية لإيجاد لقاح، وإن كان ذلك ليس في القريب العاجل، ولو تم اكتشاف لقاح لا يتم استخدامه إلاّ بعد عام أو عامين بعد تطبيقه على الحيوانات، ومن ثم يأتي دور الإنسان، مؤكّداً أنّ "كورونا" ليس له علاج محدد مثل بعض الفيروسات الآن.
وأضاف أنّ هناك نوعين من العلاج يستخدمونهما الآن، وهما "الرايبابلين" و"الانترفيرون"، وهما علاجان يستخدمان لعلاج الكبد الوبائي (ج) منذ سنوات، ويعلمون الأعراض الجانبية لهما، وقد أثبتت الأبحاث والدراسات والتجارب التي أجريت في المختبر فعالية هذين العلاجين، مشيراً إلى أنّه منذ عام مضى أقرت اللجنة العلمية استخدام العلاج للمرضى المصابين بفيروس "كورونا"، ولكننا إلى الآن لا نستطيع أن نجزم بفعالية الدواء من عدمه، منوهاً بأنّ هناك أدوية أُجريت في المختبرات محلياً وخارجياً، وأثبتت بعض الفعالية، و-إن شاء الله- سيظهر علاج ناجع لهذا المرض!.
مريض مخالط
وأبدى الزميل "محمد الحيدر" وجهة نظره حول عدم وجود جدية في التعامل مع الفيروس والحالات التي أصيبت به في بداية ظهوره قبل عامين، خاصة الأشخاص الذين يعملون في المجال الصحي، حيث تصل نسبة المصابين العاملين في المجال الصحي إلى حوالي (10٪)، متسائلاً: كيف تنتقل عدوى الفيروس؟ وما هو الواجب على المريض المخالط؟، وأجاب "د.فهد الربيعة"، موضحاً أنّ الفيروس يعيش ما بين ثلاثة أيام إلى (14) يوماً فترة حضانة، وربما هذه الفترة تكون معدية، وقد تكون هذه الفترة لها أعراض أو لا تكون لها أعراض، مبيّناً أنّ الحالات التي تكون فيها أعراض فإنها ما زالت تحتاج إلى دراسات، ولم يُتأكّد من ذلك علمياً، ناصحاً المريض المخالط أن يحجز نفسه في البيت، وأن يجري تحاليل اسبوعية، إلى أنّ يتأكد أنّ الفيروس قد اختفى، وهذا يدخل ضمن الاحتياطات المعمول بها.
منطقة جغرافية
وتساءل الزميل "علي الزهيان" عن صحة الأقوال بأنّ المنطقة الجغرافية للمرض تقتصر على المملكة فقط؟، وهل هناك مبادرات من قبل وزارة الصحة لنشر الوعي في المدارس؟، وأجاب "د.رأفت الحكيم"، مبيّناً أنّ أول إصابة سجلت في المملكة كانت في سبتمبر 2012م، وكانت هناك قبلها إصابة (سار) في أحد المستشفيات في الأردن أي قبل أربعة أشهر من ظهور "كورونا" في المملكة، وقد أدت الإصابة إلى وفاة أحد العاملين الصحيين، ولم يكن معروفاً السبب الذي أدى إلى وفاته؛ مما دعا إلى إعادة الفحص مرة أخرى في مختبرات أمريكية في القاهرة، وأثبتت النتائج أنّ الأشخاص كانوا مصابين بالفيروس، وكذلك ظهرت بعض الحالات في قطر، والامارات وغيرهما.
وفيما يتعلق بالتوعية في المدارس؛ بيّنت "د.عائشة الشمري" أنّهم في وزارة الصحة لم ينظموا مبادرات توعوية خاصة بالمدارس أو بالمؤسسات التعليمية بشكل عام، بل اهتموا بمبادرات توعوية تجاه المجتمع ككل، ولكن هناك تنسيق تام بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم في هذا الشأن.
طب شعبي!
ووجه الزميل "د.أحمد الجميعة" سؤالاً عن الشائعات التي تطلق في المجتمع عن جهل بوجود أعشاب عند محال العطّارين لمعالجة هذا الفيروس أو التقليل من انتشاره؟، وبيّن "د.رياض النملة" قائلاً: في ظل وجود وسائل الاتصال الحديثة فليس من الممكن أن تتم السيطرة على عملية اطلاق الشائعات، خصوصاً مع عدم وضوح الرؤية بشكل كامل، حيث ما زال هناك غموض يكتنف "كورونا"، وأنّه ليس هناك علاج ناجع إلى الآن، ولم يتم التوصل إلى إيجاد لقاح له؛ مما سبب هلعاً في المجتمع، وهذا الوضع لا شك يزيد من انتشار الشائعات، موضحاً أنّ المطلوب أن تحرص الجهات الصحية على إعادة بناء الثقة بينها وبين المجتمع، حيث كانت في البداية تعاني من عدم وجود الشفافية، ولم توفر المعلومة بصورة سريعة، إضافةً إلى غياب الإستراتيجيات التي تساعد على بناء الثقة.
وأضاف أنّ عدم الوصول لعلاج ناجع يفتح الباب على مصراعيه للرقاة والطب البديل وعطاري الأعشاب، للمشاركة في وضع وصفات وعلاجات كل حسب اجتهاده، مشدداً على أنّ إعطاء الأعشاب والخلطات دون التأكد منها علمياً له آثار جانبية على صحة المريض؛ لذا لابد من الحذر، لافتاً إلى ضرورة أن ترسل وزارة الصحة فرقاً ميدانية لمتابعة الحالات؛ لأنّ مثل هذه الأمراض تصنّف من الحالات الوبائية وتحتاج لمكافحتها إلى جهود مضاعفة من جميع الجهات الطبية.
مناعة الأجسام
وعلّقت "د.عائشة الشمري" على ما ذكره "د.رياض النملة"؛ لافتةً إلى أنّ العملية لا تقتصر فقط على وجود اللقاح، وإنما الأمر يحتاج إلى مناعة لجسم الشخص، من حيث التزامه بالغذاء السليم والرياضة المستمرة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، واتباع الاجراءات الوقائية، مشيرة إلى أن ما حدث في مدينة جدة دليل قاطع على استهتار البعض بالإجراءات الوقائية من قبل الممارسين الصحيين وعدم تطبيقها، منوهةً بأنّ هناك تداخلاً بين الاصابة بفيروس ال"كورونا" وبين فيروس (H1N1) في بعض الحالات، حيث إنّ الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة هم الفئة المعرضة للخطورة من كلا الفيروسين؛ مما يوجب أخذ تطعيم الانفلونزا المتوفرة في المراكز الطبية والمستشفيات.
وعقبت "د.لبنى الأنصاري" على ما ذكرته "د.عائشة الشمري"، موضحة أنّ غالبية العاملين في المستشفيات لم يكونوا ملتزمين بالاجراءات الوقائية، وحتى في زيارة "د.عبدالله الربيعة" -وزير الصحة الأسبق- لمستشفيات مدينة جدة لم يكن واضعاً الكمامات، ولا المجموعة المرافقة معه؛ مما يدل على أننا على مستوى الفهم نقول شيئاً ولكن غير قادرين على الالتزام به في الواقع!.
النظام الصحي
وتساءل الزميل "د.أحمد الجميعة" عن مدى قدرة النظام الصحي بالمملكة على التعامل مع هذه الأزمة التي قد تكون هذه هي أول أزمة صحية خاصة بالمملكة؟، وهل لدينا قدرة تشريعية وطبية للتعامل مع هذه الأزمات الطبية مستقبلاً؟.
وقالت "د.لبنى الأنصاري" إنّ النظام الصحي لا يتكون من وزارة الصحة وحدها، حيث إنّها تقدم الخدمات إلى (60٪) فقط من المجتمع، ويشاركها العديد من المؤسسات والهيئات، كالحرس الوطني، والقوات المسلحة، والأمن العام، والتعليم العالي، والقطاع الخاص، والمطلوب وجود تنسيق بين هذه الجهات الطبية، وإلاّ لن يكون الأمر في مصلحة المجتمع.
وأضافت أنّ وجود فيروس "كورونا" في المملكة أمر طبيعي، وقد تدخل فيروسات تنفسية جديدة طالما هناك دخول بأعداد كبيرة إلى المملكة للعمرة والحج، مبيّنةً أنّه كان من المفروض السيطرة على المرض الذي ظهر منذ عامين، وقد صاحبه نشر أبحاث علمية في العديد من المجلات العلمية المرموقة، ولكنها غير مؤهلة لخدمة المواطن بشكل مباشر، ولا تخدم الخدمات الصحية، منوهةً بأنّه ليس لدينا تخطيط استراتيجي للبحث العلمي، ولو تم التأكّيد على التدابير الوقائية منذ عامين لأمكن احتواء الفيروس.
التعلم من الأخطاء
وفيما يتعلق بخطة إدارة الأزمة الحالية؛ أوضحت "د.لبنى الأنصاري" أنّها لا تعلم عنها شيئاً، وإن كانت موجودة فهي غير معروفة لدى الجميع؛ إذ كان من المفترض أن تكون هذه الخطة جاهزة وموجودة على موقع الوزارة، ومواقع المؤسسات والمراكز والمستشفيات التي تقدم الخدمات الطبية، ولكن للأسف ليست موجودة حتى نستطيع الحكم عليها!، مبيّنةً أنّ "كورونا" ليس أول فيروس يدخل إلى المملكة، وقد دخل فيروس انفلونزا الطيور، وفيروس السايرس، و-الحمد لله- استطعنا التغلب عليهما، ولم تحدث مشكلات كبيرة.
وأضافت:"من المؤسف أننا إلى الآن لم نتعلّم من الدروس الماضية التي تجعلنا مستعدين لأي طارئ، وكل ذلك يعود إلى سبب واضح وهو عدم وجود مراكز أبحاث علمية منظمة تؤدي عملاً بحثياً بشكل منسق، والمراكز البحثية الموجودة تؤدي عملها بشكل فردي، وليست هناك جهة بحثية تنسق بين البحوث الموجودة!، وهناك حالة تبعثر للجهود، وازدواجية في الأعمال البحثية، أدت إلى تكرار البحوث.. ولدينا كذلك مشكلة في عملية المتابعة، حيث يتم إرسال التعاميم، ولكن لا ندري أين تذهب لقلة المتابعة، وكل ذلك بسبب المجاملات التي أضرت كثيراً بالأعمال الإدارية الصحية، ولعدم وجود معايير صحية تجعلنا نقوّم الأداء على أساس هذه المعايير"، مشيرةً إلى أننا نمر بتجربة عميقة أثارت هلع المجتمع، وهذه فرصة مهمة للتعلّم، وإذا لم نتعلّم من هذه الفترة التي نعيشها فسنتعرض إلى هزات أخرى!.
لم نفشل!
وعلّق "د.فهد الربيعة" على ما ذكرته "د.لبنى الأنصاري"، مشدداً على أنّ الوزارة وغيرها من الجهات -خصوصاً اللجنة العلمية- بذلت وما زالت تبذل جهوداً كبيرة، وواجهت العديد من الصعوبات والتحديات، ولهذا فإنّهم إلى الآن لم يفشلوا، مستشهداً بانفلونزا الخنازير التي بدأت عام 2009م عالمياً وليست في السعودية فقط، وقد توفر لها العلاج واللقاح، ولكن مع ذلك يتم تسجيل الحالات في جميع دول العالم، وقد نظّمت وزارة الصحة حملة كبيرة للتطعيم بلقاح انفلونزا الخنازير، ولم يستفد من التطعيم سوى (10٪) من المجتمع؛ بسبب الشائعات التي اطلقت عن اللقاح أنّه يسبب شللاً وأمراضاً أخرى، ومع ذلك مازال المرض منتشراً بالرغم من وجود العلاج واللقاح، متسائلاً: هل هذا مبرر لنا ان نقول أننا فشلنا عالمياً؟.
وأضاف أنّ هذا حدث لمرض له علاج فما بالكم بمرض ليس لدينا لقاح وعلاج له، ولا نعرف مصدره أو مسبباته، وموجود ضمن منطقة جغرافية محددة وهي منطقة الخليج، وليس من الإنصاف أن نصف أعمال فرق تعمل ومراكز تشتغل ليلاً ونهاراً بالفشل، موضحاً أنّهم يعملون بشكل دائم، وينتقلون من منطقة إلى أخرى، لكنهم يواجهون بانتقادات الصحف والمواقع الالكترونية، رغم أنّهم يؤدون عملاً وطنياً لا يرجون منه مكافآت مالية أو ظهوراً إعلامياً.
تعتيم وشائعات
وعلّق "د.عائشة الشمري" على ما ذكرته "د.لبنى الأنصاري"، قائلةً: "كما تعلمون أنّ المملكة تتعرض دائماً لتحديات كثيرة، خصوصاً في مواسم الحج والعمرة التي نتوقع فيها دخول أمراض محتملة، كذلك كثرة استيراد الحيوانات، خصوصاً في موسم الحج والعمرة، وهذه الحيوانات ربما تكون حاملة للعديد من الفيروسات غير المكتشفة والتي ستصبح مستوطنة، وبالتالي تسبب العديد من المشكلات الصحية"، مطالبةً بوضع استراتيجية عامة تحد من وفادة أمراض معدية مستقبلاً!، بحيث يتم تقويم الوضع الصحي منذ البداية، على أن يتم كذلك تنسيق الجهود بين الجهات المتخصصة في الشؤون الصحية، واستباق الأحداث عبر وضع العديد من السيناريوهات المرتبطة قبل أن تصل إلى مرحلة التعقيد، مشددةً على ضرورة الكشف عن الحقائق وعدم التعتيم عليها حتى لا يُفتح الباب للشائعات.
ظهور إعلامي
وعلّق "د.رياض النملة" على ما ذكره "د.فهد الربيعة"، متسائلاً: إذا لم تظهروا إعلامياً، ولم تنقلوا المعلومات للجمهور المتحفز لمعرفة خلفية هذه الأمراض، وتتكلموا بجدية وشفافية عن الأرقام فكيف يقتنع المجتمع أنكم تعملون بجدية وحرص؟، داعياً إلى ضرورة التواصل الإعلامي للجمهور وكشف المعلومات أمام الرأي العام؛ لبث الطمأنينة فيهم، وعدم نشر الشائعات، موضحاً أنّه فيما يتعلق بالفشل فلا يمكن وصف كل الجهود التي بذلت وما زالت تبذل بالفشل؛ لأنّه لولا تلك الجهود لما تمت السيطرة بشكل كبير على انتشار الفيروس.
نصائح دولية
وعن نصائح منظمة الصحة العالمية والاستشارات الغربية، بيّن "د.فهد الربيعة" أنّهم طلبوا منهم الاستمرار في العمل، وإجراء البحوث والدراسات، وبذل جهد مضاعف لمعرفة مسببات المرض وطرق انتقاله، وتوعية الناس والممارسين الصحيين بالمرض، والتعاون مع المنظمات العالمية والبحثية لإيجاد علاج أو لقاح للمرض.
وأضاف "د.رأفت الحكيم" أنّه لا شك أنّ هناك تعاوناً وتواصلاً بينهم وبين منظمة الصحة العالمية في كافة المجالات، خصوصاً في الحالات الجديدة المتعلقة بفيروس "كورونا"، حيث هناك معلومات يرسلونها للمنظمة، وهي كذلك ترسل لهم كل المعلومات الجديدة، ويتعاونون معهم في الإجابة على كثير من الأسئلة التي تطرح بشأن فيروس "الكورونا" وغيرها من الأمراض.
اختفاء تدريجي
وحول المستقبل؛ ذكرت "د.لبنى الأنصاري" أنّ فيروس "كرورنا" مثل الفيروسات التنفسية التي تعرض لها المجتمع من قبل، ومع كثرة الانتشار سيضعف الفيروس، وستزول الغمة، ومن ثم ينعكس إلى النزول، وبالتالي سيختفى تدريجياً، معتبرةً أنّ الإشكالية ليست في هذا الفيروس، وإنما في كيف نتعلّم مما حدث، حتى نستطيع التصدي في المراحل المبكرة للفيروسات التي تأتينا من حين إلى آخر ونأمل أن تكون هذه آخر فيروس.
«فقيه» في مهمة وطنية
أمر ملكي بتكليف م. عادل فقيه وزيراً للصحة
- اجتمع مع قيادات وزارة الصحة للاطلاع على آخر المستجدات التي توصلت إليها اللجان الصحية بالوزارة، ومتابعة نتائج الفحوصات المخبرية الخاصة بفيروس "كورونا"
- وجه بالعمل على اعداد غرفة عمليات، وتكوين مجلس استشاري للإفادة من الخبرات والكوادر المتوافرة داخلياً وخارجياً
- مراجعة الموقع الإلكتروني المعلوماتي والخط الساخن، بهدف رفع فعالية إيصال الرسائل، والرد على الاستفسارات التي ترد من أفراد المجتمع
- جولة مفاجئة بطوارئ مستشفى الملك فهد بجدة، حيث تفقد كافة برامج المستشفى واطلع على البرامج الوقائية فيها
- تعيين مستشار طبي بوزارة الصحة لتنفيذ خطة التصدي ل "كورونا"
- تخصيص ثلاثة مراكز في كل من الرياض وجدة والدمام كمراكز متخصصة ل"كورونا"
- تعيين مجلس طبي استشاري لاحتواء "كورونا" ومتابعة الحالات المصابة
- نقاش مع خبراء واستشاريين أجانب لعلاج ومكافحة "كورونا"
- الاستعانة بفرق من "أرامكو" ووزارة الدفاع لمواجهة الفيروس
- تغيير قيادات مستشفى "الملك فهد" بجدة
- زيارة مستشفيات المدينة المنورة والاطمئنان على المصابين
- م. عادل فقيه متجولاً على أقسام مستشفى الملك فهد بجدة في بداية تكليفه بمهمته الوطنية
معتقدات خاطئة عن «كورونا»..
* تم اكتشاف علاج أو لقاح ضد فيروس (كورونا).
- الحقيقة: وفقًا للإجماع العلمي والطبي السائد حتى الآن، لا يوجد في الوقت الحالي أي دواء نوعي لعلاج الإصابة بالفيروس، أو لقاح يقي من الإصابة به، وكل ما يتم إجراؤه للمريض هو العمل على تخفيف حدة الأعراض والمضاعفات، وتنصح وزارة الصحة باتخاذ التدابير الوقائية الكافية لتجنب العدوى من الأمراض.
* تم نصح بعض الأشخاص الذين يخططون لأداء مناسك الحج والعمرة بإلغاء رحلاتهم خوفًا من الإصابة بالفيروس.
- الحقيقة: لم تصدر وزارة الصحة أي تعليمات حيال عدم أداء الحج أو العمرة حتى الآن، إلاّ أن الإجماع الطبي الحالي ينصح كبار السن من عمر 65 فما فوق، وكذلك الحوامل والأطفال أقل من 12 عاماً، والمصابين بالأمراض المزمنة، والذين يعانون نقصًا في المناعة بتأجيل الحج أو العمرة هذا العام، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى.
* تم منع المسافرين من المملكة من دخول دول معينة.
- الحقيقة: لم يصدر أي قرار بشأن منع المسافرين من المملكة من دخول لأي دولة في العالم، ولم يواجه المسافرون من المملكة أي مشكلة أثناء السفر إلى الدول الأخرى في مختلف أنحاء العالم، كما أن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي توجيهات حيال تقييد السفر من المملكة وإليها.
* نحن أمام وباء.
- الحقيقة: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الوضع الحالي لا يمثّل وباءً حتى الآن؛ لكن وزارة الصحة تتخذ كافة الاحتياطات والإجراءات الضرورية للحد من انتشار الفيروس ومنع تفاقم المشكلة، وتعمل مع عدد من المنظمات العالمية في هذا الإطار مثل منظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، وكذلك عدد من الخبراء العالميين.
* نحتاج إلى أخذ احتياطات خاصة لتجنب العدوى.
- الحقيقة: ينصح الإجماع الطبي باتخاذ التدابير الوقائية لتجنب العدوى من الأمراض التنفسية المعدية، مثل تجنب المخالطة المباشرة للمصابين، وغسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون أو المطهرات الأخرى، واستخدام المنديل عند السعال والعطس ثم رميه في سلة المهملات، وكذلك تجنب لمس الفم والأنف والعينين باليد قبل غسلها، وتجنب تناول اللحوم والكبدة النيئة والحليب غير المغلي أو غير المبستر، ويمكن الاطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بالتوعية الصحية.
* تم تأكيد حمل الإبل والخفافيش والجرذان وحيوانات أخرى للمرض.
- الحقيقة: أثبتت الدراسات مؤخرًا أن كلاً من الجمل والخفاش حامل للفيروس، إلاّ أن طريقة انتقاله من الحيوان إلى الإنسان لم تثبت بشكل دقيق، ولا تعرف آلية ذلك، ويجب الإشارة إلى أن معظم حالات الإصابة بالمرض كانت لأفراد غير مخالطين للأبل، وتنصح وزارة الصحة بالابتعاد عن الحيوانات المريضة، وإفرازاتها وفضلاتها ومنتجاتها، وطهو لحوم الإبل جيدًا قبل تناولها، وكذلك غلي الحليب جيدًا قبل تناوله.
* تناول لحوم الإبل وشرب حليبها خطر على الصحة.
- الحقيقة: بناءً على الإجماع الطبي العلمي، فإنه يجب طهو اللحوم جيدًا قبل تناولها، بما في ذلك الكبد، وعدم تناول الحليب الخام إلاّ بعد غليه؛ نظراً لاحتمال احتوائه على أنواع متعددة من الجراثيم الممرضة، فيما لم يثبت حتى الآن وجود ضرر ناجم عن تناول اللحوم المطهوة جيدًا، والحليب المغلي أو المبستر.
* فيروس (كورونا) هو نفسه فيروس (سارس).
- الحقيقة: إن فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية يختلف عن فيروس (سارس) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الذي انتشر عام 2003م.
عدوى الإبل لا تزال شكوكاً..ولم تحسم!
أكد "د.فهد الربيعة" على أنّ هناك شكوكاً علمية بأن تكون الجمال هي الناقلة لفيروس "كورونا" إلى الإنسان، موضحاً أنّه لم يتم التأكد من ذلك علمياً لا محلياً ولا عالمياً، وكذلك المنظمة العالمية للحيوان لم تؤكّد ذلك، مشيراً إلى أن الشكوك نبعت من دراسات أُجريت في المملكة، وقطر، والامارات، وافريقيا، وجزر الكناري، حيث أظهرت وجود نسبة كبيرة من الجمال تحمل أجساماً مضادة، وهذا يعني أنّ الجمال مصابة، ولكن لم تثبت أنها تنقل الفيروس إلى الإنسان.
وقال إنّ المرحلة الأخرى من الدراسات تم فيها عزل الفيروس للإنسان وللجمال، ووجدوا أنّ الفيروس الموجود لدى الإنسان المصاب هو الفيروس نفسه الموجود لدى الجمل، وهذا أعطى احتمالية كبيرة أن يكون الجمل أحد نواقل الفيروس إلى الإنسان، وحتى نتأكّد أنّ الجمل هو المصدر الأساسي لنقل الفيروس؛ لابد من إجراء استقصاء كامل للمخالطين للجمال، وعزل الفيروس الذي يكون مشابهاً للفيروس الموجود لدى الإنسان، مؤكداً على أن انتقال ال"كورونا" من الإبل أمر شائك، ولم يحسم بعد.
