لم يكن موقف المملكة تجاه الأحداث الخطيرة والمتسارعة التي شهدتها المملكة الأردنية الهاشمية خلال ال48 ساعة الماضية نابعا من كون الأردن دولة جوار عربية شقيقة فحسب بل أيضا في إطار حرص القيادة السعودية الشديد على دعم كل ما اتخذه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير في هذا البلد العربي». وهذا ما أعلنه بيان الديوان الملكي الذي صدر فور ورود المستجدات على الساحة الأردنية وتأكيده وقوف الرياض التام إلى جانب عمّان ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني، وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني من قرارات وإجراءات تحافظ على أمن وسيادة واستقرار الأردن، لما يربط المملكتين من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك وأن أمنهما كل لا يتجزأ، وذلك من منطلق الحفاظ على أمن واستقرار الأردن ضد أي محاولات للنيل منه، باعتبار أن أمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من الأمن السعودي والعربي. ومن المؤكد أن الأردن لن يسمح لأي جهة أو شخص أن يعبث بأمنه واستقراره ومقدرات شعبه، ويسعى للتأليب على الدولة والنظام، خصوصا أن الأردنيين لا يرتضون أبدا المساس قيد أنملة بدولتهم. ومن هنا فإن الأردن شق الصعاب وخرج أكثر منعة وثباتا بحكمة ملكه وتماسك شعبه، وهو عصي على التآمر والمكائد والفتن بحكمة النشامى الذين حافظوا على نظرية الأمن الإستراتيجي وعلى مفهوم الأمن والتنمية والسلم الاجتماعي. لقد قالها نشامى الأردن: سنتصدى بحزم لكل يد مرجفة تسعى للعبث بأمن البلاد والعباد. إن المملكتين (السعودية والأردنية) قلبان في جوف واحد. من الرياض إلى عمّان.. الأمن لا يتجزأ.. لقد دحر النشامى المؤامرات والفتن والمكائد.