بصفته أحد المتنقلين بمدننا كان يعشق تسجيل أهم الملاحظات التي تواجهه بطرقات مدننا، وكان يؤكد طالما هي موجودة بالمدن الرئيسية الرياض، جدة، الدمام، فهي موجودة بباقي المدن، بحكم أن الإدارات المركزية تقل جودة الأداء كلما ابتعدت عن المركز. كتب في مذكراته : أهم ما تلاحظه بالطرقات اللوحات الإرشادية والتهديدية ضد السيارات الكبيرة «الشاحنات»، إذ تحدد اللوحة لسائقي الشاحنات مواعيد دخولهم للمدن وللطرقات الرئيسية، وأنه ممنوع على سائق الشاحنة الدخول في أوقات محددة، وهي أوقات الذروة، وطريق الملك فهد بالرياض وطريق المدينةبجدة، ذروته تبدأ من السادسة صباحا إلى الواحدة فجرا في أيام الأسبوع، تمتد إلى 3 فجرا في الإجازات. ما إن تتجاوز تلك اللوحة التي تتوعد سائقي الشاحنات، وبعد أن تحمد ربك بأن سيارتك حجم صغير، تفاجأ أن أمامك «شاحنات» وليست شاحنة واحدة، إن كنت بالرياض وسألت سكانها عن هذه الملاحظة، سيقال لك : «يا رجال ما حولك أحد»، إن كنت بجدة سيقال لك «مشي حالك»، وهذه الجملة تحديدا هي من أغرقت جدة، إذ مشوا حالهم إلى أن فاجأهم مطر صغير أثبت لهم صحة مثل «الحجر اللي ما يعجبك يفقشك». هذه اللوحة الإرشادية والتهديدية لم يعد سائقو الشاحنات يحترمونها؛ لأنها بلا رجل مرور يخالف من يتعدى عليها، ولا حتى «كاميرا» مراقبة تسجل أرقام الشاحنات وتخالفها، إن تعاطفنا مع رجل المرور وأنه لا يحتمل حرارة شمس الرياض بالصيف. أهم ملاحظة تواجهك بشمال الرياض وتحديدا بين مخرج 8 و «كوبري الفحص الدوري» وتلك الأحياء الجديدة شمالا، أنك في البداية ستعتقد أن نصف سكان تلك المنطقة من «بريطانيا»، لهذا يخلطون بين طرقاتهم وطرقاتنا، وإلى الآن لم يتعودوا على القيادة لدينا، وأن الطريق الذاهب بالنسبة لهم هو عودة. فيما بعد ومع الوقت وتلك السيارات التي تعاكس الطريق وتقفز الأرصفة وتخرج على المسارات الرملية لتثير الأتربة، ستكتشف أن القضية لا دخل لها باختلاف الثقافات، ونصف سكانها ليسوا من بريطانيا، وأن الأمر برمته خاضع لفلسفة «ما حولك أحد»، ويمكن لك قيادة السيارة بالطرقات كما تقودها «بالصحراء». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]