من حملة كتاب الله ومن خاصته هيأة الله لحفظ كتابه الكريم ووهبه صوت جميل أسر به قلوب مستمعيه وأحبه الصغير والكبير. الشيخ عمر القزابري، من مواليد سنة 1974 بدرب البارودي بالمدينة العريقة مراكش واسمه الحقيقي تعزيز عمر وعندما ولد كان أبوه في غاية السعادة وعندما سأل ماذا ستسمي المولود قال سأسميه عمر حتى يكون عامرا بالقرآن وعمل على توفير المناخ الملائم له حتى يحقق أمله فيه ويكون من أهل كتاب الله وحفظ القرآن فكان يقول له أنا لا أطالبك في هذه الدنيا سوى بحفظ كتاب الله، تلقى القرآن على يد والده وهو من علماء مراكش البارزين الذي كان بيته قبلة للعلماء والخطباء وقراء القرآن وطلبة العلم، فنشأ في جو روحاني كان له فضل كبير على مستقبله وختم القرآن وعمره 11 سنة ويقول أنه يوم ختم القرآن بكى أبوه من شدة فرحه وأقام وليمة كبيرة بهذه المناسبة، وبدأ يؤم الناس في الصلاة وهو في الثانية عشرة من عمره خاصة في شهر رمضان الكريم فكان يؤم الناس بالإنابة عن والده الذي اعتاد أن يتجه في هذا الشهر الكريم إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة وكان قلقا في البداية ولكن مع الوقت وبتوفيق الله وتشجيع والده وإعجاب الناس أيضا به استطاع تجاوز هذا القلق ويقول إنه في أول إمامة له بالناس صلى والده من خلفه وكان يسمع صوت بكائه. واعتاد منذ الصغر على مجالسة العلماء وأهل القرآن الذين كانوا يترددون على منزلهم وكانوا جميعا أكبر منه سنا فهو لم يعش طفولة عادية مثل بقية الأطفال فهذا الجو الروحاني أثر في تشكيل حياته وجعل له اهتمامات مختلفة عن غيره من الصبية فحفظ القرآن عن حب بالإضافة إلى تعلقه الشديد بوالده وحرصه على ملازمته في جميع مجالسه ويتمتع بشخصية متوازنة فأخذ من أبوه الجدية كما أخذ من عمه الأديب روح الفكاهة والمرح فكان يبكي الناس في الصلاة داخل المسجد ويضحكهم بروح الفكاهة التي يتمتع بها خارجه. وبعد حصوله على شهادة (الثانوية العامة) في التعليم الأصيل من مدرسة ابن يوسف بمراكش، سافر إلى المملكة العربية السعودية وأقام بها خمس سنوات حيث حضر دروسا بالمعهد الإسلامي بمكة سنة 1997، ومارس الإمامة في مسجد الجامعة بجدة فأبكى الناس ولفت نظر العلماء والمشايخ. وخلال مقامه بالسعودية سكن في مكتبة عريقة تعتبر من أهم المكتبات في المملكة العربية السعودية فساعده ذلك على القراءة والاطلاع، وتلقى القزابري القرآن على يد عدد من كبار المشايخ، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر، والشيخ الفاه الموريتاني، قبل أن يعود إلى المغرب ويتولى الخطابة في مسجد الريان بحي الألفة في الدارالبيضاء حيث كانت خطبته تستقطب آلاف المصلين، بعد ذلك قرر القزابري العودة إلى تعميق دراساته القرآنية، حيث أقام في القاهرة دورة دراسية لختم القراءات العشر على يد الشيخ أحمد عيسى المعصراوي الذي قال عنه إنه صوت عذب شجي وصوت رنان يجذب القلوب ويشرح الصدور وتمنى أن يسجل الشيخ عمر القزابري القرآن الكريم بهذا الصوت الجميل بأكثر من رواية، وبعد عودة الشيخ من مصر شغل منصب إمام مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء.