خبير سيبراني: تفعيل الدفاع الإلكتروني المتقدم يقي من مخاطر الهجوم    «هيئة العقار»: 18 تشريعاً لمستقبل العقار وتحقيق مستهدفات الرؤية    مقتل 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    السفارة السعودية في تشيلي تنظم حلقات نقاش بعنوان "تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030"    الأهلي يضمن الثالث.. الحزم يحرج الرياض.. التعاون رابع الكبار    لقب الدوري الإنجليزي بين أفضلية السيتي وحلم أرسنال    صقور السلة الزرقاء يتوجون بالذهب    تنظيم جديد لتخصيص الطاقة للمستهلكين    «التعليم».. تكشف شروط نجاح الطلاب والطالبات بجميع المراحل    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    طبخ ومسرح    اطلع على مشاريع التطوير لراحة الحجاج.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    زيارات الخير    سمو ولي العهد يستقبل الأمراء والمواطنين    النقطة 60 كلمة السر.. من يرافق القادسية لدوري روشن ؟    محتالة تحصل على إعانات بآلاف الدولارات    مواقف مشرّفة    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات    ضبط أكثر من 16 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    «باب القصر»    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    جماهير المدينة (مبروك البقاء)!    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    وزير التعليم: تفوّق طلابنا في «آيسف 2024» يؤسس لمرحلة مستقبلية عنوانها التميّز    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    المملكة رئيسا للمجلس التنفيذي للألكسو حتى 2026    نيابة عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة في المنتدى العالمي للمياه    إسرائيل تواجه ضغوطا دولية لضمان سلامة المدنيين    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    نعمة خفية    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    قائد فذٌ و وطن عظيم    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفحطون: لا نخاف.. «عندنا واسطة» ونطالب بحلبات سباق بمواصفاتنا
درفت.. دراق ريس.. هجولة.. تفجير.. وموت لا يحرك الضمائر
نشر في عكاظ يوم 12 - 10 - 2012

ليس انتهاء بمقتل خمسينية حافظة لكتاب الله تحت عجلات سيارة مفحط متهور لحظة خروجها من دار لتحفيظ القرآن في الرياض قبل ثلاثة أيام، وليس مرورا عابرا على دم أحمد الغامدي المراق برصاصة طائشة من مفحط على أسفلت ساحة العويرضية في الدمام الأسبوع الماضي، ولا بالحزن الذي غلف قلوب الشارع السعودي وهو يشاهد على اليوتيوب أشلاء شابين تتطاير أثناء انقلاب سيارتهما في لحظة تهور في الرياض قبل عدة أشهر، ولا بدم الشبان المتجمهرين الذين قتلهم تهور المفحط «مطنش» مرة تلو الأخرى في القصيم، وليس ابتداء بدم ثلاثة أطفال قضوا نحبهم في سيارة المفحط «أبو كاب» قبل سبعة أعوام.
ولا بعشرات الحكايات المؤلمة والدم الذي يسيل هدرا وقلوب الأمهات التي تتفطر حزنا على فلذات أكبادها والمستقبل المظلم الذي تنطفئ أنواره في ساحات التفحيط والتهور، ليس بها جميعا يمكن فهم أو تفسير عقود من الزمن تفاقمت فيها مشكلة التفحيط حتى تحولت إلى ظاهرة تؤرق المجتمع السعودي بكافة أطيافه وتقض مضاجع الكثير من الأسر وتقلق المسؤولين في كافة جهات الدولة.
ملف متشعب وشائك مليء بالأسرار والغموض والتناقضات والخطر والموت، اخترقه دوي الرصاص مؤخرا ليرفع وتيرة المغامرة ويدق ناقوس الخطر بقوة.
«عكاظ» جمعت عددا من ممارسي التفحيط ومنتقديهم ومؤيديهم والمهتمين من الشباب على طاولة المواجهة في «برلمان الشباب» المنعقد في مكتبها الإقليمي بالمنطقة الشرقية لتبدأ مغامرة أخرى بالكلمات والآراء هذه المرة.. وننشرها اليوم الجمعة تزامنا مع الدعوات المنتشرة عبر ال«بلاك بيري» للتجمع في ساحة عويرض التي قتل فيها الغامدي في الدمام.
بداية.. د. محمد الحربي: الشباب عصب الأمة ومستقبلها، خاصة في المملكة حيث يمثلون أكثر من 50 في المائة من تركيبتها السكانية، لماذا يهدر بعضهم طاقته التي كان الأجدر به أن يوظفها فيما هو بناء لنفسه ولمجتمعه في ممارسة هواية خطرة ثبت لنا جميعا مدى ضررها اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وتفاقم هذا الخطر بعد نزيف الأرواح المتصاعد والمتسارع في ساحات التفحيط، دونما خوف أو رادع من ضمير، لماذا التفحيط بالذات؟ وماهي البدائل؟ ومن يقف وراء الدعوات الإلكترونية وتلك التي عبر البلاك بيري للتجمعات المخالفة لأنظمة الدولة؟ ومن الذي يمولها؟ ومن يوفر لها الغطاء الذي يسمح بتكرارها؟
تشديد العقوبات
الزميل المهندس طفيل اليوسف (محاضر في جامعة الدمام): التفحيط يعتبر فنا وهواية ولكن الظاهرة المنتشرة لدينا مؤخرا تعتبر من الظواهر السلبية التي انتشرت في المجتمع بشكل مؤسف ومؤلم؛ نظرا لأن ضحايا هذه الظاهرة في ازدياد مستمر، ولنضع حلولا لهذه المشكلة يجب أولا أن تشدد العقوبة على كل شخص يقوم بهذه الفعل والسلوك السيئ، ويجب أن نفهم ونعي أن الشريحة الكبرى في المجتمع السعودي هم من فئة الشباب المراهق وبالتالي لا بد أن نتفهم حبهم للمغامرة وعشقهم لهواية التفحيط، وذلك في حال أن جعلنا منها هواية تمارس ضمن ضوابط وأسس ومعايير معينة وتحت إشراف معين من قبل بعض الجهات المعنية في إطار حلبة على غرار حلبة الفورمولا أو ما شابه ذلك، بالإضافة إلى تكريس ودعم حملة إعلامية تبين أضرار مزاولتها في الشوارع والميادين العامة وذلك بطريقة قريبة لفهم ووعي فئة الشباب الممارسين لهذه الهواية الخطرة.
تورط الأسرة
سعد الشهراني (طالب جامعي): أنا من الشباب الذين لا يمارسون هذه الظاهرة، ولكن في تصوري الشخصي أن من أسبابها هي قيادة الشاب للسيارة في مرحلة عمرية مبكرة جدا، وبالتالي يستخدم السيارة بطريقة سلبية ومع تواجد أصدقاء وبيئة محيطة تدعم هذه التصرفات وتشجعه على التفحيط حينها يبدأ بمزاولة هذه الظاهرة وينخرط بهذا المجال، وهذا يتم تحت ضغط الأسرة أحيانا ليقضي لهم أغراضهم ومشاويرهم دونما وعي منهم للخطر الذي يزجون بابنهم فيه، وكذلك إعجاب بعض الشباب بالمفحطين وسلوكياتهم مما يجعلهم ينخرطون في ممارسة التفحيط.
الإعجاب والتشجيع
د. محمد الحربي: وهل الإعجاب وحده يمكن تحميله مسؤولية ما يحدث؟
الزميل محمد حسين عسيري: بلا شك الاعجاب والتشجيع من الأسباب المهمة، بالإضافة إلى الدعم المادي وخصوصا اذا لم يكن لديه مدخول شهري ثابت.
غياب الرادع
حسن القحطاني (موظف حكومي): أنا لا أمارس التفحيط، ولكن من وجهة نظري انتشارها يعود إلى عدم وجود رادع قوي يحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل ملحوظ مؤخرا وبدأ بعض الشباب يتباهى بها، بالاضافة إلى عدم وجود أماكن ترفيهية مخصصة لفئة الشباب.
لا أخشى الموت
المفحط (أبو نمر): التفحيط هواية أو بمعنى آخر أنك (تطرب نفسك) في هذه الهواية.
د. محمد الحربي: ألا تخاف من الموت يا (أبو نمر)؟
المفحط (أبو نمر): إذا صليت وعبدت ربي لا أخشى الموت أبدا، وطالما أنني محترف في التفحيط فلا أخشى شيئا، وسأحدثكم عن بعض المصطلحات الجديدة التي استحدثها الشباب مؤخرا في ساحات التفحيط، هناك نوع اسمه (الدرفت) ويعتبر من انواع التفحيط وكذلك الاستعراض الذي يبدأ عند سرعة ال 120كم وفوق.
يقاطعه الشاب محمد حسين الراشد (موظف قطاع خاص) معرفا مصطلح الدرفت بأنه تفحيط لكن باحتراف ولا يحتاج الى سرعة جنونية حيث ظهرت هذه الظاهرة في اليابان كأول ظهور لها وهو انزلاق السيارة بشكل محترف وله عدة مقاطع كثيرة في اليوتيوب، وبدون شك أن أي هواية لا بد أن يكون فيها تشجيع لكي تستمر، ويضيف: أنا من هواياتي التصوير الفوتوغرافي وهو سلاح ذو حدين، فالتصوير لا يقارن بالتفحيط ولكن عندما تكشف به عورات الناس اصبحت هوايتك هنا تعرضك للخطر.
كل ممنوع مرغوب
(أبو بدر) أحد مؤسسي ورئيس مجموعة «XXX» للتفحيط والاستعراض بالسيارات: كل شيء ممنوع مرغوب، والقروب الخاص بي مع زملائي يشارك فيه 800 شخص وهو خاص بعدة أنواع من الاستعراض، والدرفت، والهجولة، والسكيتي، والرسومات على الجدران والسيارات، إضافة إلى مشاركات القروب في عدة مناسبات رسمية، حيث شاركوا في مجمع الراشد التجاري ومجمع الأمير محمد بن فهد على مستوى المنطقة الشرقية للاستعراض.
خلاف حول «الهجولة»
يتداخل معه المهندس طفيل اليوسف: ممكن تعرفنا ايضا عن بعض المصطلحات من هم: المعزز، الموجه، الداعم، المصطلحات التي يستخدمها المفحطون؟
(أبو بدر): جميع هذه الفئات موجودة لدينا في القروب فالذي يعمل الدرفت يختار المعزز المناسب له والموجه كذلك بعد توجيه رسائل عبر البلاك بيري.
المفحط (SAEED) نائب رئيس قروب «XXX» يلتقط طرف الحديث ويكمل شرح المصطلحات الأخرى عن الهجولة والتفجير حيث ذكر أن الهجولة تبدأ بعد سرعة 160 كم/ ساعة وما فوق.
يقاطعه المفحط الشهير ب(كزنوفا): هذا غير صحيح، الهجولة تبدأ عند ال240 كم/ ساعة، وتتطلب شارعا طويل المدى لكي يتمكن المفحط من عمل هذا النوع من التفحيط بأريحية، ويضيف (كزنوفا): بدأت منذ أن كنت آخذ سيارة العائلة بالخفية منذ الصف الرابع الابتدائي وبعد وصولي للصف الأول متوسط تعلمت طريقة القيادة بشكل سليم، بعدها كنت أطمح لعمل نظرة خاصة لسيارتي، مع الوقت أصبحت أتقن التفحيط بمهارة إلى أن تمكنت من عمل الهجولة بإتقان وهي تتطلب شارعا طويلا نظرا للسرعة الزائدة التي تحتاجها السيارة، وتحدث عادة في الشارع المهجور بالشرقية وهي لا تتحقق الا عند سرعة 240 كم/ ساعة على الأقل.
د. محمد الحربي: ألم تتعرض لأي حادث خلال هذه الفترة؟
(كزنوفا): نعم هناك مخاطرة، وتعرضت لحادث على طريق الرياض قبل 8 شهور نتج عنها تلفيات بالسيارة ولكن ولله الحمد لم أتعرض لأي أذى، وما زلت أمارس التفحيط، ويضيف: هناك فرق تتناقل دعوات إلكترونية ولكنني لا أنتمي لإي فريق أو قروب معين وإنما أنا أمارسها لوحدي دون مساندة أو دعم من أي شخص، ومن يمارسون الهجولة في الغالب يكونون تحت تأثير الحبوب، أما أنا فلله الحمد لم أتعاطاها في حياتي.
نائب قروب «XXX» الشهير ب(SAEED): لنا فروع عدة في الشرقية والرياض وجدة وكذلك في البحرين والكويت، وأنا من الأشخاص الممارسين لجميع أنواع التفحيط الدرفت، الهجولة، والتفجير.
تفجير الإطارات
المهندس طفيل اليوسف: عفوا.. ممكن تشرح لنا ما هو التفجير؟
(SAEED): في التفجير لابد من أن يستخدم المفحط سيارة دفع خلفي وتفضل السيارات القديمة، ويبدأ عند سرعة 120 كم/ ساعة، ويتطلب أن لا يقف المفحط بالسيارة إلا بعد أن ينفجر أحد إطاراتها (الكفر) وإلا لا يصبح تفجيرا وهو عند عمله هذا يلقب ب(الطاره) عند الجمهور، والتفجير عادة يستخدم لشباب (الشعبيات) والدرفت لشباب (الكوول)، وعادة الدرفت يكون ما بين الهجولة والتفجير.
د. محمد الحربي: هل تقصد بشباب الشعبيات من يسمون بالدرباوية؟
(SAEED): لا، الدرباوية هم منتدى مستقل خاص بهم ليس لنا علاقة بهم، ويضيف: هناك مشاركات لنا في البحرين وتحديات بين القروب xxx وبعض المجموعات في البحرين والكويت، حيث إن جميع السيارات الخاصة بالقروب مجهزة وآمنة من الداخل بحيث إن السائق يقوم بلبس الخوذة فقط، كما أن هناك بعض التحديات الداخلية تحصل فيها دفن، وتغريف، والدفن هو ان الصدام الخلفي من الضروري أن يضرب السيارة الثانية، أي أنه لا بد أن يكون هناك تصادم بالسيارات، ويضيف: أما بالنسبة لإطلاق النار في ساحات التفحيط يكون عادة في الأعياد والمناسبات الخاصة، كما أننا قمنا بتقديم طلب للجهات الرسمية بطلب ساحات للاستعراض منذ سنة ونصف وإلى الآن ننتظر الرد حيال ذلك، نحن قروب معلن عبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ولنا متابعون ومعجبون وأعضاء بالقروب.
رالي حائل
نايف يوسف الدوسري (مدرب ومعلق رياضي على رياضة التطعيس): التطعيس بدأت فكرته من الشرقية وأطلقناه من مدينة حائل حيث تم استضافتهم من قبل الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة لمدة ثلاثة أيام في البر حيث انخفضت نسبة الحوادث والمشاكل في المدينة خلال الثلاثة أيام فترة الرالي التي قضيناها بسبب المهرجان خارج المدينة أي أن هناك طاقة داخلية لا يعرف الشباب كيف يفرغونها ولابد من تهيئة البيئة والمكان المناسب لممارسة الهواية بشكل منظم.
التفاخر بالقبيلة
فهد (معزز سابق موظف قطاع خاص): كنت مفحطا سابقا ولكنني اعتزلت ممارسة هذه الهواية نهائيا، حيث كنت أفحط وكان أي شخص حينها يحمل الرشاش يطلق عليه «طاره» لدينا، بالإضافة للعنصر القبلي، حيث القبيلة تلعب دورا هنا بحمل الرشاش وبعض الشباب يتباهى بهذا الشيء بحمل السلاح للتعبير عن مدى اعتزازه بقبيلته للأسف.
تأثير «البلاي ستيشن»
محمد الراشد (طالب جامعي): أنا لا أمارس التفحيط ولكن استطيع التعبير عن التفحيط برأيي الشخصي انه تنفيس وإفراغ للطاقات، حيث انني عندما أعزم على لعب كرة القدم مثلا، أجد أماكن مهيأة ومتوفرة لهذا الشيء أما للمفحطين فلا يوجد، كما سوف أذكر لكم حادثة لأخي الصغير من تأثره من ألعاب السوني «البلاي ستيشن»، حيث أخذ سيارة العائلة بالخفية وتسبب في حادث كاد أن يؤثر سلبا على صحته ويلحق به ضررا بالغا نتيجة تأثره بما شاهده من ألعاب سباق السيارات والتفحيط على البلاي ستيشن، كذلك الحال بالنسبة للدعوات الالكترونية، خاصة التي تصل عبر البلاك بيري فتضطر للذهاب من باب حب الاستطلاع والتطفل للتعرف على ما وصل من رسائل الكترونية للمشاهدة فقط.
وارجع الراشد انتشار ظاهرة التفحيط إلى قلة الوعي وعدم توفر البيئة المناسبة وخاصة من قبل إدارة التربية والتعليم لطلبة المدارس، ويضيف: منذ دخولي للمدرسة الابتدائية إلى الثانوية لم يحصل أي إعلان أو ندوة أو ورشة عمل توضح أضرار وسلبيات التفحيط!
سواد الوجه
فارس سعد القحطاني (موظف بشركة أرامكو): لا أمارس التفحيط ولكنني على علاقة بشخص يمارس هذه الظاهرة وأود تقديم نصيحة للحضور، إن الساحات (مثل عويرض) لا تجني إلا سواد الوجه للمفحط ولعائلته ووالديه، وأسباب انتشار ظاهرة التفحيط هو الغياب الأسري عن المفحط، حيث إن الشاب يغيب بالساعات الطويلة ولا أحد من أفراد أسرته يحاسبه عن الوقت الذي يقضيه لفترات طويلة خارج المنزل، إن هذه الساحات الداخل لها مفقود والخارج منها مولود، أي انه ممكن انك تذهب للساحة وممكن أن لا ترجع لبيتك سالما، إضافة إلى دعوات البلاك بيري فهي من العناصر الأساسية التي ساعدت على انتشار هذه الظاهرة.
أقلعت لكثرة الهمج
عبدالعزيز (مفحط سابق تخصص تفجير طالب بالكلية التقنية): سابقا كنت أمارس ظاهرة التفحيط ولكن الآن توقفت وبشكل نهائي ولله الحمد، بعد أن رأيت شبابا دخلوا هذه الظاهرة بطريقة همجية من قبل فئات معينة بعد إدخال الأسلحة والرشاشات واعتمادهم عليها في ممارسة التفحيط، حينها عزمت على الإقلاع عن هذه الظاهرة وتركها نهائيا وقمت ببيع سيارتي التي كنت استخدمها للتفحيط، كما أنني سابقا لم أكن أنتمي لأي قروب أو مجموعة بل كانت اجتهادات شخصية من قبلي.
سمعة خليجية
فهد حمدان العقيل (موظف قطاع خاص) وجه أسئلة لمؤسسي قروب «xxx» عن الدعم المالي وكيفية انتشار القروب؟
(أبو بدر): الفكرة بدأت قبل سنة تقريبا ونحن المؤسسين في الأساس أصدقاء مع بعضنا البعض وبعد 4 أشهر بالضبط بدأ القروب الخاص بنا ينتشر وبشكل ملحوظ وأصبح لنا متابعون كثر على مستوى المملكة وعلى المستوى الخليجي، حيث انتشرت سمعتنا في المشاركات المحلية والخليجية لدرجة أن أصحاب السيارات لمهارتهم لا (تسطح) سيارتهم بسبب تميز عملنا في القروب، حيث يقوم القروب بعمل ستايل خاص بكل سيارة اي شكل السيارة وتعديلها ومظهرها الخارجي والرسومات عليها، كما في حين توقيف أي عضو من الأعضاء من قبل المرور وهو غلطان أو يتطاول على رجل الأمن نخلي مسؤوليتنا عنه فورا ولا نتعامل معه مستقبلا!
