جميعنا أذهله المشهد المهيب الذي جسده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتجاسره على الألم ومخالفته لتعاليم الأطباء وخروجه من المستشفى، ليكون في استقبال جثمان الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، والصلاة عليه. قمة الوفاء والمحبة والنبل من ملك كبير في أخوته وإخلاصه وصدقه، صورة أبهرت العالم ورسمت ملامح وطن لا مكان فيه لغير التلاحم والترابط والمحبة وأخلاق الفرسان النبلاء. عبدالله ليس كأي ملك.. وسلطان ليس كأي أخ.. رجلان من طراز نادر من الرجال العظماء.. القدوة.. رفيعي الأخلاق.. ونبيلي الخصال. هذا الموقف النبيل يكشف للعالم سر الحب الكبير الذي يكنه الشعب السعودي لعبدالله ولسلطان ولنايف وللأسرة الحاكمة في بلادنا.. نحبهم لأنهم كبار بأخلاقهم ورجولتهم ومواقفهم وحكمتهم وحبهم لنا.. نحبهم لأنهم يجعلون العالم يحترمنا.. نحبهم لأننا نحترمهم. كل من قرأ ملامح الحزن على محيا الملك الصالح، والحزن العميق في عيني وصوت الأمير نايف، وعظم الفقد على قسمات الأمير سلمان، والبكاء المرير الذي أجهش به الكبير والصغير من شيوخ وشباب ونساء هذا البلد، يلمس حجم الفاجعة التي حلت بهم بفقد رجل عظيم قل أن يجود الزمان بمثله، وكل من قرأ حجم الحزن الذي عم كل دول العالم وليس العربي أو الإسلامي وحسب، يعرف المكانة العظيمة التي تبوأها الراحل الكبير الأمير سلطان، وكل من طالع حجم التغطية الإعلامية للقنوات الفضائية العالمية قبل العربية والتغطية الصحافية في الصحف الأجنبية قبل العربية على صفحاتها الأولى، يدرك تماما حجم المكانة التي كان يمثلها سلطان بن عبدالعزيز، والثقل السياسي الكبير الذي رسخه الراحل على مدى ما يزيد على سبعة عقود من العمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل، لخدمة دينه ومليكه ووطنه ومواطنيه والإنسانية جمعاء. أحسن الله عزاءنا جميعا في رحيل سلطان الخير، وعزاؤنا الوحيد أن الخير الذي خلفه باق لن ينقطع، وابتسامته التي لم تفارق محياه، يرحمه الله، ستبقى تذكرنا دائما أن المستقبل أجمل وأن الدنيا بخير، ومشعل النور الذي أضاءه بيننا لن يخبو أبدا، وسيبقى سلطان بيننا حيا لا يموت بروحه التي ترفرف داخلنا جميعا. وحفظ الله لنا ملكنا الصالح ومد في عمره وألهمه الصبر والسلوان، ورحم الله أمير الإنسانية سلطان وجعل قبره روضة من رياض الجنة وحرم النار على وجهه وأكرم نزله، لله ما أخذ ولله ما أعطى، وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة