«أنت في قلب جوهانسبيرغ النابض انطلق»..يضحك سائق التاكسي عقب أن يوصلك إلى وسط المدينة حيث السوق المركزي المطل على «مانديلا سكوير» أو ساحة الزعيم نيلسون مانديلا، يتبادل السائق مع زبائنه النكات وعبارات التشجيع لمنتخب بلاده حتى وإن خرج من المونديال. أطياف بشرية تلتقي لتتبضع وتتذوق تفاصيل جنوب أفريقيا التي تجتمع في هذه الساحة المحشوة بوجوه السكان المحلين القادمين من القرى والمناطق البعيدة للتسوق مع ضيوف البلاد الزائرين للأرض والبطولة. في النهار يستمتع المشجعون بمتابعة مباريات كرة القدم التي تنظم نهارا مع أقداح القهوة تحت الشمس لتخفيف البرودة، أو حتى للاستمتاع بالشمس ذاتها، إذ إن كثيرا من المشجعين أتوا من بلدان لا يرون الشمس فيها. صيحات هنا، واغانٍ هناك، وآخرون يتلقطون صورا مع التمثال النحاسي للزعيم الرمز. يتحدث كارولس مندوزا المشجع المكسيكي عن تجربته: «أتيت مع أصدقاء من بلجيكا وهولندا استمتعنا بالأجواء وشاهدنا أجناسا مختلفة التقطنا معهم الصور، الناس يجتمعون هنا من أجل الكرة وهذا من أجمل وجوه هذه اللعبة». يلتقط ديفيد الهولندي زمام الحديث من صديقه ليكمل: «في كثير من دول العالم تزور أماكن تاريخية أو نصب تذكارية لزعماء أو رموز ماتوا أما في جنوب أفريقيا مانديلا مازال حيا أتمنى أن ألتقيه ورفاقي». تفاصيل الساحة ومرتادوها يعتبرها البعض ترجمة لرؤية مانديلا للسلام والمساواة والانصهار بين البشر وشيوع المحبة الإنسانية. في الليل يتغيرالمشهد في الساحة ويجتمع المشجعون باختلاف أطيافهم لمتابعة المباريات بعيدا عن تعقيدات الوصول إلى الملاعب، ويشعر المتابع بأنه في قمة عالمية شعبية دون بروتكول أو ترتيبات أمنية وكل شيء عفوي وعلى طبيعته ولا تحوي الأجندة إلا المتعة والحماس.