كلام مزعج، وخطير، ومهم، قاله وكيل الرئيس العام السابق لحماية البيئة (د. أحمد عاشور) عندما كان مديرا لمستشفى الملك فهد في جدة عام 1418ه: «جاءت للمستشفى أكثر من (60) حالة تسمم من حي الرويس، وكان المصابون يعانون من: إسهال قوي، أثبت الفحص الطبي وجود بكتيريا الشقلة، وبالكشف على خزانات بيوتهم، وجدنا البكتريا فيها، وفي المواسير أيضا، واكتشفت الشركة وجود تسرب من مياه بيارة، إلى أنابيب المياه المجاورة، نتيجة كسر فيها، فتم إصلاحه، وتعقيم الخزانات» (صحيفة المدينةالمنورة، 3 من ذي القعدة 1432ه، ص 7) وعزا سبب تلوث المياه الجوفية في محافظة جدة إلى تسرب مياه الصرف الصحي من البيارات، وقال: «إن إنشاء هذه البيارات في الماضي، نظرا للنقص الشديد في شبكة الصرف الصحي، وهو ما لم تتم معالجته حتى الآن» يقصد عام 1432ه (2011م) أي بعد مضي (14عاما) رغم تعاقب عدد من المسؤولين، والقضية حاسمة الأهمية، وما قاله الرجل يحتاج إلى رد، وتوضيح، فقد يكشفان عن معلومات، تعوق الجهود الرامية لمعالجة تلوث المياه، لا سيما بعد أن أشارت خطة التنمية التاسعة، إلى صدور وثيقة الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة، المعتمدة بقرار مجلس الوزراء ذي الرقم (292) والتاريخ 22/9/1422ه (2008م) التي تضمنت مجموعة من المحاور منها: جودة الهواء ومياه الشرب، فهل فعلت الجهات المعنية ما جاء في الاستراتيجية ؟ إن فعلتها فخيرا، وإن لم تفعلها فينبغي مساءلتها، فالقضية قضية محافظة يقطنها (3456259) إنسان (إحصاء عام 1431ه) ويراد أن تكون من المدن الذكية !! وهي مدينة: عشوائيات، وأوبئة، وكوارث. ثالثة الأثافي أن في محافظة جدة حسب ما قاله الرجل «أكثر من (200) بئر موجودة داخل أحواش، بعضها على طرق رئيسة، نوعية هذه الآبار رديئة، ولا تصلح للاستخدام الآدمي، بل للزراعة والصناعة فحسب، لكن في أوقات الأزمات، وشح المياه، يتربح منها بعض المستفيدين، ولو على حساب المصلحة العامة». ما قاله «د. أحمد عاشور» يطرح أكثر من علامة استفهام، وأتوقع أن لا تمر القضية بسلام، في ضوء خطط الحكومة الرامية لمكافحة الفساد، وسياسة: لا أحد فوق المساءلة، ولا أحد فوق النظام. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة