حبس الليبيون أنفاسهم أمس في انتظار نتيجة المعركة الحاسمة، بينما دارت اشتباكات عنيفة حول مقر مجمع إقامة معمر القذافي في ضاحية باب العزيزية في العاصمة الليبية. وأفادت تقارير أن خميس نجل القذافي يقود قوة عسكرية اتجهت من باب العزيزية صوب وسط طرابلس، في حين نشرت القوات الموالية للنظام دبابات عند مدخل المجمع. وشوهدت شاحنات تنقل ثوارا من غرب ليبيا إلى الساحة الخضراء التي أعيدت تسيمتها لتصبح ساحة الشهداء. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن لا أحد يعرف مكان تواجد القذافي. ونفى ما أورده مسؤول في المحكمة الجنائية عن مفاوضات بشأن تسليم سيف الإسلام القذافي للمحكمة. لكن ترددت أنباء عن وجود معتصم نجل القذافي في مجمع باب العزيزية. واستبعد القائم بالأعمال في السفارة الليبية في لندن محمود الناكوع حدوث فراغ في السلطة بعد تهاوي نظام القذافي، مؤكدا أن المجلس الوطني الانتقالي سينتقل من بنغازي إلى طرابلس قريبا. وسيتم تعيين حكومة انتقالية جديدة تدير البلاد من العاصمة لتجنب حدوث أي فراغ . وقال إن الثوار باتوا يسيطرون على 95 % من طرابلس، لكن ماتزال هناك جيوب لقوات النظام. وأعرب عن اعتقاده بأن القذافي لا يزال في طرابلس. إلا أنه قال إن الثوار سيبحثون عنه في كل مكان. وأوضح مسؤولون غربيون أن الولاياتالمتحدة كثفت حركة الاستطلاع الجوي فوق العاصمة الليبية طرابلس وحولها، ما ساهم بشكل رئيسي في المساعدة على ترجيح الكفة لمصلحة الثوار. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه فيما توجه الثوار في ليبيا باتجاه طرابلس أول من أمس، قال مسؤولون أمريكيون ومن «الناتو» إن التكثيف الأمريكي لطلعات الاستطلاع الجوي فوق العاصمة الليبية وحولها كان عاملا رئيسيا في ترجيح كفة الميزان لمصلحة الثوار. وقال دبلوماسي من «الناتو» إن استهداف الحلف زاد دقة فيما نفذت الولاياتالمتحدة استطلاعا على مدار الساعة فوق مناطق ما زالت القوات الليبية تسيطر عليها، مستخدمة طائرات استطلاع «بريداتور» لتحديد وتعقب وأحيانا إطلاق النار على هذه القوات.