بعد أقل من شهر على فاجعة جرف سيارة أسرة ومقتل سيدة وابنتها في سيول تعشر في جازان، عاودت السيول الداهمة جريانها في اليومين الماضيين والتهمت سيارات، وتمكن سائق حافلة من النجاة بنفسه تاركا مركبته تتلاعب بها المياه، كما نجا أيضا سائق مركبة أخرى، فيما فشل الثالث البالغ من العمر 60 عاما في الخروج من المقصورة، وألقت التيارات المائية جثته إلى مسافة أربعة كيلو مترات، وتم العثور عليها بعد محاولات بحث مكثفة من فرق الدفاع المدني وبعض الأهالي المتطوعين. جددت السيول الأخيرة مطالبات أهالي القرى الجنوبية بضرورة إنشاء جسر يربط بلداتهم مع محافظة صامطة. ورجع المتحدثون ل«عكاظ» بذاكرتهم إلى نحو شهر عندما جرفت السيول امرأة وطفلتها وانضم إلى الضحايا أمس الأول سائق المركبة الستيني. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان النقيب يحيى القحطاني، أن أمطارا غزيرة هطلت على بعض محافظات المنطقة شملت العيدابي، صامطة، أبو عريش والحرث، ما أدى إلى جريان أودية ليه، ذهبان، خلب، الملح ووادي تعشر المنقول من اليمن. وبين المتحدث أن فرق الإنقاذ بمساندة المواطنين عثرت على جثة غريق سعودي جرفته سيول وادي تعشر البارحة الأولى عندما كان عابرا بمركبته. وتم نقل جثته عن طريق إسعاف الدفاع المدني إلى المستشفى العام في الطوال. وأضاف النقيب القحطاني أن سائق سيارة احتجز في وادي تعشر قبل أن يتم إجلاؤه دون خسائر، واستطاع سائق ثان النجاة بنفسه. على صعيد ثان جرفت سيول منقولة من اليمن مجهولا في وادي الملح. وتلقت فرقة الإنقاذ والإسعاف والغوص في الدفاع المدني في صامطة بلاغا عن الحدث وحركت إلى المكان فرقة غواصة أجلت الجثة إلى مستشفى صامطة. وذكر المتحدث في الدفاع المدني النقيب يحيى القحطاني أن الغواص أخرج جثة الغريق من عمق الوادي. واتضح أنه من المقيمين بطريقة غير مشروعة. إلى ذلك أبدت قطاعات كبيرة من المتنزهين في أودية محافظة العارضة مخاوفهم الجدية من حفرية عملاقة مليئة بمياه السيول وتتوسط الوادي. وقالوا ل«عكاظ» إن الحفرية باتت مثل المصيدة تتنظر ضحاياها، حيث ابتلعت من قبل عددا من المواطنين والمقيمين. وأنحى المتحدثون باللائمة على شركة مكلفة بمشروع توسعة طريق، حيث أحدثت الحفرة وتركتها على حالها دون حماية أو سياج مانع. وحث المواطنون جهات الاختصاص بإلزام الشركة بإجراء تدابير احترازية تضمن سلامة العابرين والمتنزهين وعدم تكرار ما حدث في فترات سابقة عندما ابتلعت حفرية في وادي مشرف شابين في مقتبل العمر. وبحسب الموطن علي عبده الذي وصل من صبيا للتنزه فإنه ظل يضع يده على قلبه خوفا من حدوث مكروه لأطفاله الصغار أثناء لهوهم في الوادي، لكن عبده يحيى أبو صمه السفياني يأمل خيرا في جهات الاختصاص لمعالجة الوضع الخطير. ويتفق معه في ذات الاتجاه على العياشي الذي يطالب بمحاسبة الشركة بسبب ما أسماه تهديد سلامة المواطنين.