افتقدنا في زمننا المعاصر زمن التكنولوجيا والتقنية الحديثة (الايفون والايباد والبaلاك بيري وغيرها) الترابط بين الاسر والزيارات في ما بيننا والتي كانت من أهم أسباب تقارب القلوب وإزالة الاحقاد وتسلية النفوس، وقد كانت تلك الزيارات في الزمن الجميل سواء بين الجيران او الاقارب تتسم بالبساطة وعدم التكلفة، وقد كانت أمهاتنا على الرغم من قيامهن بكافة أعمال البيت من طبخ وكنس وغسيل وغيرها يجدن متسعا كبيرا من الوقت لزيارة الجيران والمعارف وتفقد احوالهم. ومما تحمله ذاكرتي عن تلك الزيارات أنه كانت تقدم فيها المكسرات التي كان يطلق عليها المجمع والبسكوت والشاي فقط وأنها تكون بعد العصر ولا تمتد بأي حال من الاحوال لما بعد العشاء. وفي زمننا هذا قلت تلك الزيارات وإن تمت فالتكلف والمباهاة أحد اهم مظاهرها، وأصبح يقدم فيها الموالح والمعجنات والحلويات من ما لذ وطاب ما يكلف ميزانية الاسرة الشيء الكثير ناهيك عن بدء تلك الزيارات بعد صلاة العشاء واستمرارها لما بعد منتصف الليل، وفي تحليلي الشخصي ان الترابط والتكافل الاجتماعي المفقود هو من جراء افتقادنا لتلك الزيارات، فيا ليت الزمن الجميل يعود والبساطة تعود ونجود بما هو موجود. محمد حسن بيومي جدة