يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم في عمان في سادس جولة له في المنطقة، وفدا من جامعة الدول العربية والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير خارجية الأردن ناصر جودة لاستعراض قضية السلام في الشرق الأوسط ومحاولة إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين باستئناف محادثات السلام. وقال مسؤول فلسطيني «من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الوزير كيري في عمان»، مضيفا أن كيري سيقوم بجولة في المنطقة يلتقي خلالها الأمين العام للجامعة العربية وعددا من وزراء الخارجية العرب في عمان، كما يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدس الغربية. من جهتها، قللت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي من شأن التوقعات بصدور إعلان عن موعد استئناف المفاوضات لكنها قالت إن «وزير الخارجية ما كان ليعود إلى المنطقة لو لم يكن يشعر بأن هناك إمكانية لإحراز تقدم». من جانبه، أكد الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس يبذل كل جهد مستطاع لإنجاح جهود وزير الخارجية الأمريكي، وذلك بغية استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين على حدود 1967، وحل كافة قضايا الوضع النهائي (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، والأمن) وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. فيما قال مصدر فلسطيني «إننا ننتظر ما سوف يحمل كيري من أفكار جديدة عقب جولته الأخيرة للمنطقة في يونيو»، موضحا أن كيري يكرر أن الولاياتالمتحدة تلتزم بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 لكنه حتى الآن لم يعلن قبول إسرائيل لدولة فلسطينية على حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات، مشددا على «أن الجانب الفلسطيني متمسك بمواقفه المعلنة دوما وهي دولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967». من جهته، نفى مسؤول بالخارجية الأمريكية في تصريح ل «عكاظ» أن يكون وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد هدد الرئيس الفلسطيني بقطع المساعدات الاقتصادية عن السلطة الفلسطينية إذا استمر بوضع مطالب مسبقة من أجل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. وقال مسؤول الخارجية الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه ل «عكاظ» إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول هذا الموقف ليس صحيحا، وأن كيري يسعى من خلال رحلاته المتعددة للمنطقة إلى حث الطرفان للجلوس معا على مائدة التفاوض وتمهيد الوساطة الأمريكية لتحقيق ذلك. من ناحيته أعرب جيريمي بن عامي مدير مجموعة الضغط الداعمة لإسرائيل والمؤيدة للسلام «جاي ستريت» عن «الأمل بحصول مفاجأة سارة» خلال زيارة كيري. من جهة ثانية قال وزير إسرائيلي من حزب الليكود الحاكم لم يكشف عن اسمه: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس معنيا باتخاذ خطوات سياسية بعيدة المدى إزاء الفلسطينيين». وقال «إن هدف نتنياهو الرئيسي هو إبداء الاستعداد لخوض التفاوض معهم. وأعرب هذا الوزير عن اعتقاده بأن رفض الرئيس الفلسطيني عباس سيعرقل هذه الخطوة». وأضاف»إن ما من فرصة أمام نتنياهو لقيادة مسيرة سياسية تشتمل على تنازلات جوهرية للجانب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الوزير يوفال شتاينتس وحده قادر على تأييد نتنياهو داخل حزب الليكود للقيام بهذه الخطوة».