في النصف الجنوبي البارد هذه الأيام من الكرة الأرضية، الهبت كرة القدم الأجواء والقلوب والعقول وحماس مئات الآف من المشجعين المقبلين من أصقاع الدنيا لتذوق حلاوة المستديرة وسحرها وجنونها. ألوان من البشر تلتقي في جنوب أفريقيا وتتوزع في مدنها منذ ال11 من يونيو لتعيش شهر عسل كرة القدم، والأهم بالنسبة للجميع هو كأس العالم الذهبي والذي يعتبرونها في البلاد التي تصدر 60 في المائة من الألماس عالميا أغلى من أي شيء آخر، إذا أن متعة ومنافسات وتحدي البطولة الأقوى والأهم في الكرة الأرضية. «عكاظ» زارت جنوب أفريقيا وتصفحت وجوه البلاد التي تحتضن المونديال العالمي، وجوه أخرى وكثيرة في الشوارع الخلفية للتظاهرة العالمية، ألوان وثقافات وأهازيج وتعابير خاصة لكل بلاد يمارسون طقوس الفرح في الشوارع والميادين والطرق المؤدية للملاعب وحتى في المتنزهات. كل شيء هناك يلبس ثوب كاس العالم تشتم رائحة المناسبة وتنتفس التحدى في كل مكان: الشوارع ملونة، الناس يرتدون ملابس وأزياء بألوان الفرق، السيارات متوشحة بالأعلام وأخرى تخرج أعلام الدول من قلبها إلى السماء، مشجعي الفرق الفائزة يرقصون في الشوارع، باعة أدوات الفرح والتشجيع يسرون في شرايين المدن وحول الملاعب. الصورة في أرض الحدث مختلفة أجاد الأفارقة تزيينها رغم المخاوف التي تتصاعد، بثوا ثقافتهم الخاصة وجاء العالم ليستمتع. لا توجد لغة صعبة في المونديال الكل يتحدث بلغة الكرة والمتعة حق مشروع لعشاق اللعبة الأكثر شعبية في العالم. الملفت للنظر في المونديال بحسب المتابعين للحدث والراصد الميداني للتظاهرة هو الانصهار والتقاء البشر بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم ومذاهبهم، لا يجيدون إلا لغة التعليق والتحليل والسؤال عن آخر النتائج، والاستمتاع بتفاصيل جنوب أفريقيا المسكونة بالغرابة والأماكن الطبيعية الساحرة والحيوانات التي لا يمكن أن تشاهد عن قرب الا في تلك البلاد. زوايا وخفايا التقطتها «عكاظ» تقدمها في الجولة التالية بين الطرق المؤدية إلى المباريات وما يحدث فيها من غرائب وطرائف، واللقاء مع آخرين في قلب الحدث لا يستطيعون مشاهدة المباريات، والتقليعات والاستعرضات التي تقدم بين شوطي المباريات، والمدرجات وما تحويه من تفاوت في الحضور وإمكانيات كل زائر للبلاد من المشاهدة على طريق فنادق الخمسة نجوم وآخرون يقفون حتى تنتهي المباراة، وينتقل المشهد إلى قلب مدينة جوهانسبيرغ حيث ساحة مانديلا أو «مانديلا سكوير» وزيارات آلالف يوميا للتسويق والسؤال عن سيرة المناضل الأسمر، وبعيدا عن أجواء المنافسة تتحول الأدغال وحدائق تربية الأسود إلى تجمع لأبطال الفرق يطلبون ود الأسود من خلف الحواجز الحديدية، وقصص ولقطات أخرى تنشرها «عكاظ» اليوم وغداً على حلقتين: مزيد من التفاصيل.