الموت في الساحات
د. محمد الحربي: عندما يتسبب المفحط بمقتل شخص، ما هو دوركم كمجموعة منظمة لمثل هذه التجمعات، وهل تسعفون المصاب أو القتيل؟
فارس سعد القحطاني (موظف بشركة أرامكو) يتداخل: المفحط يعتبر مفسدا في الأرض ويجب إقامة حد القصاص عليه إذا قتل آخر، وذكر مثالا لشاب يلقب بال«مطنش» الذي تسبب بقتل 17 شخصا في القصيم وسجن وخرج من السجن وعاد ليقتل آخرين.
د. محمد الحربي: نفترض أن «مطنش» هذا كان ضمن أعضاء القروب الخاص بكم (أبو نمر وأبو بدر وSaeed) وتسبب المفحط بقتل أحد الأشخاص اثناء التفحيط، هل تشعرون بتأنيب الضمير، خاصة أنكم تتطلعون لأن يتحول قروبكم إلى عمل مؤسسي ومنظم؟
(أبو بدر): القتل يحدث عادة بسبب سوء التنظيم، ولو كان هناك تنظيم لما حصل هذا الشيء، ولنفترض أنه حدث هناك قتل يستبعد العضو فورا «والله يستر عليه»!، ويضيف: نحن نقوم بتدريب الشاب قبل عمل الدرفت لمدة ثلاثة أيام متواصلة بمعدل 24 ساعة يوميا، ولله الحمد لم يحصل أي وفيات في مجموعاتنا، فقط تلفيات بسيطة لا تذكر، وعادة إذا حدث قتل أو موت في ساحة التفحيط الجميع يركبون سياراتهم ويهربون، و «المتوفى الله معاه أو ينقذونه ويسعفونه أخوياه».
محال تجارية للتمويل
فهد العقيل: من أين تمولون القروب وماهي تطلعاتكم؟
(أبو بدر): التمويل دعم شخصي مني أنا لهدف أن يكون القروب رسميا تحت إشراف رعاية الشباب مستقبلا، وهناك محال تجارية تعود مدخولاتها الشهرية لدعم هذا القروب تصل إلى 22 ألف ريال شهريا أي ما يقارب 264 ألف ريال سنويا تقريبا.
رجعية وتخلف
فهد العصيمي (مهتم بمجال التدريب وتطوير الذات عقد عدة دورات تدريبية في مراكز الأحياء): هناك طاقة كبيرة لدى الشباب وهناك أيضا من خلال النقاش اكتشفت أن هناك عملا منظما وشغلا احترافيا لديهم، ولكن ظاهرة التفحيط من الظواهر التي انتشرت مؤخرا وأثرت سلبا على مجتمعنا، وينقص هنا دور الأسرة ودور الجهات التعليمية التي تغيبت عن إظهار أضرار هذه الظاهرة الخطيرة التي أودت بحياة العديد من الشباب، ولا بد أن تكون المدرسة او الجامعة لها دور وقائي من هذه الظاهرة وإبراز سلبياتها وأضرارها، كما أريد أن أنوه أن ظاهرة القبلية المتعصبة التي استحدثها الشباب أثناء التفحيط هي عملية رجعية لا تعبر عن أي حضارة أو فخر بل العكس.
من الشارع إلى الحلبة
نايف الدوسري: تحويل الشباب من الشارع إلى الحلبة كما حصل للبطل السعودي منصور القحطاني الذي التحق في حلبة مغلقة في إسكان الخبر وحقق المركز الأول وشارك على مستوى المملكة وأصبح الآن بطلا يمثل المملكة، أي أنها مرحلة انتقالية ورغبة موجودة تحتاج توجيهها التوجيه السليم لا أكثر، ولكن هذه المرحلة الانتقالية ستحتاج وقتا طويلا بعض الشيء وبالتدريج.
الزميل خالد البلاهدي: هناك وسائل توعوية أعدتها مديرية التربية والتعليم بالشرقية بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية تحت شعار (السياقة الوقائية) ولكن لم تصل بطريقة سليمة للطلاب، وهذا خلل في توصيل الرسالة.
د. محمد الحربي: قبل أن نختم هذا اللقاء، ألا تخافون أن يقبض عليكم أثناء توجيه الدعوات عبر البلاك بيري للتجمع في الساحات للتفحيط؟
أجمع المشاركون بصوت واحد: لا نخاف عندنا واسطة.. وقبل أن يكملوا الحديث وصلتهم رسالة بلاك بيري تحدد موقع التجمع القادم، فأقفلنا الحوار هنا.
رسالة إلى أمير الشرقية
تقدم عبر «برلمان الشباب» عدد من ممارسي هواية التفحيط والاستعراض بالسيارات بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على توجيه سموه بإنشاء حلبة لسباق السيارات في المنطقة الشرقية، مؤكدين أن من شأنها القضاء تدريجيا على ظاهرة التفحيط العشوائي في الشوارع والساحات العامة، ومطالبين المسؤولين عن تنفيذ توجيه أمير المنطقة بمراعاة عدد من المتطلبات والاحتياجات الأساسية في حلبة السباق لتفي بالغرض الذي يحتاجونه وبما يحقق رؤية سمو الأمير محمد بن فهد:
ساحات مخصصة لاستعراض السيارات.
ورش ميكانيكا وسمكرة لإصلاح وتعديل السيارات ومحال لقطع الغيار.
طلب نوع أسفلت خاص لمنطقة انطلاق السيارات، وهو ضروري جدا، ويفضل جلبه من أمريكا لأنها خلطة خاصة لا توجد إلا هناك.
طريق طويل وتكون نوعية الأسفلت ناعمة لممارسة الدرفت.
مطاعم.
مواقف خاصة للسيارات داخل الحلبات أو الساحات لضمان عدم خروج السيارات من الساحة.
مدرجات لحضور الجماهير ولتقيهم مخاطر الاصطدام بهم.
إشراف أمني.
إشراف الهيئة العليا للسياحة.
إدارة متخصصة لتنظيم المسابقات والمشاركات المحلية والدولية.
اشتراك للأعضاء بشكل رسمي ومنظم وبطاقات عضوية.
قاموس التفحيط
«الدرفت»: عبارة عن تفحيط، لكنه يمارس باحترافية عالية ولا يحتاج إلى سرعة جنونية، وظهرت هذه الظاهرة أول مرة في اليابان وهو انزلاق السيارة بشكل محترف، وتنتشر لها عدة أفلام عبر اليوتيوب والمواقع الالكترونية لأسس ممارستها، وكل ما يحتاجه ممارس هذا النوع من التفحيط فقط حلبة صغيرة تحتوي على منحنيات ومنعطفات لممارسة الدرفت.
«التخميس»: ويسمى «الدرباوية» بلغة الشباب ويحتاج إلى ساحة كبيرة خالية من المنعطفات.
«الدراق ريس»: وهذا النوع يحتاج إلى حلبة تتكون من خط واحد 1000 متر، وبه إشارات انطلاق لأنها مشابهة لحلبة السباق.
«الهجولة»: وتتطلب شارعا طويلا لأن هذا النوع من التفحيط سرعة جنونية لا تقل عن 160 كم وتصل إلى 240 كم/ ساعة.
«التفجير»: وفي هذا النوع من التفحيط لا بد من توفر سيارة دفع خلفي ويفضل أن تكون من السيارات القديمة، وتبدأ عند سرعة 120 ولا تقف السيارة إلا بانفجار أحد إطاراتها.
المشاركون في برلمان الشباب:
سعد محمد الشهراني
حسن القحطاني
المفحط «أبو بدر»
المفحط «أبو نمر»
المفحط «SAEED»
فهد «معزز سابق»
فهد محمد العصيمي
عبدالعزيز عبدالله القحطاني
محمد حسين الراشد
المفحط «كزنوفا»
محمد حسين القحطاني
فارس سعد القحطاني
فهد حمدان العقيل
محمد إبراهيم الراشد
نايف يوسف الدوسري
المشاركون من «عكاظ»:
د. محمد علي الحربي
م. طفيل اليوسف
خالد محمد البلاهدي
محمد حسين عسيري
عبدالرزاق عبدالله العوض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.