شعور بالصدمة لدرجة البكاء لا بد أن ينتاب كل مسلم غيور يطلع على قضية السعودي «32 عاما» الذي ظهر على فضائية سعودية لبنانية يتفاخر باسمه الكامل ووجهه المكشوف بالانحطاط لدرجة البهيمية في نمط حياته، حيث ظهر وهو يستعرض بشكل فج متجرد من أي اعتبار أخلاقي أو إيماني أو حتى ذوقي، تمحور حياته حول العلاقات المحرمة. وغالبية المتابعين لقضيته عرفوا بها من الصحف السعودية ومقطعها على اليوتيوب، أي أن عارها لن ينقضي بانتهاء الحلقة، ليتوجع القلب على سقوط آخر شيء كان قد بقي للمسلمين ليتعزوا به عن واقعهم المحبط في كل المجالات، فعزاؤهم كان بأنه على الأقل لديهم الرقي الأخلاقي وحياؤه بحيث لا يخاطب رجل امرأة غريبة إلا بأن يسبق خطابه بلفظ «أختي» وعندما يصل فرد من المجتمع المسلم الأكثر محافظة وليس بين بيته والحرم أكثر من ساعة لدرجة التفاخر بالفجور بحضور أصدقائه وعلى الفضائيات، فهذا ليس خطأ عابرا، والعبرة الكبرى في هذه الفاجعة الأخلاقية وأمثالها أن صاحبها ما كان ليتجرأ على ما فعله إلا لأنه لم يتوقع أن تحصل ردة الفعل العامة التي حصلت، والسبب؛ طوفان الفحش الذي أغرقت به فضائيات خليجية المجتمع السعودي والعربي، أليس نمط الحياة الذي يعيشه هذا الشاب هو ذاته الذي تعرضه على مدار الأربع وعشرين ساعة هذه الفضائيات المتأمركة؟، أليس هو محور حياة الناس في تلك الفضائيات؟، ألا يظهر أشخاص يعترفون بأنواع الفحش «لأوبرا» و «دكتور.فيل» وغيرهم وتتم «الطبطبة» عليهم، ويشكرون هذا الشخص لمشاركته العالم بخصوصياته ويبدون التقدير والإعجاب بشجاعته وجرأته بهذه المجاهرة ويصفق له الجمهور ويصبح شخصية شهيرة وتتقاطر عليه عروض الإعلام المدفوعة الأجر لنشر قصته، وتصله رسائل معجبين؟!.. وهناك أجيال تعيش الآن في داخل عالم الفضائيات المتخصصة في مواد الترفيه الأمريكية وما على شاكلتها كالتركية، واكتسبوا عقليتها، وأنا أعرف من لم يعلم بمآسي وفظائع عهد بوش والحرب على لبنان وغزة وانتخاب أوباما، لأن نشرات الأخبار الوحيدة التي يتابعها هي تلك التي تعرضها الفضائيات المتأمركة لفضائح وملاحقات مشاهير هوليود في سياق كونها تجسيدا لحياة الألق والنجومية والحلم الأمريكي البراق!. هناك نظرية في علم النفس تسمى «الارتباط الشرطي» للعالم الروسي بافلوف مؤسس مفهوم غسيل الدماغ، تطورت لديه من تجربة قام فيها بدق الجرس كل مرة يقدم الطعام للكلاب، وبعد فترة صار إذا قرع الجرس وبدون وجود الطعام يسيل لعاب الكلاب كما ولو أنها ترى الطعام، لأن الجرس ارتبط في لاوعيها بالطعام، وهذا ما يبدو أنه كان عليه هذا الشاب السعودي، وهذا واضح من نبرته التفاخرية التي تحدث بها كما ولو أنه يشعر أنه نجم هوليودي لأنه يعيش نمط الحياة المتأمرك هذا. أيمكن أن تتابع صب الماء على كأس بدون أن يفيض بما فيه؟!.. هذه مسؤولية أخلاقية يجب أن يتحملها أصحاب هذه الفضائيات، ويعوا أن لهذه الفضائيات تأثيرات اجتماعية وأخلاقية خطيرة شاملة لأجيال بكاملها، وأن بثهم هذا ليس في فراغ، وأن أجندتهم التغريبية وزر لن تسامحهم الأمة عليه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة