يفر الأهالي إلى وادي ضمد في منطقة جازان، من تعب الحياة، من صخبها، همومها، وأوجاعها، ليلقونها على ضفافه، ويعودون منه خفافا، بصفحات بيضاء يملأونها من كدح الحياة ومشاغلها. يلجأ الشبان إلى الوادي في إجازات نهاية الأسبوع والإجازات المدرسية، للجلوس والاستمتاع بطبيعته البكر الساحرة، باللون الأخضر الذي يحيط بهم، وبرك الماء الصافية، وشدو الطيور. يؤكد فهد مفتاح إن طبيعة وادي ضمد تنسي زائرها الهاربين من ضجيج المدن وزحام الشوارع، هموم الحياة وهواجسها، وخصوصا في الأيام التي تتلبد فيها السماء بالغيوم وتتساقط منها المطر هتانا. فيما يقول حسن علي إبراهيم، وهو أحد اللاجئين إلى جمال الطبيعة في الوادي إنه يتجه إلى الوادي بحثا عن الراحة من زحمة المشاوير والأعمال الروتينية المملة القاتلة، وخصوصا بعد هطول الأمطار، التي تزداد بها طبيعة الوادي جمالا فوق جمالها. أما عبدالله حيدر، فيفضل زيارة الوادي شتاء، عندما تتحول جنبات الوادي إلى بساط أخضر مطرز بزهور السكب وغيرها من الزهور البرية، لتصنع مناخا من الهدوء الذي يتيح للزائر الاسترخاء من تعبه ونسيان همومه. ويشير حيدر إلى أن الوادي يستقبل المئات من الباحثين عن الهدوء بين أحضان الطبيعة، محذر في الوقت نفسه من «غدر الوادي» الذي قد يداهم كل من يقف في طريقه، خاصة مع هطول الأمطار. وينوه أحمد معافا، إلى أن الوصول إلى الوادي كان صعبا في الماضي، لكن تمهيد الطرق إليه ساهم في إقبال الزوار إليه بأعداد كثيفة، وخصوصا في الفترات التي تلي هطول الأمطار، إضافة إلى إجازة نهاية الأسبوع، للاستمتاع بمشاهد الماء العذب المتدفق من بين الصخور، والتجول بين أشجار الدوم والبردي، فيما تفوح رائحة الحنيذ من مواقد الزائرين.