لا غرابة أن تهتز الأمة أجمع، بل العالم بأسره؛ لأن وعكة طارئة ألمت بظهر عبد الله بن عبد العزيز؛ لأن خادم الحرمين الشريفين هو ظهر الأمة الذي حمل همومها مجتمعة على اختلاف أوزانها وأثقالها وأنواعها وتعقيداتها وتشعب مسالكها واختلاف هوية وأهواء أطرافها بينما عبد الله بن عبد العزيز يحمل هوية واحدة هي هوية المسلم الإنسان وهوى واحدا هو السلام. هو الظهر الذي حمل هم قضية العالم (القضية الفلسطينية)، وهو الظهر الذي حمل هم العراق، وهو الظهر الذي حمل هم لبنان، وهو الظهر الذي حمل هم حوار الأديان، وهو ذات الظهر الذي جاء مباشرة من نيس إلى جازان ليطمئن على أبنائه من ضحايا حمى الوادي المتصدع، وهو ذات الظهر الذي انحنى ليدخل الأبواب الضيقة منخفضة السقف في بيوت الفقراء، عندما زارهم (لم يكتف بإيكال من يزورهم)، وهو لم يستكثر هذه الانحناءة عليهم لكنه استكثر أن تكون أسقف بيوتهم تستدعي الانحناء، فبادر باستراتيجية محاربة الفقر وتسهيل القروض وبناء المساكن التي لا تستدعي إنحناء الظهر، وذات الظهر الذي انحنى لدخول بيوت الفقراء، انحنى احتراما له وإجلالا لأعماله الإنسانية رئيس الدولة العظمى في العالم لأنه يدرك أنه ظهر الأمة. ظهرك يا ملك الإنسانية آثر المشي على الوقوف، والوقوف على الجلوس فمشى في أنحاء المعمورة لينشر السلام، ووقف ليقدم الكرسي لمواطن يشتكي له (من غيره إلي أقعد الكرسي لمواطن يشتكي له، من غيره اللي شال هم الناس في صبحه وليله؟) ومثل هذا الظهر لن يرى إلا كل خير فأكف الحجيج سترتفع لتدعو له، وقلوب سكان المعمورة تخفق حبا له وتضخ الأمنيات بسرعة شفائه، وفي هذه العشر المباركة يدعو المصلون ربهم لك بالشفاء العاجل، وفي يوم عرفة يناجي الصائمون ربهم بأن يكشف الضر عنك (اللهم كاشف الضر عن أيوب وراد البصر إلى يعقوب اكشف الضر عمن خدم الحرمين وكفل اليتامى وأنصف المظلومين وهب لنجدة المستنجدين من المرضى والفقراء والمحتاجين وعم خيره وعدله ورعايته القريبين والبعيدين). www.alehaidib.com