باتت متوسطة الأرقم بن أبي الأرقم بمكة المكرمية اليومين الماضيين حزينة، بعد أن تلقت نبأ وفاة أحد طلابها وإصابة ثلاثة آخرين؛ إثر حادث مروري أليم، وفي التفاصيل، أن الطالب منصور فقيهي أحد طلاب الصف الثالث المتوسط، اصطدمت سيارة كان يقودها بأخرى يقودها زميله عبدالله باحمدين تسير في نفس الاتجاه، وقد نتج عن الحادث وفاة الطالب منصور في الحال فيما أصيب ثلاثة وهم عبدالله باحمدين برفقة زميليه سعيد مرضاح وعبدالرحمن فتو. ويتذكر المرضاح لحظات ما قبل الحادث، فيقول: خرجنا من المدرسة ظهرا لتناول الغداء في أحد المطاعم بحي العوالي، وقام الفقيد منصور بإيصال شقيقه الذي يدرس في المرحلة الثانوية إلى البيت ثم عاد إلينا مسرعا وتناولنا وجبة الغداء على عجل وتحركنا بالسيارتين. ويستطرد، كاد عبدالرحمن فتو أن يركب مع منصور لكن إضاءة الإشارة (خضراء) دفعت بالفقيد التحرك بسيارته وحيدا، وفي طريقنا للذهاب إلى منازلنا حدث اصطدام بين السيارتين وارتطام شديد لسيارة منصور بسيارتنا من الخلف مما تسبب في الحادث الشنيع الذي ذهب ضحيته صاحب الابتسامة الجميلة والأخلاق العالية. إلى ذلك، قدم مدير مدرسة الأرقم المتوسطة سعود المشيخي، التعازي وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل لأسرة الطالب المتوفى، ودعا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وتمنى أن يمن الله بالشفاء العاجل على الطلاب المصابين. من جهته، قال وكيل المدرسة خالد الشهري: ما زلت أذكر الطالب منصور فقيهي الذي جمع بين حسن الخلق وحسن المنطق فقد ذرفت عيناي على فراق هذا الشاب الخلوق، بداية لم أصدق الخبر عندما نقله لي أحد زملائه في الصف الثالث المتوسط، رحم الله الفقيد وألهمه فسيح جناته فإنا لله وإنا إليه راجعون. بنبرة حزينة، أوضح المرشد الطلابي نواف بن عبدالله الشريف أنه «في صباح يوم دراسي رأيت مجموعة من طلاب المدرسة وكأن على رؤوسهم الطير ويرددون سيرة زميلهم ويتذكرون دماثة أخلاقه وخفة دمه ورأيت بعض زملائه يذرفون الدمع على فراق زميلهم منصور فقيهي الذي أجمع زملاؤه على أنهم لم يسمعوا منه كلمات مؤذية أو ما يجرح شعورهم -رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان». من ناحيته، سأل زميله حسن دعابس الله عزوجل أن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يرحم ابنهم ويعوض شبابه في جنات النعيم وأن يرحمه رحمة واسعة ويرفع درجاته وييسر حسابه، وأشار إلى أنه قد تلقى دعوة زميله الفقيد للذهاب معه للتنزه ولكنه رفض الخروج معه لارتباطه مع أسرته في ذلك اليوم، مؤكدا أنه عازم على عمل عمرة للفقيد يبتغي بها وجه الله وأن يكون أجرها وفضلها للفقيد يرحمه الله.