أيا كانت الرواية الحقيقية عن مقتل القذافي فالسبب المتداول لدى الليبيين هو أنه كان يجب قتله لأن بقاءه كان سيخلق فتنة، والآلاف من منسوبي النظام المخلوع يتكدسون في معتقلات مرتجلة ولا يعرف المسؤولون الليبيون ماذا يفعلون بهم، والثورات في دول انقسمت لمعسكرين على خط الاختلافات القبلية والطائفية تواجه ذات المعضلة. والحل هو باستلهام تجربة جنوب افريقيا بعد سقوط حكومة الفصل العنصري 1995م، فبعد سقوط النظام الذي اقترف الفظائع بحق السود كان المجتمع منقسما لمعسكرين بيض وسود ولغاية أن تصبح محاكمات منسوبي نظام الفصل العنصري مساعدة على السلم الأهلي وتوحيد المجتمع تم إنشاء محكمة علنية تحت مسمى «لجنة الحقيقة والمصالحة» تم فيها محاكمة الأشخاص في جلسات علنية وتقدم فيها من ارتكبوا تجاوزات واعترفوا بأخطائهم وتحدث الضحايا عن معاناتهم وللمتهم طالما ليس متورطا بجنايات كبرى أن يطلب العفو مقابل اعترافه، والعفو يكون كليا أو جزئيا، وبسبب الروح التي سادت الجلسات التي يمثلها مسمى اللجنة كانت هناك مواقف تثير القشعريرة من عفو أهالي الضحايا وجعلت المتهمين يجهشون بالبكاء وهذا داوى القلوب ووحد المجتمع. فالغاية لم تكن الانتقام ولا الاجتثاث إنما الحقيقة والمصالحة وعندما يستمع الطرف الآخر لشهادات الضحايا وأهاليهم واعترافات المتهمين لا يمكن أن يتعصب بعدها للمتهم لأنه من قبيلته وطائفته وعرقه. وفي الأنظمة القمعية كثيرون يضطرون لتنفيذ الأوامر تحت التهديد بالقتل والانتقام من أهلهم، وآخرون مغرر بهم ولا اطلاع لهم على وسائل الإعلام غير الحكومية، ولهذا يجب أن تكون هناك مبادرة عربية لتشجيع ما يشبه تجربة جنوب افريقيا لكي لا يتكرر سيناريو التصفيات الدموية في العراق التي تحولت لفتنة طائفية ومذابح متبادلة مستمرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة