موقف ميتروفيتش من مواجهة مانشستر سيتي    حقيقة تعاقد النصر مع جيسوس    نيوم يعلق على تقارير مفاوضاته لضم إمام عاشور ووسام أبو علي    رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف ضد المدنيين في غزة واعتداءات المستوطنين على كفر مالك    رئيسة الحكومة ووزير الصحة بتونس يستقبلان الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تقيم حفل انطلاق برامجها    ليلة حماسية من الرياض: نزالات "سماك داون" تشعل الأجواء بحضور جماهيري كبير    عقبة المحمدية تستضيف الجولة الأولى من بطولة السعودية تويوتا صعود الهضبة    "الحازمي" مشرفًا عامًا على مكتب المدير العام ومتحدثًا رسميًا لتعليم جازان    «سلمان للإغاثة» يوزّع (3,000) كرتون من التمر في مديرية القاهرة بتعز    فعاليات ( لمة فرح 2 ) من البركة الخيرية تحتفي بالناجحين    في حالة نادرة.. ولادة لأحد سلالات الضأن لسبعة توائم    دراسة: الصوم قبل الجراحة عديم الفائدة    ضبط شخص في تبوك لترويجه (66) كجم "حشيش" و(1) كيلوجرام "كوكايين"    أمير الشرقية يقدم التعازي لأسرة البسام    نجاح أول عملية باستخدام تقنية الارتجاع الهيدروستاتيكي لطفل بتبوك    صحف عالمية: الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية 2025    مقتل 18 سائحًا من أسرة واحدة غرقًا بعد فيضان نهر سوات بباكستان    الهلال يحقق مجموعة من الأرقام القياسية في مونديال الأندية    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقوى الله أعظم زاد، وشهر المحرم موسم عظيم للعبادة    12 جهة تدرس تعزيز الكفاءة والمواءمة والتكامل للزراعة بالمنطقة الشرقية    الشيخ صالح بن حميد: النعم تُحفظ بالشكر وتضيع بالجحود    تمديد مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية عن المكلفين حتى 31 ديسمبر 2025م    بلدية فرسان تكرم الاعلامي "الحُمق"    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    ثورة أدب    أخلاقيات متجذرة    القبض على وافدين اعتديا على امرأة في الرياض    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    نائب أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    تحسن أسعار النفط والذهب    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الإطاحة ب15 مخالفاً لتهريبهم مخدرات    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الله يستر .. كل شيء يحتاج إلى نفضة
حوار الأسبوع صنعت من القبس مشروعا يتمناه أي حاكم عربي .. محمد جاسم الصقر بعد مقاطعته الانتخابات الكويتية ل «عكاظ» :
نشر في عكاظ يوم 29 - 01 - 2010

يعلم الكويتيون قبل غيرهم أن محمد جاسم الصقر رقم صعب في الحركة السياسية الكويتية، الرجل الذي ورث عن جده وعمه وأبيه كرسي مجلس الأمة، وقاد حربا على الفساد وأكلة المال العام؛ رأس تحرير صحيفة القبس وصنع منها مشروعا وطنيا قوميا لأول مرة في الصحافة العربية، تراجع اليوم عن قناعاته خطوات إلى الوراء؛ متخوفاً من حالة فلتان نتيجة تنامي المرارة في المشهد السياسي اليومي في الكويت، اعترف بشراسة خلافه السياسي مع جاسم الخرافي، وبتهور مقالاته التي كتبها في الثمانينيات ومنتصف التسعينيات وأحدثت أزمة بين الدول، طالب الإسلاميون بتغيير مسماهم لأنهم ليسوا الأكثر تديناً في البلاد، ووصف ما يحدث للرياضة الكويتية بأنه مساس بكرامة وطن، الأكثرية ترى في أطروحاته بلسماً للجراح الوطنية، فيما يراه الأقلية مُنظراً وليبرالياً متطرفاً.
