أيد المشاركون في المنتدى العالمي للوسطية فكرة تأسيس رابطة اتحاد كتاب التنوير والتجديد في الفكر الإسلامي، لمواجهة الأفكار التي تروج في الثقافة الغربية أن الإسلام دين عنف، وبعد ظهور «إسلاموفوبيا». وأعلن أمس في القاهرة عقب اختتام المنتدى تأسيس مجلس مبدئي لأمناء الرابطة، يتكون من الدول العربية، والاتفاق على مشاركة الكتاب المستنيرين الذين يتبنون خطا إصلاحيا وسطيا في التعبير عن الإسلام في الرابطة، وسيتم عقد اجتماع تأسيسي تنظيمي في وقت لاحق. وسيكون مهمة الرابطة رعاية التيار التجديدي في العالم الإسلامي رغبة في الاستفادة والتنسيق بين الأعمال والجهود المبذولة، والاطلاع على المشاريع التي تتم تحت عناوين التجديد والتنوير ومواجهة الفكر المتطرف. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد كمال أبو المجد إلى أن المسلمين بحاجة، في هذا المنعطف من التاريخ الإسلامي، إلى شجاعة الاجتهاد لمواجة تفكك الأمة. وتطرق أبو المجد في حديثه في «المنتدى العالمي للوسطية»، إلى قضية «التنوير»، موضحا أن وجودها يكون في إطار المحافظة على الأصول والثوابت، وتوظيف التعددية التي يؤمن بها الإسلام، تنويعا ينتفع به الناس ويتجمعون حوله لا أن يتفرقوا. وأكد أبو المجد أن الرأي في القضايا الجزئية يجب أن يكون مفتوحا، وأن يمارس فيه الاجتهاد بشجاعة، مبينا أن العالم لم يعرف عن الإسلام إلا القليل، فأساء الظن به، إما عن جهل أو سوء فهم، أو عن تقاعس منا، مضيفا «يجب علينا الخروج من هذا النفق الذي نعيش فيه»، موضحا أن الإشراق والتنوير والنهضة والتقدم أمور كلها فرض عين.. وألمح أبو المجد إلى أن لكل عصر احتياجاته وظروفه وتحدياته، ومن هنا فإن ممارسة الاجتهاد هو أمر متصل، فهناك خريطة جديدة في العالم يجب أن نتواصل معها، ونحتاج للخروج من هذه الأزمة بالعقل والنقل معا، ونستفيد من خبرات الشعوب الأخرى، مطالبا بتطوير المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وأن يمارس التجديد والإبداع في الرؤى، بدلا من الخطاب الجامد. وفي الوقت الذي أوضح فيه الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية الدكتور مروان الفاعوري أننا في حاجة ماسة للإسهام في تجديد طرائق التوعية عند الصفوة لإنتاج علم راشد، فإن رئيس مكتب المنتدى في القاهرة المحامي منتصر الزيات يشير إلى أن التجديد لا يمس ثوابت وأصول الدين، «لكننا نريد أن يتعلم الناس فقه الحياة».