وقع الدكتور فهد العرابي الحارثي البارحة الأولى في بيروت كتابه الجديد «المعرفة قوة .. والحرية أيضا»، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين علي عواض العسيري، والملحق الثقافي الدكتور منير القرني، وعدد من المثقفين والإعلاميين. وتضمن حفل التوقيع كلمة للسفير علي العسيري تحدث فيها عن المؤلف قائلا: «الحارثي أعطى المكتبة العربية والمملكة والشعب السعودي كل خبرة ومعرفة وعلم»، فيما قال الكاتب فؤاد مطر: «كتاب الدكتور فهد الحارثي الجديد لا يكتفي بتشخيص الحالة العربية عموما، وإنما نراه كما يشخص الداء وينصح بالدواء من وجهة نظره كأكاديمي عاش في رحاب العوم والمعرفة في باريس قبل أن يعود إلى المملكة للمساهمة في الحركة الثقافية»، وأضاف «في هذا الإطار نراه ينتقد الذين يسبب الاختلاف والتعدد لهم عسر الهضم والتشتت، ويرى أن التعدد والتنوع هما الأفق الفسيح للحرية والإبداع»، وأشار إلى أن الانتقال من الاستهلاك إلى الإنتاج هو أول الطريق إلى الاستقلالية. ورأى فؤاد مطر أن الحارثي في كتابه يرثي حال المبدعين من العلماء العرب الذين لا يعودون إلى ديار الأمة نتيجة تكبيل مواهبهم وإعاقة قدراتهم، فضلا عن أنه لا ميزانيات ولا تجهيزات ولا مناخات ولا بيئات تقدر أهمية ما يفعلون. وتحدث الحارثي عن مضمون كتابه الذي يحتوي 13 فصلا، قائلا: «المستقبل ليس هدية.. المستقبل إنجاز، لذلك أؤمن بهذه المقولة وهي أهم ما يلخص الفكرة الرئيسة للكتاب»، وأضاف «الإنسان العربي دفعته ظروف مجتمعه، وعلى رغم منه، إلى حالات متقدمة جدا من الإحباط واللامبالاة والاكتئاب الشديد، فانعزل عن همومه الوطنية والقومية، ورضي بالانهزام والانكسار والانطواء، فلا هو كما يرى المؤلف، بالكريم في داره، ولا هو بذي قيمة تذكر في موازين القوة فوق الكوكب الذي يعج اليوم بالأقوياء والأذكياء والفصحاء من بناة الرفاه والمستقبل». وزاد في كلمته يدخل العرب اليوم القرن الجديد وهم أضعف مما كانوا عليه في القرن الماضي، فالأمية الهجائية مازالت فائقة، والأمية العلمية والثقافية لا قبل لأحد بمواجهتها، وبؤر الفقر والعوز تزداد توسعا، والحكومات والمليشيات والطوائف والعرقيات منشغلة بالحروب «ست جبهات مشتعلة الآن في العالم العربي، ومثلها جاهزة للانفجار في أي لحظة»، والعرب لم ينتبهوا حتى الآن إلى الوقت الذي يفر من بين أيديهم وهم يواصلون غرقهم واندثارهم، وخروجهم من حلبات السباق. وتساءل الحارثي الذي يحمل شهادة دكتوراة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون في باريس، قائلا «لننظر إلى حجم الزيف فيما يراه العرب من وهم التحضر الذي أحرزوه في تاريخهم الحديث، فأي تحضر هذا إن لم يكونوا هم الذين صنعوه بأنفسهم، أي: بقواهم البشرية وبسواعد شبابهم المكتنزة بالمعرفة، أما إذا هم يشترونه بالسخي من أموالهم، كما هو حاصل الآن، فهذا ليس سوى تحضر مزيف».