الإعلامي المتخصص في الأنشطة الخاصة وتحديدا في تغطية أخبار وأنشطة الديوان الملكي، هو الحلقة الوسيطة بين هذه الجهات ووكالة الأنباء السعودية ووزارة الثقافة والإعلام .. هو في الغالب شخصية إعلامية لا بد أن تكون فذة .. نافذة. تمتلك مقومات يراها الآخرون ولا يرونها هم .. في أنفسهم. وهذا الدور الذي يقوم به الإعلامي سليمان العيسى اليوم كان يقوم به في الأمس الإذاعي الراحل بكر يونس، وبكر يونس إلى جانب جميل الحجيلان وطاهر زمخشري وعباس فائق غزاوي وعبدالرحمن الشبيلي وغيرهم كانوا من تحمل عبء مراحل التأسيس للحياة الإعلامية في المملكة. وبكر يونس اسم قام بالكثير من الاجتهادات الإعلامية في تلك المراحل التي صنعت شخصية الإذاعة السعودية وكان واحدا من نجومها، كما أن ليونس ميزة أخرى تجلت في صناعته بيتا من أهم بيوتات الإعلام السعودي حيث إن بناته و أبناءه في المجمل كانوا أبناء حياة إعلامية وفنية كبيرة ماعدا بكر أسرته الصغيرة الراحل فتحي رحمه الله. وعرف بكر يونس المذيع المرافق للموكب الملكي للملك سعود - رحمه الله - حيث تولى تغطية المناسبات التي رعاها داخل وخارج المملكة إلى جانب قراءته لنشرات الأخبار الإذاعية وتقديم البرامج. أما عمله في الإذاعة الخارجية فكان يرافقه فيه مهندس الصوت أحمد باجابر . حصل الراحل بكر يونس على الكثير من شهادات التقدير والميداليات منها نيشان من ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأشهر وخطاب شكر من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وغيرها من الأوسمة والشهادات. اسمه الكامل بكر يونس إبراهيم سنوسي كما ورد في كتاب «نشأة وتطور الإذاعة السعودية» للمؤرخ الدكتور بدر أحمد كريم، وهو من مواليد مكةالمكرمة، في العام 1920 حصل على ليسانس آداب من جامعة بغداد حيث تخرج وتزوج من العراقية سعاد صبحي المشهداني التي رافقته في مشوار الإنجاز الأسري والإعلامي إلى أن تم تعيينه يوم 7/ 10/ 1954 «مذيعا ثانيا» ثم تمت ترقيته مذيعا أول في 1/ 1/ 1378 «17/7/1958» في الإذاعة، ثم في 1/12/1379 «26 /5/ 1960» عين مديرا للمكتب العام في التلفزيون السعودي عندما لم يزل التلفزيون مشروعا بعد وفي 1/12/ 1383ه «13 ابريل 1964» بدأ العمل مذيعا تلفزيونيا، وفي 1/5/1970 عين مشرفا على مواد التلفزيون وفي العام 1974 عين رئيسا على قسم المراقبة في التلفزيون وفي نفس العام حورت وظيفته إلى مراقب عام البرامج الأجنبية في التلفزيون، وفي 14/5/1401 «9/4/1982» عين مديرا لإدارة المطبوعات في وزارة الإعلام. وفاته توفي بكر يونس في يوم عيد الفطر 1/10/ 1402 «21/7/1982» وقد ووري الثرى في المدينةالمنورة، وبفقده خسر الإعلام السعودي علما مهما من أعلامه الكبار ومؤسسي الإعلام الحديث في المملكة ولا سيما في مجال الإعلام المسموع. ميراث عائلة إعلامية أما أبناؤه فهم حسب الترتيب فتحي رحمه الله، ثم دنيا بكر يونس .. المذيعة الشهيرة التي عملت في الكثير من الإذاعات والتلفزيونات العربية والمحلية كان منها إذاعة mbc في فترة تأسيسها في لندن في بداية التسعينيات الميلادية في لندن وسيدة الأعمال المعروفة في مجالات العمل في الأزياء وغيرها، وهي التي تزوجت من المخرج التلفزيوني بشير مارديني وكان شاهدا عقد زواجها المخرج عبدالرحمن المقرن وسعيد الجراح والد الممثل يوسف الجراح، أما من خطبها للمارديني متقدما إلى والدها فكان الأمير خالد بن فيصل بن تركي وعبدالرحمن الشبيلي وأمر بالموافقة على الزواج سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض .. دنيا كانت واحدة من أطفال برامج الأطفال وفي جلسة عمل بينها وأبيها رحمه الله والراحل عمر كدرس رحمه الله عرض الأخير فكرة أن تدخل دنيا مجال الغناء العاطفي وأسمعها وأباها أغنية جديدة خاصة بها من كلمات بابا طاهر زمخشري إلا أن والدها أنهى الحوار رافضا بقوله: لا .. دنيا صوتها إذاعي وليس غنائيا، ثم وفاء بكر يونس، ثم سناء وهي الممثلة المعروفة والتي تقيم في البحرين .. ثم التوأم عادل وعدنان .. توفيا مبكرا، ثم فاطمة بكر يونس الإعلامية التي عملت في مجال الإعلام بدءا من عملها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم فايزة وهي حرم الفنان الكويتي سعد الفرج، وحيدة، طلال وهو الأخ الوحيد غير الشقيق، محمد بكر يونس وهو الذي عرف بأنشطته المتعددة في الفن حيث عرف مغنيا واشتهرت له الكثير من الأغنيات منها «شغلة غريبة» من أشعار الأمير خالد بن يزيد وألحان عمر كدرس وهي عبارة عن دويتو له مع الجزائرية فلة. وأنشطة رياضية منها جولته الترويجية مع أخيه سعود بدراجة نارية لصالح منتخبنا في كرة القدم عند وصوله إلى مونديال 1994. كذلك أنشطته وأعماله الإعلامية المتعددة والمختلفة والتي كان أحدثها افتتاحه نشاطا إعلاميا وعلاقات عامة في جدة مؤخرا.. وهو الذي يرعى ابناء أخيه الراحل فتحي «سعاد، دندن، وفاء وسارة» ويتمنى أن يكون امتدادا لاسم والده بكر يونس وكذلك طاهر زمخشري وعمر كدرس، سلوى رحمها الله والتي توفيت ولحق بها ابنها بندر في حادث سير منذ 4 سنوات، سعود وهو رياضي وله علاقة بالفنون أيضا وهو الذي تحدثنا عنه في جولته الرياضيه التي قام بها بعد موافقة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله مع شقيقه محمد للترويج ومؤازرة المنتخب في أول وصول له إلى نهائيات كأس العالم، إيمان بكر يونس وهي المخرجة ومنفذة الإعلانات المعروفة، وأخيرا حنان بكر يونس التي امتهنت الطرب وقدمت نفسها مغنية باسم وعد وأصابت من الشهرة والانتصار ما أصابت. قالوا عنه ويقول الموسيقار غازي علي: أوووه صداقة عمر جمعتني مع الراحل بكر يونس إلى آخر أيام حياته حيث كنت أزوره في الرياض عندما انتقل عمله إلى هناك، وعندما كنت أمثل في برامج الأطفال الإذاعية وتحديدا في برنامج بابا عباس ومعنا محمد حيدر مشيخ وعزيز ضياء بدأت علاقتي به مسؤولا إعلاميا، كان ذلك منذ أكثر من 50 عاما وكان يقوم بأدوار البطولة يومها. ومما أذكره عن الراحل أنه أطال البقاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما رافق الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله في رحلته العلاجية هناك وكان جيدا في لغته الإنجليزية وكان صاحب صوت جميل عندما يغني .. كان يغني بالعربية والإنجليزية وعند عودته من أمريكا كان يغني لنا دوما إحدى أغنيات فرانك سيناترا. ويقول المخرج عبدالرحمن المقرن: بدأت حياتي العملية في الإذاعة في جدة ونقلت للعمل في الرياض ذهبت بتكليفي إلى الرياض ولم تكن إذاعة الرياض قد أسست بعد وهناك مكتب لإذاعة جدة يعمل من الرياض فعملت فيه وكان مديره آنذاك بكر يونس يرحمه الله، ثم بعد أن أسست إذاعة الرياض وقدمت أعمالي الإذاعية التي كان أكبرها شهرة «زين وشين»، وهنا أذكر أن الراحل بكر سلمني بناته الثلاث هاويات التمثيل دنيا وسناء ووفاء قائلا: خذ تولاهم في برنامجك. وأذكر أننا كنا في رحلة بر مع الملك سعود ولم أكن مع الجميع أثناء توزيع الشرهة فبحث عني ليجدني ويرسلني فورا للحصول عليها.. وكتب عنه الإعلامي حسين العسكري مدير عام إذاعة جدة سابقا مايلي: تعرفت على الزميل بكر يونس يرحمه الله قبل أن أراه ففي مطلع التحاقي بإذاعة جدة عملت محررا في إدارة الأخبار وكانت الوسيلة الوحيدة لتلقي الأخبار المحلية الهاتف ولأن الزميل بكر يونس كان مندوب الإذاعة المرافق للملك سعود يرحمه الله فكان يملي أخبار الديوان الملكي واستقبالات ورحلات الملك عليه رحمة الله يمليها بالهاتف سواء من جدة أو من الرياض وكان المحرر في الأخبار يستقبل مكالمات الزميل بكر يونس وكنت بطبيعة عملي أتلقى هذه المكالمات. وجاء الزميل بكر إلى جدة في معية الملك سعود يرحمه الله وكان يجيء إلى إدارة الأخبار ليقرأ النشرة الإخبارية فتعرفت عليه شخصيا. كان يرحمه الله على خلق كريم كما كان مثقفا يجيد الإنجليزية بطلاقة لأنه تلقى تعليمه الجامعي في جامعة بغداد. طلق المحيا بشوش الوجه لم نعرف عنه طوال السنوات التي رافقنا فيها وهي ليست بالقصيرة لم نعرف أن صدرت عنه كلمة كدرت صديقا أو زميلا. كانت سمته التواضع حتى مع صغار الموظفين الذين كانوا يفرحون به عند لقائه لأنه فيما بدا كان لا يحجب عونه المادي عن المحتاجين منهم! ولم يكن ليعلن عن ذلك أو يفاخر به لكننا كنا نعرف ذلك من هؤلاء وكان قنوعا لم يسع إلى استغلال موقعه الوظيفي واكتفى بما قسم الله له من الرزق كانت ثروته خلقه الكريم. لقد رحل الزميل بكر عن دنيا الناس تاركا ذكرى عطرة لدى عارفيه كما ترك ابنه فاصلة سارت على طريقه في مجال الإعلام وهي الإذاعية المقتدرة دنيا بكر يونس التي خسرها الإعلام باعتزالها.
