يتردد المرضى كثيرا قبل زيارة مستشفى النور في العاصمة المقدسة، لاعتقادهم بأنهم سيعودون منه كما ذهبوا إليه وربما أسوأ، مشيرين إلى أن الخدمات الطبية التي تقدم فيه دون المستوى، فضلا عن أن مواعيده متباعدة ما يجعل الإحباط يتسلل إلى نفوس المراجعين. ينتظر المرضى أن تطرأ على المستشفى نقلة نوعية، ترتقى بالخدمات فيه، وتغنيهم عن زيارة المراكز الطبية الخاصة التي استنزفت جيوبهم، في حين وعدت الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة بدارسة شكاوى المرضى والبحث عن الحلول لها مع إدارة المستشفى في حال ثبت صحتها. ووصف محمد الحربي الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى النور ب«دون المستوى»، مشيرا إلى أنه ندم حين نقل والدته التي تعاني من الضغط والسكري إليه. وقال:«تمنيت لو أني لم أنقلها إلى المستشفى، إذ لم أجد منهم سوى عدم الاهتمام واللامبالاة بصحة المرضى، فبعد أن طال انتظارنا في الطوارئ أحالونا إلى العيادات الخارجية، واستقبلنا هناك طبيب وممرضة مهمتهما فقط معرفة العيادة التي نريد العلاج فيها»، مبينا أن انتظارهم في قسم الباطنية استمر زهاء ساعتين وحين دخلوا على الطبيب أعادهم للنقطة الأولى وطلب منهم الحصول على استمارة الكشف. وذكر أن بعد رحلة «ماراثونية»وصولوا للطبيب المختص الذي صرف لهم روشتة العلاج دون أن يفحص الضغط والسكر لوالدته، بدعوى عدم توافر أجهزة القياس في عيادته. إلى ذلك، شكا صالح المالكي مما اعتبره تدني مستوى الخدمة الصحية في مستشفى النور، مشيرا إلى أنه بات يتردد كثيرا قبل زياته، مستغربا تباعد المواعيد الذي تحددها إدارة المستشفى للمرضى. وأفاد أن معاناة المرضى تتفاقم فيه، سوى من لديه «واسطة»، لافتا إلى أن الخدمات التي يقدمها المستشفى تتباين من وقت لآخر. وقال:«أحيانا يقدم المستشفى عناية فائقة للمرضى وخدمات متميزة والعمل يسير وفق منهجية منظمة، وفي بعض الأوقات نعاني فيه من العشوائية واللامبالة»، متمنيا أن ينتهي القصور الذي يعانوه في داخل مستشفى النور. من جهته، كشف سالم سليمان المعاناة التي يعيشونها لدى مراجعاتهم في مستشفى النور، لافتا إلى أن الأمور تسير فيه بعشوائية. وقال:" من المألوف رؤية المرضى يتكدسون على كوانتر الدخول دون تنظيم، ويتدافعون بحثا عن استمارة تخولهم الدخول للعلاج"، مشيرا إلى أن ذلك الأزدحام ينقل الأمراض بينهم سريعا. وأفاد أنهم المعاناة تتفاقم حين يطول انتظارهم للوصول إلى الطبيب، لافتا إلى أن غالبية العلاج الذي يصرف لهم مسكنات سرعان ما ينتهي مفعولها ويعود المرض أشد ضراوة. وناشد الجهات المختصة الاهتمام بالمستشفى والعمل على تطوير الخدمات فيه، لاسيما أنه يخدم شريحة واسعة من السكان، إذ يقع على الطريق الدائري الثالث وتستفيد منه مناطق العزيزية والهجرة والعوالي والمنطقة المركزية وكدي والكعكية وحوادث الطريق الساحلي. في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة فواز الشيخ ل«عكاظ»، أنهم تلقوا شكاوى المرضى ومعاناتهم من تأخر المواعيد في مستشفى النور، إضافة إلى عشوائية استقبال الحالات الطارئة في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية، واعدا بمناقشة تلك الملاحظات مع إدارة المستشفى والعمل على تلافيها مستقبلا.