زيارة ولي العهد شكّلت فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية بين السعودية والهند

بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، يسعدني أن أتقدم بأحر تحياتي وأطيب التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي. بينما تحتفل الهند بمرور 75 عاماً على استقلالها، نحتفل أيضاً بمرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين الهند والمملكة العربية السعودية، وكانت المملكة من أوائل الدول التي أقامت معها الهند علاقات دبلوماسية رسمية في غضون بضعة أشهر بعد حصولها على الاستقلال في عام 1947. وأعقب إقامة العلاقات الدبلوماسية زيارات رفيعة المستوى من الجانبين.
القنصل العام
محمد شاهد عالم
في السنوات الأخيرة، كانت الزيارات التاريخية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى المملكة العربية السعودية في عامي 2016م و2019م والزيارة التي قام بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للهند في فبراير 2019 قد شكلت فصلا جديدا وقويا في العلاقات الثنائية التي توجت بإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية برئاسة رئيس الوزراء من الجانب الهندي وولي العهد من الجانب السعودي.
وبعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في عام 2019 شهدت العلاقة الثنائية مسارا تصاعديا تنعكس في حالات لا حصر لها من التعاون السلس بما في ذلك دعم الهند لرئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين وتكاتف الأيدي في الوقت الذي يحارب فيه العالم ضد كوفيد.
فضلا عن زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إلى الهند واستعراض تنفيذ اتفاقية مجلس الشراكة الاستراتيجية ذات الأهمية الكبيرة.
نهنئ المملكة العربية السعودية على إنجازاتها وعلى إحراز تقدم مرموق نحو تحقيق رؤيتها 2030، ومنذ إعلانها قبل 5 سنوات شهدنا إصلاحات إدارية وقانونية مؤثرة وتحولا سريعا في المملكة ما أدى إلى التنويع الاقتصادي وثورة التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، وتمكين المرأة، والتحسين الملموس في نوعية الحياة في المملكة. لقد فتحت هذه التغييرات الإيجابية أيضا فرصا كبيرة للاستثمار والمشاركة الاقتصادية أمام الشركات الهندية.
يسعدني أن أشير إلى أن المبادرات الرئيسية لحكومة الهند وأولويات الهند الاقتصادية تكمل بعضها البعض مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والهند شريك طبيعي في المنطقة المجاورة للمملكة العربية السعودية للتعاون في مجالات التصنيع والسياحة والزراعة والأمن الغذائي والرعاية الصحية والأدوية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والتدريب وتنمية المهارات وهي قطاعات مهمة لكل من رؤية السعودية 2030 والهند. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجال كبير للتعاون المتبادل في مجالات الترفيه والطاقة النظيفة والمتجددة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والحرف اليدوية، والرياضة.
أشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وحكومة المملكة العربية السعودية على كرم الضيافة للمقيمين الهنود الذين يعيشون في المملكة وعلى دعمنا في تقديم الخدمات القنصلية والرعاية للهنود الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية. وأهنئ المملكة العربية السعودية على مبادراتها الجديرة بالثناء للسيطرة على كوفيد 19 وإدارة موسم الحج 2021 بنجاح وبطريقة سلسة على الرغم من تحديات كوفيد. كما أغتنم الفرصة لأشكر الهنود المقيمين في المملكة، الجادين في عملهم والملتزمين بالقانون لمساهماتهم في تعزيز الصداقة بين وطنهم الأم الهند ووطنهم الثاني المملكة العربية السعودية.
وفي هذه المناسبة السعيدة لليوم الوطني ال 91 للمملكة العربية السعودية، نشارك إخواننا وأخواتنا السعوديين في احتفالاتهم. سنعمل معا لتعزيز ازدهار البلدين وبناء العلاقات الشعبية التي تحافظ على قوة علاقتنا.