الوجه الإرهابي بامتياز لإسرائيل يعرفه الفلسطينيون والعرب جيدا منذ عام 48 حتى الآن، بدءا بمجازر دير ياسين وكفر قاسم مرورا بقانا الأولى والثانية وحرب غزة العام الماضي حتى قرصنتها الأخيرة ومجزرتها التي لم تستطع أن تقدم لها تبريرا. المسلسل الإرهابي متواصل ولم ينقطع يوما. ذلك الارهاب الوحشي البشع لم يسمى «إرهابا» من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة رغم أنه واضح للعيان ولا يختلف عليه اثنان متفقان على قواعد إنسانية أو قوانين دولية. إلا أن هذا الغرب لم يكتف بعدم محاربة ومعارضة هذا الإرهاب، بل دعمه وعضده بكل الأشكال والسبل العسكرية منها والاقتصادية والسياسية. وكان آخرها تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن الذي ذكر بعد القرصنة الدولية الأخيرة «أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها»، هذا بالإضافة إلى تمييع أي قرار صادر عن مجلس الأمن بحق إسرائيل، هذا إذا لم يتم اتخاذ فيتو الاعتراض ضده والتاريخ مليء بالأمثال. الإرهاب الإسرائيلي لم يقتصر على قتل الفلسطينيين في بلادهم، بل لا حقهم في البلدان الأخرى ذات السيادة، كما فعل في لبنان وتونس ولندن وآخرها قضية المبحوح التي أثبتت شرطة دبي ليس فقط ضلوع الموساد في هذه العملية، بل أثبتت أن الموساد اخترق الأمن الغربي ذاته واستخدم جوازات أسترالية وبريطانية وفرنسية وأمريكية، وذاك يعني أحد أمرين إما أن هذه الدول تمارس الإرهاب أيضا عبر تسهيل العمليات الإرهابية لإسرائيل بإعطاء جوازاتها للموساد الإسرائيلي لينفذ عملياتها وعملياته في ذات الوقت وإما أن الموساد استطاع أن يخترق أمنها ويتعدى على صميم هويتها وفي كلتا الحالتين إسرائيل أو معها الغرب دولة إرهابية. من ناحية أخرى، العرب أيضا خبروا وعرفوا جيدا إرهاب تنظيم القاعدة الذي قتل من المسلمين ومن المسالمين الآمنين ربما لا يقل إن لم يكن أضعاف ما فعلته إسرائيل وخبروا أيضا التطرف والتشدد والإقصاء كمقدمات لصنع الإرهاب، وأصبح من مصلحة شعوبنا وبقائها ونمائها محاربة هذا الإرهاب ومصنعاته بلا هوادة. الغرب هنا له موقف مغاير عن موقفه تجاه إسرائيل، ذلك أنه بعد أن خلق الإرهاب ذاته، انقلب السحر على الساحر وأصبح هو هنا يعاني من الإرهاب الذي لازال يهدده في عقر داره وما سيارة تايمز سكوير ببعيدة. هنا يتم رفع الصوت عاليا تجاه هذا الإرهاب. ورغم أحقية ذلك إلا أنه موقف منافق ومصلحي ولا أخلاقي ومتناقض وازدواجي، لأن الإرهاب صنعة واحدة وتعريف واحد والسكوت على الإرهاب في أي مكان هو دعم له في الأماكن الأخرى. ولا أستغرب أبدا أن تكشف الأيام أن الموساد اخترق القاعدة كما اخترق كل الدول الأوروبية وأنه يتعامل معها مخابراتيا ولمصلحة مشتركة. إنها تغذية مرتجعة feedback على ما تفعله إسرائيل ولمصلحتها. كل مراقب دقيق خبر أن محل قرارات بوش المتعجرفة بل والإرهابي في بعض الأحيان كان يسبقها خطاب لبن لادن أو الظواهري ليسهلوا له المهمة. واتفق تماما مع المصدر الأمني الذي صرح ل«الوطن» يوم الأحد 6/6/2010 والذي تطرق فيه إلى أن القبض على هيلة القصير تم قبل عدة أشهر لكنهم قاموا بالإعلان والادعاءات والتحريض على هيلة القصير لسحب الأضواء الإعلامية عما يجري في غزة هذه الأيام. أحداث غزة في 1/6 أما إعلان القاعدة فكان في 2/6 وها هي جرائدنا وكتابنا يتحدثون عن هذا الحدث الذي يجب الحديث عنه والتنبيه لمخاطره بالطبع، لكنه كان على حساب أحداث غزة وحصارها وذاك مصلحة لإسرائيل. الغرب ليس جادا أبدا في محاربته للتطرف والإرهاب وستدفع شعوبه أثمانا عالية إذا توهم بقدرته على هزيمة أحد أجنحة الإرهاب في الوقت الذي يدافع فيه عن الجناح الآخر وهو إسرائيل، ورغم التحذيرات التي طرحها تيرايوس حول هذا الربط، إلا أن المتنفذين وذوي المصالح لهم رأي آخر. الضحية هنا هي شعوبنا التي تقع بين ناري المتطرفين والإرهابيين وعلى حساب تقدمنا وتطورنا ونمائنا الفكري والإنساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. إسرائيل ستبقى الأس والمصدر للإرهاب ما دامت متغطرسة وفاشية ومدعومة من الغرب، وعلينا أن ندافع عن مصالحنا ونجعل هذا الغرب يستوعب بدقة أن مصالحنا تتعارض تماما مع هذا الإرهاب كما الإرهاب الآخر ومصلحتكم معنا مرهونة بتحقيق مصالحنا معكم وإلا فإن بدائل عالم اليوم موجودة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة