طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد الموظف والعامل الذي انتهت فترة عمله ألا يكون أسيرا لوظيفته التي انتهت مدتها، لافتا إلى أن التقاعد يعد نقلة وتجربة وتغييرا، وليس تعطيل قدرات ولا نبذ خبرات، وإنما فرصة لإطلاق الطاقات الكامنة التي قيدتها الوظيفة، وذكر في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام، أنه ليس من الحكمة أن يلقي المتقاعد باللائمة على غيره من الأهل وأرباب العمل والمجتمع والأنظمة؛ لأن موعد انتهاء الخدمة معلوم ومحسوب بالشهور والأيام، ومن الحكمة أن لا يتشبث المرء بمرحلة من حياته، بل ينبغي أن يحسن الظن بالمستقبل، وقال: «ليعلم العاقل أن السعادة لا تتأتى بالمرتب أو بالوظيفة، بل بتوفيق الله وحسن عبادته»، موضحا أن العمل لا ينتهي، وهو باني العلاقات الاجتماعية، فالموظف إذا ترك الوظيفة لا يترك العمل، والوظيفة مدة نظامية تنتهي، أما العمل والحاجة والكفاءة فتلك باقية ما بقيت القدرة والحياة، وأبان أنه من الحكمة النظر إلى التقاعد على أنه بوابة يطل منها المرء على ميادين الحياة الفسيحة، وقد علم النابغون أن العمل والجدية والهمة لا تسأل الإنسان عن عمره، مضيفا أن مفهوم العبادة في الإسلام واسع، والعمل يعد من أهم أنواع العبادات، فهو كسب واستغناء وعفة ومثوبة، وهو العمل الصالح بأوسع معانيه (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنؤتينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وأشار إلى أن الحياة لا تطيب إلا بسمو معناها، ولا يسمو معناها إلا حين يدرك العبد عظمة الخالق عز شأنه، ثم ينظر بعد ذلك في الغاية من الخلق وثمرة السعي من الخلق، حيث لا تضطرب عنده الأولويات ولا تشتت الهموم ولا يتسلل إليه القلق ولا تستبد به الحياة، مضيفا أن حياة المرء ممتدة منذ الولادة حتى الممات ما بين طفولة وفتوة، وكهولة وشيخوخة، وكلها تعلم وعلم وعبادة وإنتاج، ومن لطائف خلق الله أن ضعف البدن يقابله قوة العقل، ووهن العظم يقابله قوة الفهم، واشتعال الشيب يقابله ظهور الحكمة، فالإنسان مكلف ومنتج مادام متمتعا بقوته وعقله. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم أن يوم السابع عشر من رمضان، في العام الثاني من الهجرة، والذي جرت فيه معركة بدر، كان يوما مفصليا، مستعرضا تفاصيل أحداث المعركة وأسبابها وعدد المسلمين والمشركين الذين شاركوا فيها، والظروف التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه خلالها، وقتال جبريل عليه السلام والملائكة الكرام مع المسلمين، واستعرض شهداء المسلمين وقتلى المشركين وأسراهم، مؤكدا أن نصر الله أتٍ لا محالة متى تهيأت له الأسباب، وفي نهاية الخطبة دعا القاسم الله أن يحفظ المسلمين ويعلي كلمتهم ويوحد صفوفهم وينصرهم على أعدائهم.