• لماذا استقلت طواعية من رئاسة البرلمان العربي؟
احتراما لذاتي، فاختياري لرئاسة الاتحاد البرلماني العربي تم لكوني عضوا في برلمان بلدي، وما دمت عزفت عن الدخول في الانتخابات الكويتية، فليس من المنطق أن أبقى رئيسا، خصوصا أن أعضاء الاتحاد كلهم يمثلون في برلمانات بلدانهم.
• أو لشعورك بالفشل؟
ألا يكفينا نجاحا أننا لم نكن نخضع لأية حكومة عربية أوحتى جامعة الدول العربية؛ عملنا عملا جيدا، لكن الناس لا تعلم به، وإن شاء الله يكمل الإخوان على الخط نفسه.
• البعض قال بأن اتحادكم أشبه ب (الأكذوبة)؟
هذا كلام قاسٍ وغير منصف! نحن لا نملك القدرة على الرقابة والتشريع على الحكومات، ولن تقبل أية حكومة أن يأتيها تشريع غير نابع منها، فائدة هذا الاتحاد تجسدت في الندوات التي عملناها مع المسؤولين العرب في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين في الإقليم الواحد.
• وأين أنتم من الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي مثلا؟
كنا نخطط لذلك قبل أن أستقيل من رئاسة الاتحاد، والأمر متروك لمن تولى المسؤولية بعدي.
• في رأيك، ما هو البرنامج الأخطر على دول الخليج؛ الإيراني أم الإسرائيلي؟
إيران دولة مسلمة والمفروض أن تكون صديقة، وتستطيع أن نتحاور معها لوجود علاقات، وليس لديها دعم دولي ولا تقف دولة عظمى معها، صحيح أن لها علاقات جيدة مع الصين وروسيا لكن تبقى مواقفهم مرتبطة بمصالحهم مع أمريكا. أما إسرائيل فدولة معتدية ولا تستطيع أن تتحاور معها ويكفيها دعم أمريكا، خصوصا إذا وصلت المسائل إلى مفترق طرق، فأمريكا لاتقف معنا، إنما مع مصالحها المرتبطة بالنفوذ اليهودي داخل أمريكا.
• قيل إنك أنشأت المجلس العربي للعلاقات الإقليمية والدولية لتحقق حلما مليئا بالتناقض بين بلدان عربية ما زالت تعيش مشاكل عالقة؟
هذا المجلس ضرورة للعالم العربي لعدم وجود مؤسسة مدنية عربية تعنى بالشأن الخارجي.
• ومن وراء الفكرة؟
أنا وضعتها، وتحمس لها عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية فظهرت إلى النور.
• علاقتكما جيدة، رغم إشاعة ترشيحك لمنصب أمين عام الجامعة العربية؟
هذا كلام مطروح في الشارع، لم يحدثني فيه أحد ولا أدري عنه ولم ترشحني به دولة الكويت.
• ألا ترغب في المنصب؟
أنا أفتخر إذا طرح اسمي، لكن رغبتي في علم الغيب.
• حاولت أن تجعل من القبس مشروعا قوميا ولم تستمر، لماذا؟
ومن قال لك إنني لم أنجح في مشروعي! أنا أفتخر بفترة رئاستي لصحيفة القبس، التي أصبحت فعلا مشروعا وطنيا، وفي فترة الثمانينيات ومنتصف التسعينيات الميلادية كانت «القبس» وجهة أي رئيس عربي يريد أن يخاطب شعبه؛ أجريت لقاءات مع كل الرؤساء والملوك العرب من دون استثناء وأغلب رؤساء الدول الكبرى. «القبس» كان لها تأثير واستقطبت أبرز الكتاب العرب، بعضهم كان يطلب الكتابة فيها دون مقابل.
• ولماذا تركتها؟
من أجل دخول مجلس الأمة، فأنا لا أستطيع الجمع بين موقعين.
• تترك منجزا ناجحا وتستبدله بعضوية مجلس الأمة؟
يعني أكون كذاب.
• قيل إنك خرجت منها نتيجة خلافات؟
مجلس الإدارة أهلي وجماعتي، وبالتأكيد كانت هناك خلافات، لم أكن متفقا 100 في المائة مع مجلس الإدارة، لكنها ليست سبب خروجي.
• خلافكم على ماذا؟
إداري بحت.
• إذن أنت تقف مع الرأي الذي يطالب بالجمع بين منصبي المدير العام ورئيس التحرير في شخص واحد داخل المؤسسات الصحافية؟
أعتقد أنه أمر ضروري لكيلا يحد المدير العام من صلاحيات رئيس التحرير، الذي ينبغي ألا يكون مبذرا أيضا.
• المشكلة ملموسة في الصحافة الخليجية تحديدا؟
بل على مستوى العالم.
• وهل ساهم سقف الرقابة في الكويت في وصول أعداد الصحف اليومية إلى 17 صحيفة؟
للأسف أنه وصل إلى مرحلة الفلتان.
• وهذا ينطبق على صحيفة القبس حاليا؟
القبس صحيفة محترمة وجيدة.
• وكيف كان سقف الحرية فيها، إبان فترة رئاستك لها؟
منضبطا، بل أكثر من ذلك.
• هل تسير على الخط نفسه الذي تركتها عليه؟
أعتقد.
• تقرأها؟
يوميا ودائما.
• يقال إنك رفعت فيها سقف الحرية لتصفي حساباتك مع خصومك؟
أعطني مثالا.
• خلافك مع رئيس مجلس الأمة وممثل دائرتك نفسها الانتخابية جاسم الخرافي؟
أنا على خلاف مع الخرافي لكن الأمور هادئة الآن، ولم أجرحه بتاتا منذ أن استلمت مسؤولية رئاسة التحرير في «القبس» إلى أن تركتها، هناك صحف تكتب اليوم عن عائلة الخرافي كلاما كانوا يتوقعون أن أكتبه في يوم من الأيام. أنا لا أصفي حسابات، ولا أدخل في مهاترات شخصية، أعتبر نفسي أكبر من هذه الأمور، ولو كنت أريد أن أتكلم عن الخرافي فلدي مواد كثيرة عليه.
• ألم تستغل إصدارك لصحيفة (الجريدة) في هذا الاتجاه الآن؟
«يعني الواحد يسوي صحيفة علشان يشتم الناس»! لا أعتقد أنها من الأخلاق المهنية للصحف، وأنا لا أؤمن بهذا الأسلوب. أعتقد أن في الكويت قضايا أهم من أن ندخل أنا والخرافي في خلافات علنية، دائما ما يسألوني عن الخرافي في كل مناسبة وفي كل مكان، حتى في الفضائيات، فأمتنع عن الإجابة، لأنني أرفض أن ننشر غسيلنا في الفضائيات والصحف.
• خلافكم شخصي؟
بل سياسي بحت.
• هل اعتبرت شراءه لشركتك المسماة ب (دار المال) واستحواذه عليها بالكامل ضمن حرب التصفية لما بينكما من خلاف؟
هذا أمر حصل فعلا، لكن اسأل الخرافي. لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع.
• في ظل هذا الخلاف، هل تعرضت لضغوط أو تكتلات ضدك لتترك مجلس الأمة؟
أبدا، «وليش أتعرض لضغوط»، تركت المجلس بمحض إرادتي.
• والسبب؟
إن الوضع غير مريح، مجلس الأمة حاد عن طريقه، وأصبحت السيطرة للجناح الرقابي وغاب الجناح التشريعي وهذا وضع غير صحيح، لا مشاريع تقر، وكل الأمور أصبحت شخصية، وابتز بعض النواب الحكومة التي لبت طلباتهم فتوقفت التنمية.
• الغريب أن الحكومة صاحبة القرار هي التي تتنازل؟
تستطيع الحكومة لو أرادت ألا تتنازل، لديها أغلبية لم تستفد منها.
• هذا الوضع غير المطمئن سبب رئيسي في هروب رأسمال الأجنبي؟
ما تسميه رأسمال أجنبي لا يوجد في الكويت؛ لأنه لا يتجاوز 250 مليون دولار فقط. بالمقارنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتجاوز حجم رأسمال الأجنبي فيها ال20 مليار دولار.
• والسبب فيها مجلس الأمة؟
المجلس إحدى المشاكل.
• التشريعات؟
لها دور، لكن المشكلة تكمن في مطالب مجلس الأمة من الحكومة والتي لا تنتهي. واستمرأ النواب كثيرا مع كل استجابة من الحكومة لمطالبهم.
• خرجت بمقال في صحيفتك (الجريدة) ترد فيه على المعاتبين لما ينشر فيها من مقالات حادة، أليس هذا تدخلا من قبلك كمالكٍ وناشر؟
المقال تضمّن قناعتي بحرية الصحافة والنشر ضمن أطر عدم المساس بكرامة الناس وعدم التجريح والاستهزاء، أنا على استعداد لنشر أي مقال أيا كانت قوته في الصحيفة.
• وما هو دور رئيس التحرير إذن؟
رئيس التحرير يشرف على الصحيفة، أما السياسة فأنا أضعها.
• أنت، أم وزارة الإعلام؟
وزارة الإعلام ليس لها حق أن تتدخل، ولا أسمح لها بذلك.
• إذن، كيف يطبق القانون؟
من حقهم أن يطبقوه إذا وجدوا جنوحا في الصحيفة.
• كأنك تقول إنكم سبقتم مواد القانون؟
وزارة الإعلام مثلها مثل أغلب الوزارات لا تطبق القانون أصلا.
• هل يحتاج إلى تغيير في مواده؟
يحتاج إلى تطبيق، دائما موظفو الحكومة إذا واجهتهم مشكلة يقولون: «خلونا نشرع قانون». مشكلتنا أنهم لا يطبقون القانون الموجود حاليا.
• لماذا شعر الكثير من قراءك بليونة لم يعهدوها في قلمك الحاد والمباشر بعد دخولك مجلس الأمة؟
الحدة قلت بحكم السن.
• ربما بتغير الحسابات؟
حساباتي لم ولن تتغير، أكتب حاليا مقالات أقوى من مقالاتي السابقة وبمعانٍ أقوى، لكن بأسلوب أهدأ.
• كنت مندفعا أكثر من اللازم في «القبس»؟
من دون شك، هناك مقالات لو طلب مني الآن كتابتها فلن أكتبها، وصلت إلى درجة وترت فيها العلاقات بين دول شقيقة وصديقة، وأتذكر رسالة بعث بها الرئيس السوداني جعفر نميري -رحمه الله- لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد يقول له فيها: إنني عميل للمخابرات الأمريكية وتم منع الصحيفة في السودان. كانت ال (بي بي سي) تنشر مقالاتي في تلك الفترة.
• هل منعت من دخول دول عربية؟
لم أمنع، لكنني تأذيت في بعض الدول، أعرف ذلك إذا تم إبطاء سفري في المطار.
• قلت الأسبوع الماضي «إن هناك من يربطون اسمك بقضايا فساد»، فمن هم؟
أنا كشفت بعض عناصر الفساد في البلد وهذه مؤسسة قوية جدا، هؤلاء يريدون أن أكون فاسدا مثلهم، ومن ثم فكل ما أطرحه من قضايا ليس له تأثير.
• مِن الحكومة أم مِن رجال الأعمال؟
سمهم ما شئت، هم من كانوا وراء سرقة الناقلات والاستثمارات الخارجية.
• كشفتهم على صفحات صحيفة القبس؟
ظللت وراءهم 15 عاما.
• والآن يصفون حساباتهم معك؟
نعم.
• وأنت؟
أتحدى كائنا من كان أن يثبت أنني خالفت أومددت يدي إلى مال عام.
• حتى قضية الفحم المكلسن؟
الفحم المكلسن هو مشروع خصخصة قطاع البتروكيماويات في الكويت، تم إنزاله من قبل مؤسسة البترول في مزايدة، فتقدمت سبع شركات من بينها شركة لأهلي وهي التي فازت بالمشروع، لو فازت واحدة من الشركات الست الأخرى لما تحدث أحد.
• قيل إن هذه المزايدة تتعلق بثروة طبيعية ما كان يجب أن تنزل؟
هذا كلامهم، اذا أرادوا أن يحاسبوا أحدا فليذهبوا لوزارة البترول، لا أن يحاسبوا أهلي.
• وهل هم وراء التجريح الذي تتعرض له منذ 15 عاما؟
من دون شك، كتبت مقالات ضدي في الصحف الكويتية من بعض عناصر الفساد لا يتحملها أحد، ذهبت للقضاء كثيرا بسبب ذلك وفزت ب95 في المائة من القضايا.
• كم قضية رفعت عليك؟
بالعشرات.
• وبسببها رفعت عنك الحصانة البرلمانية؟
مرة واحدة، بسبب نزول كاريكاتير في صفحة تسالي الداخلية في صحيفة القبس في شهر رمضان عام 1996م، واعتبرته الجماعات الإسلامية مساسا بالصحابة. رفعت علي دعوى حسبة وكان محامي الخاص يحضر الجلسات فاستاء القاضي لعدم حضوري، فحكم علي بالسجن مع النفاذ.
• ألا تجيز مواد الصحيفة كرئيس تحرير؟
أعطني رئيس تحرير يقرأ كل الصفحات لصحيفة يومية تصدر في 56 صفحة.
• إذن ما هو دورك في الصحيفة؟
إجازة الصفحة الأولى وصفحة المقالات والأخبار السياسية، أما البقية فمفوِض لها مسؤولين في التحرير.
• طبعا اتصلت بالمتنفذين من أصدقائك المسؤولين للخروج من المأزق؟
لا والله، ذهبت في اليوم الثاني إلى الجهات المختصة لأسلم نفسي، فقالوا لي: «روح ولا تسبب لنا مشاكل»، فأخبرتهم أنه مطلوب القبض علي بشرط أن تطبقوا القانون على كل الشخصيات الصادرة عليهم أحكام. فورا طلب وزير العدل من المحكمة أن تنعقد للاستئناف وإصدار حكم، كانوا يعرفون أن الحكم لن ينفذ علي، فصدر حكم ثانٍ لصالحي وانتهت القضية.
• من التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي إلى البرلمان العربي، ما هو الرصيد على أرض الواقع؟
التحالف الوطني شيء والمنبر الديمقراطي شيء آخر والبرلمان العربي كذلك، وهذا جزء من العمل السياسي.
• العمل السياسي الذي لا يحقق نتيجة ما فائدته؟
هذا سؤال من يستطيع أن يجيبك عليه، وما أدراك أنه لايوصل إلى نتيجة.
• رصيدكم خلال الفترة الماضية؟
العمل السياسي عمل مستمر؛ نتيجته قد تظهر بعد شهر وقد لا تظهر إلا بعد أربع سنوات أو أكثر، ثم من قال لك إنه عمل غير مفيد.
• انسحابك من مجلس الأمة؟
انسحابي بسبب صدقي مع نفسي وعدم قدرتي على تقديم شيء.
• ألا تعتبرها انهزامية أمام الواقع؟
الآن الاعتراف بعدم القدرة على فعل شيء والصدق مع الناس يعتبران انهزامية، أنا أعتبرها قمة الصدق.
• من المعروف أنك على علاقة جيدة مع الحكومة، فلماذا لم تنضم لها؟
عرضت علي الوزارة أربع مرات. رفضتها، لا أرى نفسي وزيرا ناجحا، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
• مازال هناك سخط نسائي في الكويت يطالب بحقوق أكبر للمرأة؟
أنا لم أسمع بهذا الكلام، لكن أكثر مما صار (شتبي) المرأة عاد من حقوق.
• هل تحتاج الحركة الليبرالية في الكويت إلى «نفضة»؟
كل شيء في الكويت يحتاج إلى نفضة، الأخطاء تحدث كل يوم في الحركة الليبرالية والوطنية والإسلامية.
• يبدو أن لك موقفا من الإسلاميين؟
أنا لا تعجبني كلمة (إسلاميين) لأننا كلنا مسلمون. لماذا يعطون لأنفسهم الحق في أن يسموا أنفسهم إسلاميين ونحن لا نسمي. يا أخي خلهم يسمون أنفسهم اسما آخر، ثم من قال إنهم أكثر تدينا منا أو حبا للإسلام أو أكثر عقيدة وإيمان، من قال ذلك؟!.
• وما زالوا بالقوة نفسها كتكتل؟
التكتل الإسلامي ضعيف الآن، «الإخوان المسلمين» الذين كان عندهم في المجلس السابق خمسة أوستة، لم يبق لديهم إلا واحد في المجلس الحالي.
• هل تفضل استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء على تقديم التنازلات للنواب؟
هو الذي يجب أن يقرر وليس أنا الذي أفضل، أعتقد أنه عندما صعد المنصة أوقف كل التنازلات.
• إذن، ما هي دواعي الخوف التي تزعج من طلبات الاستجواب؟
اسأل رئيس الوزراء، أما أنا فلا أخاف من الاستجواب.
• هناك من طالب بحل المجلس؟
بعد صعود سمو رئيس مجلس الوزراء للمنصة ألغي قرار حل المجلس الحالي.
• وكيف واجهتم خروج كثير من النواب عن النص؟
لو طبقت الحكومة النظام بحزم لما حدثت هذه التجاوزات. في مجلسي 2006 و2008 حدثت انتخابات فرعية وهي مُجرمة قانونيا، وقامت على إثر ذلك الحكومة بواسطة وزير العدل بطلب تحويل بعض النواب إلى المحكمة، ندما جئنا للتصويت على طلب رفع الحصانة عن هؤلاء النواب لمحاسبتهم، امتنعت الحكومة عن التصويت على هذا الطلب، كانت نتيجة ذلك أن تعدى أحد النواب بالقول إلى درجة الشتيمة على أناس من خارج المجلس، وكنت أحد الذين طالهم هذا التعدي، فالحكومة امتنعت عن التصويت رغبة منها في ضمان موقف هذا النائب معها للتصويت على أحد المشاريع، ورغم أن رئيس مجلس الأمة طلب إنذار أو لفت نظر هذا النائب.
• هذا يعني أن الدستور في الكويت يتقدم على الحركة السياسية؟
أنا أعتقد أن الدستور هو الذي يحمى البلد والسلطتين التشريعية والتنفيذية، ويتقدم بخطوات كبيرة على الحركة السياسية في الكويت.
• والدعاوى المطالبة بتعديله؟
أنا مع التعديل في ظل توافق سياسي؛ بمعنى أن الحكومة ومجلس الأمة يتفقان وكذلك تتفق الجماعات السياسية في ما بينها. في عام 1962م عندما وضع الدستور قالت المذكرة التفسيرية «إن الدستور يعدل بعد خمس سنوات إلى مزيد من الحريات» فالخوف أن تضيق على الحريات، فإن لم يكن هناك توافق قبل دخوله إلى مجلس الأمة، فأنا ضد تعديله أصلا.
• رغم شعبيتك الكبيرة وسط المواطنين، إلا أنك خذلتهم بمعارضتك الشديدة لإسقاط القروض عنهم بعد الأزمة المالية العالمية، لماذا؟
لأن كل مواد الدستور تقول العدل والمساواة دعائم المجتمع والناس سواسية أمام القانون، كيف نساوي أمام القانون بين مواطن غير مقترض ولم يستفد من إسقاط القروض، وآخر اقترض واستفاد.
• المقترض متضرر حاليا وليس مستفيدا؟
وما أدرانا أنه متضرر أصلا، وكيف تكون المساواة عادلة بين من اقترض عشرة آلاف فقط وآخر اقترض مليون دينار.
• والحل؟
دعم الاقتصاد وضخ مشاريع مالية في البلد وليس اتخاذ قرار جنوني بإسقاط القروض، خصوصا إذا عرفنا أن المعسرين من المقترضين لا يتجاوزون ثلاثة في المائة، فيما ينتظم 97 في المائة في سداد ما عليهم.
• وهذا ما دعاك للمطالبة بأن يكون عام 2010 هو عام المال العام؟
كل دول العالم التي تعرضت لآثار الأزمة المالية العالمية صرفت من المال العام للحفاظ على مؤسساتها المصرفية واقتصادها بما فيها جميع دول الخليج، باستثناء الكويت. آن أوان المال العام للحفاظ على اقتصادنا.
• خذلت الحركة الرياضية أيضا بوقوفك مع مرزوق الغانم رئيس نادي الكويت السابق، مستغلين مقاعدكما في مجلس الأمة فتسببتم في تصعيد الأزمة مع أندية الأغلبية لصالح نادي الكويت أحد أطراف ما سميت بأندية التجار المعارضة، الذي سبق لك اللعب له ورئاسته أيضا؟
هذا غير صحيح، نحن وقفنا مع تطبيق القوانين التي لم تعجب الآخرين والاتحاد الدولي أيضا.
• ولماذا أيدت إيقاف نشاط الكرة الكويتية على الرضوخ لمطالب الاتحاد الدولي؟
لأن فيها كرامة وطن ولا يصح أن نفرط فيها، من هو الاتحاد الدولي الذي يطالبني بتغيير قوانيني الصادرة من مجلس الأمة والسلطة التشريعية، أعتقد أن غيابنا لسنة أو اثنتين يمكن أن يكون فيها خير لكرتنا، مستوانا الآن ليس جيدا، وهي فرصة لتحسين وضعنا الداخلي.
• ماذا تقصد عندما قلت بأن تقدم الرياضة في الكويت والخليج مرهون بعدم وجود مسؤولين حكوميين؟
أنه يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يا أخي الأندية الكبيرة هي التي تحكم الدوري في إنجلترا لأنها ناجحة، أما في الكويت فالأندية الصغيرة هي التي تتحكم لأنها الأغلبية، لايمكن في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا أن يتكون مجلس إدارة اتحاد كرة القدم من أعضاء بفريق درجة ثانية، الفاشلون في الكويت يأتون من أندية الدرجة الثانية ويشكلون اتحادا بالأغلبية فهل يعقل هذا.
• والمطلوب تعديل القوانين؟
قوانين الرياضة غير قوانين الانتخابات التي تأتي بالكفاءات، فهذه يجب أن تتغير.
• وكيف تخرجون من المأزق الحالي؟
المأزق تسبب فيه من ذهب ليشتكي اتحاد بلاده للجان الدولية.
• الآن تضعون اللوم على من حاول حل المشكلة وإيجاد مخرج للأزمة؟
لم يحدث من قبل أن اشتكى أحد المواطنين دولته للاتحاد الدولي إلا في الكويت.
• لأن قوانينكم تتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي؟
«مو صحيح»، كل دول العالم تتعارض قوانينها مع قوانين الاتحاد الدولي.
• جرحتكم الشكوى؟
طبعا.
• رغم تعاطفك مع (البدون) إلا أنك كنت حادا جدا ووقفت في صف المعارضين لتجنيسهم، لماذا؟
هم ليسوا نبتة شيطانية، منذ أن فتحنا عيوننا وهم موجودون، فيهم من يستحق الجنسية هو وعائلته ممن سالت دماءهم أثناء الغزو.
• فقط؟
كذلك من قدم أعمالا جليلة للكويت، ثم لماذا يخفي هذا (البدون) جنسيته الأخرى؟!.
• القوانين سمحت لهم أن يكونوا مثل الكويتيين؟
هم لم يفقدوا الميزات التي تمنحها الحكومة لأي كويتي من تعليم وعلاج مجاني ويعاملون كما يعامل الكويتي، لا يمكن أن تجنس مائة ألف عائلة؛ بمعنى عشرة في المائة من الشعب الكويتي البالغ عدده مليون شخص، فتتغير التركيبة السكانية للبلاد.
• وهذا ما رفع مستوى البطالة في البلاد؟
من دون شك.
• بصراحة، هل أنت متفائل بمستقبل العملية السياسية في الكويت في ظل الصدام الدائم بين مجلس الأمة والحكومة؟
الله يستر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.