تكاد تشكل جمعيات المجتمع المدني في أيامنا هذه أحد أهم أركان المجتمع في الدولة الحديثة، وهي جمعيات تتعدد مهامها وتختلف مسؤولياتها حسب الدور الذي تتبناه في المجتمع، وفي مجتمعنا برزت أكثر ما برزت جمعيات المجتمع المدني العاملة في مساعدة الفئات المستضعفة من النساء الفقيرات، والأيتام، وأصحاب الإعاقات والمرضى المزمنين، والأطفال والنساء المعرضين للتعنيف، ودعم الروابط الأسرية، ورعاية الأطفال. وهي مهام ومسؤوليات ترتبط بالجوانب الإنسانية وتنطلق بدافع قوي من الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والتفاعل الإيجابي مع مشاكله وخدمة مصالحه. من بين هذه الجمعيات الجمعية النسائية التعاونية في منطقة القصيم (حرفة)، وهي جمعية تهدف أن تكون مظلة تجتمع الحرفيات والنساء المنتجات تحت سقفها؛ حيث توفر لهن الظروف البيئية والاقتصادية المعينة على تطوير مهاراتهن الإنتاجية وتسويق منتجاتهن داخليا وخارجيا. وقد استطاعت هذه الجمعية على الرغم من كونها حديثة الولادة لا يتجاوز سنها العامين؛ أن تشق طريقها بسرعة بالغة وأن تفرض وجودها في عالم النجاح. فقد وضعت لها أهدافا سامية وانكبت عليها تعمل جادة على تحقيقها هدفا بعد الآخر. من أهم هذه الأهداف إمداد الحرفيات والأسر المنتجة بالخدمات التي يحتجن إليها لتطوير مهاراتهن مثل التأهيل والتدريب، والتسويق للمنتجات، وتشغيل العاطلات منهن، وتقديم مساعدات مالية أو قروض ميسرة لبدء مشاريع صغيرة. ويرافق هذه الأهداف جنبا إلى جنب مهام أخرى تساعد على إنجازها واستمراريتها مثل إنشاء قاعدة بيانات عن الحرف والحرفيات والأسر المنتجة الموجودة في المملكة، وتوفير سوق مجاني دائم للأسر المنتجة والحرفيات. إلى جانب تقديم الخدمات الصحية والرعاية الطبية، وتوفير المواصلات للعاملات والحرفيات والأسر المنتجة، وتأمين حضانة وروضة لأطفالهن، وخدمات لترميم مساكنهن. هذا العمل الإنساني الجميل، الذي تجني ثمرته أعداد كبيرة من الأسر المنتجة المعالة بنساء فقيرات، ما كان له أن ينجح وأن يحقق أهدافه لو لم تكن وراءه نساء من بنات الوطن مخلصات في حب الخير، حريصات على مساعدة أخواتهن المحتاجات على النهوض والتغلب على آفتي العصر: البطالة والفقر. فعملن واجتهدن وسعين سعيا دؤوبا إلى توفير ما تحتاج إليه أولئك النساء من التأهيل والتدريب وفرص التسويق لما ينتجنه من أعمال، فكن لهن خير شريك في تحقيق ما يحلمن به من أمان اقتصادي ودخل منتظم دائم. لقد استطاعت هذه الجمعية الفتية أن تحصل على شهادة الآيزو في الجودة، وشهادة السلامة في إدارة وتصنيع الأغذية من HACCP كما حصلت على اعتراف بها من منظمة اليونسكو العالمية عام 2011، وباتت هذه الجمعية موضع فخر واعتزاز ليس لبنات القصيم وحدهن، وإنما لبنات الوطن كله، فالشكر العظيم للقائمات على نشاط هذه الجمعية من النساء المتطوعات المخلصات لوطنهن والحريصات على رعاية شؤونه، وفي مقدمتهن رئيسة مجلس إدارة الجمعية سمو الأميرة نورة بنت محمد، هذه المرأة المتقدة حماسة وحبا لبنات وطنها ورعاية مصالحهن، فبادلنها حبا بحب، وقابلن حماستها بعمل ناجح مثمر فكن عند حسن الظن. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة