يبدو لمتابعي المونديل الأسد أكثر لطفا بألوانها الأربعة: الأصفر، الأخضر، الأسود والأبيض في تعويذة المونديال، مبتسمة في ألوان زاهية يلعب الكرة مرة ويركض أخرى ويغمض إحدى عينيه مازحا كشخصية كرتونية. أما في الواقع فالأسود تنتظر الزوار من اللاعبين في «منتزه الأسود» على أطراف مدينة جوهانسبيرغ، في موقع مفتوح بين هضاب مغطاة بالحشائش تتوزع بينها الغزلان وقطعان من حمير الوحش والثيران البرية. الدالف إلى الحديقة يقف في طوابير طويلة مع المشجعين أما اللاعبون فيدخلون من أبواب خاصة بالمجموعات السياحية والزوار المهمين. يوفر المتنزه فرصة مداعبة الأشبال الصغيرة وتحسسها مع تعليمات صارمة بعدم مس أجزاء خاصة مثل أسفل رأس الأسود الصغيرة من الخلف أو الأفراط في استفزاز الحيوانات. بجوار الأسود زرافات ضخمة تنحني لأيدي اللاعبين والمشجعين لالتقاط الأكل من أيديهم، بينما يستغل البعض الفرصة لالتقاط الصور مع نجوم كرة القدم العالمية. التجربة الأهم بالنسبة للزائرة هي استقلال سيارة مصفحة ومغطاة بشبك حديدية لزيارة الأسود في أماكن راحتها. ينطلق ماندوا سائق المركبة والمرشد السياحي في الوقت ذاته بالراكبين معه من مختلف دول العالم إلا أن اللغة الإنجليزية تبقى لغة التفاهم بين الجميع، ولا يتوقف عن سرد معلومات عن الطبيعة الجغرافية للمكان وكيف تعيش الحيوانات وأنواعها وكم منها ولد في المنتزه. يطلب ماندوا من رفاقه أن ينتبهوا لأنه سيدخل إلى عمق منطقة الأسود ثم يتوقف عندها مواصلا شرحه بين تشوق البعض وخوف آخرين من الوضع في المتنزه والسؤال عن قدرة الأسود على الدخول إلى المركبة. يضحك المرشد السياحي ويطمئن ضيوفه بأن الوضع آمن ويكمل شرحه عن الأسود وأنواعها وطرق تكاثرها والوجبات التي تأكلها أسبوعيا وقدرتها على تحمل العطش لأيام.