يسود بعض شوارع المدن والمحافظات في بلادنا حالة نزق وبطر يمارسها بعض قائدي المركبات الذين يرون أنهم الوحيدون الذين لهم حق ذرع الشوارع يمنة ويسرة بالطريقة التي تحلو لهم بغض النظر عن مدى موافقتها للنظام المروري من عدمه ويشارك في ممارسة البطر فئات عديدة من المجتمع منهم الغني الموسر الذي يرى أن غناه يجعله مميزا، وعلى رأسه ريشة، ومنهم المتوسط الحال الذي يقوده غروره ونزقه إلى قبره، ومنهم رقيق الحال المستكبر الذي يظن أن تصرفاته الشائنة ستعوضه عن رقة حاله أمام الناس وقد شارك في تلك الممارسات المقيمون بعد أن أمنوا العقوبة وعلموا أن بإمكانهم استخدام الشفاعة السيئة إن لزم الأمر للإفلات من العقوبات النظامية، وبعد أن تيقن الجميع أن الحملات المرورية مؤقتة وأن تطبيق الانضباط والنظام مرتبطان بالحماس الوقتي لأن طاقة وأعداد وإمكانيات رجال المرور محدودة مقابل الكم الهائل من المركبات والعدد الوافر من «الراعنين»، جمع راعن، حتى بات الذين يقودون سياراتهم «حسب النظام» ضائعين وسط الزحام فهذا يزجرهم ويزمجر عليهم بالمنبه وذاك يتعداهم وهو حرن ملوحا بيده لهم آمرا إياهم بالابتعاد عن طريقه «جاكم الإعصار!» مدججا تلويحته بكمية لا بأس بها من الشتائم الثابتة والمنقولة من فئة «وسع ياحمار» إلى آخره، ولذلك وجب على الذي يغادر منزله في مشوار عمل أو للتسوق أو النزهة مع الأسرة أن يودع بالدعاء له بالسلامة ثم يستقبل بالتهنئة له على سلامة الوصول لأنه لو أراد الاحتجاج على تصرف صدر ضده من سائق نزق بطران من أبناء هذا الشعب الأبي أو من ضيوفه المقيمين، فإن «المشاعيب» قد تطل بأعناقها لتهوي على رأسه الصغير أو الكبير، ولذلك فإن من وسائل السلامة المرورية التي لا توجد في كتاب ولا مدرسة، أن يواجه السائق المهذب النظامي كل ما يرتكب ضده من أخطاء ونزق وبطر وسوء خلق بمواصلة سيره بسيارته وهو باسم الثغر مترنما ببعض ما يحفظه من أناشيد وطنية معبرة مومئا لأي متسرع بإشارة تفضل، ولعل صاحب الابتسامة الجميلة والإيماءة اللطيفة يسلم بعد ذلك من رذاذ متطاير منطلق مع عبارة وجع في وشك.. أي وجهك.. يابعيد؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة