إشراك المجتمع في ورش عمل وأخذ انطباعاتهم عن الهيئة

أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ل "عكاظ" :

أكد أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية الدكتور غازي بن غزاي المطيري أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كانت أساسا للمنهج العلمي والعملي الذي ينبغي أن يكون عليه الكرسي، مبينا أن ذلك يتمثل في أمور عديدة منها مطالبته بألا يقتصر عمل الكرسي على منطقة المدينة المنورة فقط، وأن يكون التركيز على العمل أكثر من مجرد رصد الإحصاءات والبيانات.
وأوضح المطيري أن الكرسي بدأ في العمل من خلال عقد ورش العمل والدورات التدريبية والمحاضرات، لافتا إلى أن الهدف الرئيس من الكرسي هو مساعدة عضو الهيئة على تنمية مهاراته وثقافته ومقدرته على العمل الميداني وإكسابه بما يلزم في التعامل مع الجمهور والتصرف في كل المواقف التي تواجهه، كاشفا عن وحدة نسائية خصصت لتدريب المتعاونات مع الهيئة على التعامل المثالي.. فإلى التفاصيل:
توجيهات الأمير نايف
• فيم تركزت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز خلال لقائه بكم الأسبوع الماضي؟
من واقع تخصصي الأكاديمي في دراسات الدعوة فقد سمعت من الأمير نايف ما لم أجده في الكتب، واستفدت منه أكثر مما قرأته في البحوث، فهو ذا شخصية عبقرية فذة.
أعطيك مثالا على ذلك، فمن أطروحاته النادرة التي ربما لا يتفتق عنها عقل بشري أو عالم قوله «إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينبغي أن يحصر في معنى ضيق ويجب أن يسع جميع المعاني الدعوية والإصلاحية والتوعوية والوقائية»، فهو يرى أن الأمر بالمعروف أوسع مفهوما وتطبيقا؛ مفهوما من حيث المعنى، وتطبيقا من حيث العمل. ولذلك دعا لأن تكون الدراسات شاملة وعامة وألا تقف عند حدود معينة، بل يجب أن ترصد الأخطاء والأفكار الضالة والمنحرفة والسلوكيات غير السوية وهذا مفهوم متقدم جدا، كما ركز على أن يشارك الكرسي في خدمة المجتمع ويكون وسيلة لتوجيه ومساعدة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وذكر الأمير نايف أن الشعارات والأرقام ليست مهمة بقدر أهمية العمل، وأنه ينبغي على الكرسي أن يلامس الواقع وأن تكون جهوده ظاهرة وبينة ومؤثرة، مبينا أن هذه الكراسي تعتبر خطوة تقديرية كبرى لدفع الهيئة نحو التقدم، وهي خطوة مقدرة من سموه. وإني بهذه المناسبة أدعو الباحثين إلى دراسة هذه الشخصية العبقرية وسيجدون فيها مساحة واسعة للبحث والتنقيب والاستفادة.
• ماذا مثلت لكم الكلمات التي وجهها الأمير؟
كلماته كانت نبراسا لنا ومنهجية علمية وعملية، فخلال ساعتين استفدنا من علمه وخبرته وبعد نظره وسعة أفقه الشيء الكثير، وبدأنا بدورنا في تفعيل هذه التوجيهات وسوف نصدر في الكرسي قرارات تفعيلا لتوجيهات الأمير نايف.
• هل سيكون هناك رفع مستمر للأمير نايف بالنتائج التي تتوصلون إليها كل فترة وأخرى؟
سوف نزود الأمير نايف بتقارير عن نشاطات الكرسي وأعماله وتطوراته، فهو حريص جدا على أن يؤدي الكرسي دوره على الوجه المطلوب.
فكرة الكرسي
• كيف نشأت فكرة إطلاق كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
بدأت الفكرة بالتعاون بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجامعة الإسلامية ثم عرض الأمر بخطاب من الرئيس العام الشيخ عبد العزيز الحمين إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لأخذ موافقته في إطلاق اسم الأمير نايف على الكرسي الذي تعزم الجامعة الإسلامية إطلاقه، وصدرت موافقة الأمير نايف في 20/6/1430ه، وكان مدير الجامعة الإسلامية حريصا على أن تؤدي الجامعة كاملا وتجنيد كل الإمكانات لذلك، باعتبار أن هذا الكرسي يحمل اسم الأمير نايف وأول كرسي ينشأ فيها.
• وماذا أنجزتم خلال فترة التحضير لإطلاق الكرسي؟
بعد اتصالات بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجامعة الإسلامية أصدر مدير الجامعة قرارا بتشكيل مجلس الكرسي، وبدأ الاستعداد لحفل التدشين في شهر شوال الماضي، ووضع فريق العمل الرؤية والرسالة والأهداف لعمل الكرسي من خلال فريق العمل الذي شكله مدير الجامعة. بعد ذلك تم تحديد موعد حفل الافتتاح الذي افتتحه الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة وحضره الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحمين ومدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا.بعد ذلك عقدت ورشة العمل الأولى الخاصة بوضع الخطة الاستراتيجية، دعي إليها المتخصصون والخبراء من داخل الجامعة وخارجها، وكان هناك قسمان أحدهما للرجال والآخر للنساء الأكاديميات والمتخصصات في مجال الدعوة في دار الحديث المدنية، وكانت هناك أربع ورش عمل في قسم الرجال وثلاث في قسم النساء، وبعد ذلك تم جمع التوصيات وبدأ مجلس الكرسي في دراستها وبلورتها وتلخيصها في خطة الاستراتيجية لعمل الكرسي على مدى ثلاث سنوات.
• وماهي التوصيات التي صدرت في ذلك الوقت؟
التوصيات كانت عبارة عن دراسة فكرية ودعوية تدور كلها حول محاور محددة حاولنا تقسيمها حسب أهداف الكرسي، فمنها الدراسات والمحاضرات والأبحاث العلمية والمنح والندوات العلمية المحاضرات والحقائب التدريبية.
والخطة الاستراتيجية ستعرض على مجلس الكراسي العلمية في الجامعة بعد عرضها على بيت خبرة متخصص في الدراسات الاستراتيجية ثم ترفع للرئاسة العامة ويبدأ التطبيق بها، وتشمل أكثر من 15 بحثا علميا وست دراسات موسعة وأكثر من 100 فعالية على مدار ثلاث سنوات. وإذا تمت الموافقة عليها سيبدأ التطبيق إن شاء الله اعتبارا من 16/10/1431ه ويستمر التنفيذ لمدة ثلاث سنوات.
أهداف الكرسي
• ماهي أبرز أهداف الكرسي؟
من أهم أهدافه إثراء البحث العلمي في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تشجيع الكفاءات العلمية في إعداد الدراسات العلمية النظرية في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التعرف على مدى انتشار بعض الممارسات السلبية والمنحرفة في المجتمع، الإسهام في إيجاد حلول علمية وابتكار وسائل وأساليب جديدة لمعالجة الأفكار المنحرفة والسلوكيات السيئة التي تؤرق المجتمع.
كما أن من أهدافه، تدريب الكوادر المعنية بإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير قدراتها، تأسيس تجمع بحثي للمهتمين بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إعداد جيل من الباحثين وطلاب الدراسات العليا في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إيجاد مرجعية بحثية وتقديم استشارات علمية في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للجهات التي تطلبها داخل المملكة وخارجها، وتيسير تبادل الإنتاج العلمي في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبادل المنافع بين الجامعة والهيئات والمؤسسات داخل المملكة وخارجها.
• وما هي رؤيته العلمية؟
الكرسي عبارة عن برنامج علمي بحثي يسهم في مساندة الدراسات المتخصصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير العاملين فيه، ويقدم الدعم العلمي والمادي لكافة الباحثين بما يحقق أهدافه.
أما رؤية الكرسي فهي الريادة والإبداع في الأبحاث العلمية والدراسات الميدانية المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يسهم في تعزيز أمن المجتمع العقدي والفكري والسلوكي، وللكرسي رسالة هي تعزيز البحث العلمي وتوظيف المعرفة في مختلف مجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسهام في إعداد جيل مميز من المهتمين به والقائمين بأبحاثه من طلاب الدراسات العليا.
• ولماذا اختير مقر الكرسي في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة؟
اختيار الجامعة الإسلامية مقرا للكرسي له هدف خاص، فالجامعة تحتوي على قدرات هائلة من الكفاءات العلمية والعملية، لذلك لم يجد الكرسي عنتا في استيعاب خطته وتطبيقها نظرا لوجود القدرات العلمية والكوادر المكتبية والبنية التحتية سواء كانت علمية أو عملية. وثمة دلالة الأخرى فالمدينة المنورة شمس الإسلام وعاصمته الأولى التي سطعت منها رسالة الإسلام، وهذا له معان عميقة. كذلك فإن الأمير نايف جزاه الله خيرا حريص على إكرام الجامعة الإسلامية وهو يقدر طلاب العلم والعلماء ويحبهم، وكذلك الهيئة لها رغبة في تطوير قدرات أعضائها.
الفئة المستهدفة
• ما هي الفئة التي تستهدفها الحلقات التدريبية؟
تستهدف أعضاء الهيئة تحديدا، فهناك دورات تدريبية في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحقائب تدريبية عن تطبيق الأنظمة الحكومية في العمل الميداني وتثقيف رجال الهيئة بفقه الأوامر التنظيمية الصادرة في هذا الأمر، كما أن هناك دورات تدريبية في الدراسة الميدانية وكيف يستطيع رجل الهيئة أن يضع استبانة ويعد بحثا ميدانيا.
وتوجد حقائب تدريبية خاصة بالتعامل مع رجال الإعلام، وتثقيف رجال الهيئة بالخطاب الإعلامي وكيفية التعامل معه، وركزنا في الكرسي على تنمية خبرة رجل الهيئة العلمية والعملية والميدانية معا، إضافة إلى أن الحقائب موجهة للجنسين، ففي المسجد النبوي توجد بعض النساء اللاتي يعملن في الهيئة وسنعقد دورات خاصة للمتعاونات مع الهيئة وكل النساء اللاتي لهن علاقة بالتوجيه من الأكاديميات والمدرسات وكافة شرائح المجتمع، كما سندعو المتخصصات وطلاب الدراسات العليا في الجامعة وطلاب المنح الذين لديهم دراسات ميدانية لحضور الدورات ليستفيدوا منها.
• وهل تنحصر أبحاث الكرسي في الأعمال الميدانية لرجال الحسبة؟
الكرسي مخصص أصلا لإفادة رجال الهيئة وتقوية ثقافتهم وخبراتهم، ولذلك لن يكون نشاط الكرسي خاصا في منطقة المدينة المنورة فقط بل يشمل جميع مدن المملكة حسب توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف الذي وجه بذلك وكان حريصا عليه.
• وما هي الخطوة المقبلة إذن؟
سوف يعقد الكرسي حلقات نقاش على مستوى طبقات المجتمع سواء الإعلاميين والشباب وغيرهم وسنستمع إلى وجهات نظر الجميع وسوف نعمل على صياغة هذه الآراء لمعرفة ماذا يريدون من الهيئة وماذا تريد الهيئة منهم. هذه الآراء سوف توضع في قالب علمي ولدينا أبحاث كثيرة تعالج كثيرا من المشكلات الاقتصادية والأسرية والاجتماعية التي تتعلق بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى مؤتمر عالمي ضخم في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدعى إليه علماء وباحثون من داخل المملكة وخارجها.
العمل الجاد
• هل لنا أن نتعرف على أبرز الخطط التي يسعى الكرسي إلى تنفيذها؟
الكرسي لديه طموح كبير لتحقيق ما يصبو إليه الأمير نايف الذي وجهنا إلى العمل الجاد وألا يكون الأمر مجرد أسماء وأرقام وشعارات وإحصائيات، ولكن المقصود هو العمل في الواقع. لذلك عزمنا على أن يجمع عمل الكرسي بين ثلاثية العلم والعمل والتطبيق. العلم يتلخص في الأبحاث الموسعة والدراسات العلمية المتخصصة، والعمل من حيث حلقات النقاش والدورات التدريبية. لدينا توجه لمشاركة طلاب إما سعوديين أو ممن لديهم إقامة دائمة. هناك طلاب عباقرة وموهوبين ولكن قصرت بهم النفقة والقدرة على مواصلة الدراسة العليا، والكرسي عازم على أن يعطي هؤلاء منحا بحيث تكون دراستهم في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• نلاحظ أن هناك أكثر من كرسي مخصص لهذا الجانب، ألا يمكن أن يحدث نوع من التضارب؟
لا لن يحدث التضارب، فكل كرسي متخصص في مجال معين، كرسي المرأة في جامعة حائل مختص بدراسات شؤون المرأة. وفي جامعة الملك عبد العزيز يختص بالشباب، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود خاص بإعداد المحتسب، وفي جامعة الملك سعود عن مفهوم الحسبة، أما في الجامعة الإسلامية فيختص بالدراسات العلمية المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• كم تبلغ الموازنة التقديرية المرصودة لأعمال الكرسي؟
الموازنة المرصودة تبلغ خمسة ملايين ريال لثلاث سنوات.
مشاركة المرأة
• ماذا عن مشاركة المرأة في الكرسي؟
أنشأنا وحدة تحت مسمى الوحدة النسائية وترأسها متخصصة في الدراسات الدعوية وهي على قدر كبير من العلمية والكفاءة، وقد باشرت هذه الوحدة أنشطتها في عقد ورش عمل ومحاضرات وندوات ودورات تستهدف الأكاديميات والممرضات والطالبات ونساء المجتمع، ونأمل من هذه الوحدة أن تؤدي دورها المنشود.
• ما هو الهيكل التنظيمي للكرسي؟
المشرف العام الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحمين، وأستاذ الكرسي الدكتور غازي المطيري (أنا)، وهناك أعضاء من أساتذة الجامعة من مختلف التخصصات، منهم من هو متخصص في الفقه مثل الدكتور حمود عوض السهلي، ومتخصص في التربية وهو الدكتور عيد الجهني، وهناك متخصص في الدعوة هو الدكتور سليمان الرومي، وهناك أستاذ آخر يمثل الهيئة وهو مستشار الرئيس العام للهيئة الدكتور سليمان الحبس، ولدينا متخصص في الإعلام وهو عبد الله منور الجميلي، أما رئيسة الوحدة النسائية فهي فاطمة بنت سعود الكحيلي التي تحضر للدكتوراة في الدعوة الإسلامية.
زيارات ميدانية
• هل ستكون هناك زيارات ميدانية لأعضاء الكرسي؟
أعضاء الكرسي سيكون دورهم كبيرا جدا من حيث الإعداد للخطة وتطبيقها والإشراف عليها وكل وحدة مسؤولة عن أنشطتها. هناك وحدة الأنشطة وهي مسؤولة عن المحاضرات والأنشطة، وهناك الوحدة العلمية وهي مسؤولة عن الأبحاث والدراسات، وهناك الوحدة النسائية ومسؤولة عن أنشطتها، وهناك الوحدة الإعلامية ومسؤولة عن الأنشطة الإعلامية وهناك الوحدة المالية المسؤولة عن إعداد موازنة الكرسي.
• هل يمكن إشراك بعض أفراد المجتمع في إعداد هذه الدراسات التي تهمه؟
الدراسات سوف تكون مفتوحة وسوف يعلن عنها من خلال موقع الكرسي على الإنترنت وموقع الجامعة، والآن نبحث عن مصمم لتصميم موقع الكرسي على أعلى المستويات وسوف يكون الإعلان عن الأبحاث من خلال هذا الموقع وموقع الجامعة وعبر الصحف اليومية.