حسناء محمد قبل وجود الصين كممول عالمي يكتسح كل شاردة وواردة في حياتنا، كنا ننعم ببضاعة أمريكية وأوروبية مزجاة، ولكنها ذات جودة عالية وصنعة محبوكة. ليس هذا هو لسان المقال على كل حال، ولكن المتأمل في حال الصين التي تزحف ببطء منذ زمن طويل وهذا المدى الذي وصلت إليه، فكانت غاية سبقت كل غاية، يدرك أن ثمة خطة غريبة تنهجها الصين بهدوء وصمت حكيم. وصلت إلى إغراق أكبر الدول بالديون وأسرها بذلك. الصين التي تتشفى الآن بموج البضاعة الرخيصة الرديئة، كأنها تنتقم من العالم بشقيه المتحضر التكنولوجي والبسيط الهائم على وجهه تقليدا أو الواقف المنتظر لاقتراب السراب. ولا أعلم لما تفعل ذلك؟! المهم الآن هو وجود خيارين أمامنا إما أن ننهج طريقة الصين المثلى في الزحف نحو آمالنا بهدوء وصمت ونستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان، ونتحمل أعباء طول الطريق وضنكه. أو أن ننهج على الطريقة الأمريكية في الشعور بالفخر والعظمة ونرفع أصواتنا لنيل مطالبنا، بل ونأخذها طوعا أو كرها بحق أو بغير حق، ونراهن على الزمن السريع في الوصول أو النكبة التي ليس بعدها نكبة. ولكن هل بينهما طريق آخر أشد اعتدالا، سنقول نعم، فالحب كما يقال لا يعني أن يحدق اثنان في بعضهما البعض، بل أن ينظر كلاهما في اتجاه واحد.