«الصحة العالمية» تجتمع اليوم
أعلنت منظّمة الصحة العالمية أنّ لجنة الطوارئ ستعقد اجتماعاً طارئاً اليوم الثلاثاء حول فيروس "كورونا" المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بينما يثير تزايد حالات الإصابة بالمرض قلقاً في دول عدّة، حيث انّها اجتمعت منذ بدء انتشار المرض أربع مرات حتى الآن، آخرها في ديسمبر الماضي، وقررت عندها اللقاء مجدداً، إلاّ أنّ تزايد عدد الحالات في دول عدّة أثار تساؤلات.
وبحسب احصاءات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية التي نشرت الأربعاء الماضي، سُجّلَت (496) إصابة في العالم منذ أيلول (سبتمبر) 2012م، وتعدّ المملكة الدولة الأكثر تأثراً بعدد تسجيل (177) حالة وفاة نتيجة للفيروس منذ ظهوره، وقد سجلت حالات إصابة في دول أخرى من بينها: الأردن، ولبنان، ومصر، والولايات المتحدة، وأكثر المصابين كانوا قد زاروا المملكة أو عملوا فيها.
لم نصل إلى مرحلة الوباء
تساءل الزميل "حمد بن مشخص" عن الفرق بين الاجراءات القائمة الآن في المملكة وبين تعذّر إعلان حالة الوباء؟، وما متطلبات إعلان حالة الوباء وما هي اشتراطاتها؟، وأوضح "د.فهد الربيعة" مؤكداً على أنّ المرض لم يصل إلى مرحلة يمكن أن نطلق عليها وباء؛ لأنّ الانتشار ما زال محدوداً بالنسبة للفيروس، ولو اعتبرنا أن المرض أصبح وباءً فقد يزداد الهلع لدى الناس، مبيّناً أنّ ذكر كلمة وباء لن تغيّر من الأمر شيئاً، والمملكة ليست هي الوحيدة التي انتشر فيها المرض؛ لأنّ هناك كثيراً من الدول لم تجر فحوصات للتثبت من الحالات المصابة لديها.
وعلّقت "د.عائشة الشمري" على ما ذكره "د.فهد الربيعة"، موضحةً أنّه من واقع عملهم لم تأت حالات إلا استطاعوا تشخيصها، وتم تحديدها على أنّها "كورونا" أو مرض آخر، مشيرة إلى أنّه أول ما يدخل المريض إلى الطوارئ هناك تعريف للحالة، والعاملون في المستشفى يعرفون مباشرة الأعراض المصابة بمرض "كورونا"؛ لذلك يضعون المريض في العزل، ويعملون على اتخاذ الاجراءات الوقائية، ومن ثم ارسال التحاليل لمعرفة الحالة بالضبط.
خوف رغم «الشفافية» ورسائل التطمين!
تساءل الزميل "د.أحمد الجميعة" عن مبررات الخوف المجتمعي من فيروس "كورونا" رغم رسائل التطمين من وزارة الصحة، ومبدأ الشفافية في إعلان حالات المصابين وأعداد الوفيات، وأوضح "د.رياض النملة" قائلاً:"كلما كان المريض مستقراً نفسياً كانت قدرته ومناعته تجاه المرض قوية، وهذه معلومات مثبتة في جميع الحالات الطبية، خصوصاً لدى مرضى السرطان والايدز، حيث نجد فرقاً كبيراً بين المرضى المستقرين نفسياً ومتقبلين للحالة، وبين المرضى القلقين وغير متقبلين للمرض".
وأضاف أنّ هناك أشخاصاً في حالة قلق دائم حتى ولو لم يصابوا بالأمراض، وهناك مرضى تجدهم شديدي الحساسية في أي عرض جسدي، فعندما يصاب أحدهم بألم في الصدر أو رشح أو سعال يعتقد أنّه مصاب بمرض خطير في الرئة أو القلب، ومثل هؤلاء مع وجود فيروس "كورونا" تجدهم يزدادون قلقاً وخوفاً!.
وأشار إلى أنه من الناحية العلمية فإنّ هناك أشخاصاً قلقين بطبعهم ودائماً تجد تفكيرهم سلبياً في جميع الظروف ولكن لديهم قابلية السيطرة على المشاعر وتصرفاتهم، وبالتالي لا تظهر عليهم حالات الخوف والقلق، منوهاً بأنّ المتخصص في الأمراض النفسية أو غيره يرى بعينيه مدى تأثير وتيرة الحياة وضغطها على الناس كافة؛ مما يجعل الناس في حالات عصبية وتوتر مستمر، ووجود مثل هذه الأمراض سيؤدي إلى ازدياد حالات الضغوط والقلق.
اتهام «الرطوبة» وارد!
تساءل الزميل "سعيد السلطاني" عمّا إذا كانت الرطوبة عاملاً مؤثراً للإصابة بالفيروس؟، وأجابت "د.عائشة الشمري"، موضحة أنّ هناك دراسات أثبتت أن الفيروس يعيش في ظروف مختلفة، وإذا كانت درجة الحرارة (20) درجة مئوية ودرجة الرطوبة (30٪) يمكن أن يعيش الفيروس على الأسطح لمدة سبعة أيام، وإذا ارتفعت درجة الحرارة فوق ال(25٪)، ودرجة الرطوبة فوق ال(80٪) فإنّ الفيروس لن يعيش سوى ثماني ساعات.
وقالت إنّ هذه الحالات لا يستطيعون أن يطبقوها خصوصاً داخل المستشفيات؛ لأنّها قد تكون أخطر من ال"كورونا"، حيث هناك بعض الفطريات تنمو في هذه الحرارة ودرجة الرطوبة، فلو نمت هذه الفطريات في المستشفيات من خلال أجهزة التكييف يصعب التخلص منها مستقبلاً، وسيكون لها أثر سلبي على المرضى الذين تكون مناعتهم ضعيفة.
إثبات احتضان «الخفّاش» ل«كورونا»..!
تمكّن فريق من الباحثين من وزارة الصحة بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأمريكية ومختبرات "إيكو لابط" الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، من عزل فيروس "كورونا" الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد (MERS-CoV) من إحدى العينات التي تم جمعها سابقاً من الخفافيش بالمملكة، وذلك في إنجاز علمي يضاف لوزارة الصحة، وخطوة ترفد الجهود المبذولة عالمياً للتعرف على مسببات الفيروسات.
وأشارت دراسة بهذا الخصوص إلى أنّ فحص البلمرة الجزيئية الخاصة بالفيروس قد تم إجراؤه على عينات جرى جمعها من (96) خفاشاً حياً تمثل سبع فصائل مختلفة، وأيضاً (732) عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض في المملكة، حيث أظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة (100%) لفيروس "كورونا" الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد (MERS-CoV)، الذى شخص في أول حالة سجلت في المملكة، وأظهرت الدراسة أيضاً وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في (28%) من العينات التي تم فحصها.
وخلص الباحثون إلى أنّ الخفافيش قادرة على احتضان العديد من الفيروسات مثل: فيروس الكلب، والسارس، والهندرا، وأنّ وجود تركيبة مطابقة لفيروس "كورونا" الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد (MERS-CoV) يجعلها أيضاً حاضناً محتملاً لهذا الفيروس، ونظراً لامتداد الحالات المؤكّدة بين البشر في رقعة جغرافية واسعة فإنّ احتمال وجود الفيروس في حيوانات أخرى هو احتمال قوي ويحتاج إلى مزيد من الأبحاث الموسعة.
المشاركون في الندوة
أ. د. لبنى بنت عبدالرحمن الأنصاري عضو مجلس الشورى وأستاذ طب الأسرة بجامعة الملك سعود
د. فهد الربيعة استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي وعضو اللجنة العلمية الوطنية
د. رياض النملة مساعد المدير التنفيذي للخدمات بمجمع الأمل الطبي واستشاري الطب النفسي
د. عائشة الشمري استشارية الأمراض المعدية بوزارة الصحة وعضو اللجنة العلمية الوطنية
حضور الرياض
د. أحمد الجميعة
سعيد السلطاني
محمد الحيدر
حمد بن مشخص
منيف العتيبي
علي الزهيان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.