الفرح ينبض في قلب الشباب، فهم طاقة لم تستهلك بعد، ولهذا تقف فرحتهم عند أمنيات عديدة يسعون إلى تحقيقها وهم في هذا الموقف يرون أن الدنيا متسعة باتساع أحلامهم .. ومن الجرم أن تخنق هذه الورود قبل أن تتفتح .. والعيد كشف أننا لازلنا بعيدين عن التفكير في الشباب، والغياب هنا يتمثل في عدم إيجاد الأماكن القادرة على استيعاب أعدادهم وخلق مناشط تمتص تلك الطاقة المتدفقة. فكما تحرص أهداف التنمية على تأهيل هذه الطاقات من أجل النهوض وتحقيق تلك الأهداف، علينا أيضا أن نوجد سياسات لخلق مساحات ترفيهية لهؤلاء الشباب، فالإنسان لا تستقيم حياته بالدراسة والعمل فقط فهناك جوانب حياتية بحاجة إلى مخارج ومنها البحث عن لحظات ترفيهية وممارستها وهي لحظات مهمة في حياة الفرد كونها من العوامل الرئيسة لتخليصه من تأزماته وتجدد نشاطه. وقد كانت ليلة العيد تضج بالفرح إلا أن ممارسيه (من الشباب) محاصرون في رقاع محددة وضيقة، تكالبت على زيادة ضيق المساحة كل الجهات التي ترى أن الشباب هم مصدر الأذى والفوضى والإزعاج. حسنا لو افترضنا أنهم مصدر إزعاج فما هي الوسائل التي أوجدت من أجل تقليل ذلك الإزعاج؟ إن القاعدة التربوية التي تطبق على الطلاب المزعجين تتمثل في إشغالهم بأعمال تمتص شغبهم وتعزز لديهم المسؤولية ، فما هي القاعدة المتبعة لهذه الفئة التي تدعون أنها مزعجة؟ ماذا قدم للشباب في الجوانب الترفيهية خاصة في الأعياد والمناسبات؟ لم يقدم شيء يذكر، فالشباب لا يجدون مكانا يلجأون إليه ولا مكانا يقدم لهم برامج ترفيهية، فالمسرح معدوم والسينما غائبة والأماكن الترفيهية للعوائل إلا ما ندر والشوارع والدوران فيها يجلب الصداع. أعداد كبيرة من الشباب لا تجد لها مكانا في الأعياد فكيف بهم في الأيام العادية. طوق من الحصار يلاحق هذه الفئة، ونحن كآباء نستشعر فداحة هذا الحصار حين تجد أبناءك يصرون على مصاحبتك لهم ليس رغبة في وجودك بل لكي تكون جواز عبور للبوابات الموصدة في وجوههم . فهل كل أب أو أم لديهما الاستعداد في مرافقة أبنائهم. حتى المراكز التي سمح للشباب بارتيادها هو ارتياد مشروط، والشروط تغدو مانعة لدخولهم كونها شروطا على طريقة (على كيفي وأنا حر).. إن موانع إدماج الشباب في المجتمع يولد مشاكل اجتماعية وأخلاقية ونفسية وعداء ..ولو ظللنا نحصي هذه المشاكل فسنجد أنفسنا نعد على أصابع اليدين والقدمين وسوف نظل بحاجة إلى أصابع إضافية خاصة عندما نحتاج أن (نطلع بواحد أو تسعة) فالعملية الحسابية تعطي نتيجة رقمية لكن إهمال الشباب يعطي مشاكل لا تقف في زمنها بل تمتد. ويمكن أي مراقب استنتاج أن جميع الجهات المعنية بتلبية احتياجات الشباب لازالت تمارس طريقة ذلك الرجل المحافظ جدا الذي قال (غاضبا ومزمجرا) لخاطب ابنته: نحن لا نزوج عزابا.!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]