سوف أنتقل الآن مني.. إلى كائن آخر لم أكنه.. * * * ها هو الآن: يمارس شيئا من الغضب الأولي.. شيئا من النزق الثانوي.. وشيئا كما يشتهي الآخرون... ولا أشتهيه. فإن مسني طائف من اللا يرى.. تذكرت... وكنت من المبصرين!! تخيلتني... وأنا واقع بين الذي كنته.. وبيني... فلم أتكون.. ولم أتشكل كما ينبغي!! عدت ثانية للتشكل وفق ما لا أراه.. وفق ما لم يكن في حسابي... ولكنني لم أتشيأ. ........ فلم أستطع أن أكون سواي الذي... كنته قبل أن أتحول.. فانبجست في عروق الفؤاد... دماء اليقين!! * * * تعاودني بين حين وحين... مواجع لا أستطيع فك دلالاتها.. أحاول: أن أتحايل بالمعرفة.. أن أتماهى مع النقد.. وفك الرموز.. قراءة ما يتشكل خلف السطور. ولكنني لست ذاك الذي يستجيب... فأعلن: أن الزهور تشيخ.. وتذبل.. والماء يغدو بلا أي ماء.. وتزداد في المواجع حتى يجيء اليقين!! * * * «طائف»... مر بي.. جاذبتني من القول أطرافه.. ما اتفقنا.. ولكنها طمأنتني.. فما كان بي من رجفة الخوف زالت.. ولكنها «طائف»... ما الذي يجعلني مبصرا.. كل هذا المدى؟! رغم أني «خائف».. ويداي تلامس شيئا من الطهر. لكنه «طائف» يتزيا على ملة الصالحين!! * * * سوف أنتقل الآن.. من ذلك الذي كنته.. إلى ذاتي السابقه!! ما الذي أحدثته الليالي... والزمان القصير الذي كنته... آخرا غير ذاتي؟! تأملت: فلم أتمل ملامحه: نور نبوءته.. أو ظلام غوايته.. فاحتواني البكاء الحزين!! * * * وعدت من الرحلة المزمنة.. عدت إلى الزمن المر.. عدت «بخفى حنين»!! * * * وهأنذا أبدأ الرحلة المقبلة!!