برهن نجاح الحج الاستثنائي، مع ظروف جائحة كورونا التي ضربت العالم كله على قدرة السعوديين ومهارتهم في التعامل مع كافة الحالات والأزمات الطارئة في أحلك وأصعب الظروف وأصعبها، وجاء أداء حجاج 160 دولة للفريضة في جو صحي معافى، وتأمينهم ضد الفايروس المميت تأكيداً لقدرات الجهات المعنية واستيعابهم للتحديات وتطبيقهم لشعار «حج آمن وصحي» بكل دقة ومسؤولية. وأسهمت الخطط التي أعدتها الجهات ذات الاختصاص مسبقاً والتنسيق بينها في إنجاح حج 1441 رغم الجائحة التي اجتاحت العالم كله، وأوقفت العديد من البرامج والفعاليات والأنشطة وأغلقت الحدود والمسارات وفرضت على الناس البقاء في بيوتهم. نجحت المملكة في العبور بالحج إلى بر الأمان بتناغم بين كافة الجهات الحكومية والخدمية المشاركة، برغم التشكيك من الأبواق المعادية، وسجل حجاج 160 دولة شهادتهم حول الخدمات الاستثنائية التي حظوا بها طوال إقامتهم في مكة والمشاعر المقدسة وتنفيذهم بكل دقة التعليمات التي أصدرتها وزارة الصحة السعودية لحمايتهم من الوباء. إسوارة «تطمئن» الحاج وفحص من القدوم إلى الوصول عملت الشؤون الصحية في مكةالمكرمة على إنشاء قوة مهام صحية مجهزة للقيام بأعمال الكشف والمتابعة وتطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالأعمال الوقائية خلال الحج بدءاً من منفذ القدوم، مروراً بمراحل الحج المختلفة في السكن ووسائل النقل مع تكثيف الفحص الميداني باستخدام التقنية الحديثة وأجهزة الفحص السريع وتوزيع المواد الوقائية من كمامات وقفازات ومعقمات على كل حاج بصورة مستمرة. وتطبيق التباعد الاجتماعي. وشددت وزارة الصحة على الحجاج الالتزام بالحجر الصحي في منازلهم قبل الوصول إلى مكةالمكرمة واستخدام أساور «تطمن» التي تنظم تحركاتهم، ومتصلة بهاتف الحاج بتقنية البلوتوث وتستخدم لمرة واحدة ل30 يوماً كحد أقصى دون حاجة لإعادة الشحن وتمتاز أساور «تطمن» بخفة الوزن مع سير مريح في المعصم، ومن خصائص الإسوارة إطلاقها تنبيهاً مباشراً حال فقدان الاتصال بها أو العبث بها أو محاولة التخلص منها، كما تسهم في تنظيم الحجر المنزلي الذي تعهد به الحجاج عقب الانتهاء من شعيرة الحج. وعودتهم لمدنهم. قائد صحي لكل 50 حاجاً وقياس الحرارة على مدار اليوم أعدت وزارة الصحة مستشفيات عدة ومراكز صحية ومحاجر للقادمين للحج بصفة خاصة وقاصدي مكةالمكرمة بصورة عامة واعتمدت الخطة التشغيلية بالمشاعر المقدسة على مرحلتين؛ أولاهما في منى والأخرى في عرفات وتركزت في مستشفى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة حتى الخامس عشر وشملت تشغيل الطوارئ وأقسام التنويم والعناية المركزة والإجهاد الحراري. وتزامن مع ذلك تشغيل المستشفى الميداني والذي يشتمل على عدد ستة أسرة عناية مركزة إلى جانب تشغيل ثلاث عيادات في مساكن الحجاج في أبراج منى استمرت حتى مغادرة آخر حاج. وفي عرفات اشتملت خطة التشغيل على ثلاثة مستشفيات تخصيص مستشفى شرق عرفات لاستقبال الحالات المشتبهة بكورونا فقط. مع تحريك المستشفى الميداني مع قافلة الحجاج إلى عرفات حتى نهاية يوم عرفة إلى جانب تشغيل مركز صحي 29 والعيادات المتنقلة بمشعر مزدلفة طوال وجود الحجاج ومشاركة أربع سيارات إسعاف عالية التجهيز لمشاركة القوافل. كما خصصت الوزارة قائداً صحياً لكل خمسين حاجاً يشرف على متابعتهم وقياس درجات حرارتهم وتعقيمهم في جميع الأوقات داخل المخيمات والحرص على التباعد خلال تحركاتهم بين المشاعر المقدسة والسكن في الأبراج وأثناء تنقلاتهم في الحافلات حتى في الطواف والسعي الأمر الذي أسهم في منع ظهور حالات كورونا بين الحجاج. وجاء ذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الذي عمل جنباً إلى جنب لجهات الحكومية والخدمية المختلفة، إذ سير الهلال الأحمر أسطولاً إسعافياً طوال رحلة الحج وفي جميع الأوقات هيئة التطوير تلطف الأجواء وتصون الأنفاق اشتملت الخطة التشغيلية لهيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة على تشغيل وصيانة مشروع منشأة الجمرات وصيانة مشروع أنفاق العزيزية والشعبين وتشغيل وصيانة مشروع تلطيف المناخ وتشغيل وصيانة ونظافة مجمعات دورات بالمشاعر المقدسة. وهدفت الخطة التشغيلية لحج هذا العام إلى الارتقاء بالخدمات التي تشرف على تنفيذها الهيئة بالمشاعر المقدسة بما يضمن سلامة الحجاج والعاملين بالمشاريع من جائحة كورونا. وأسفر التنسيق المتواصل للهيئة مع جميع الجهات ذات العلاقة وحلقات النقاش التي عقدتها الهيئة خلال العام في إنجاح موسم الحج الاستثنائي. إحرام «النانو» يدهش الضيوف رافق الحجاج في تنقلاتهم ومساكنهم وكافة مواقع وجودهم عدد من الشباب والفتيات من «عناية» التابعة لوزارة الحج والعمرة، وتولت عناية التأكد من سلامة الحجيج. وصعود الحاجات إلى الحافلات والتأكد من نزولهن وتوفير الوجبات في كل وقت. والحرص على راحتهن في غرفهن الخاصة في الأبراج والحرص على نزولهن والتأكد من خلو جميع الغرف من الحاجات. كما استخدمت وزارة الحج والعمرة ولأول مرة هذا العام الإحرامات المصنعة من تقنية النانو والتي ابتكرها السعودي حمد اليامي ضمن حزمة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي قامت بها المملكة لحماية الحجاج من فايروس كورونا. محور أمني وإنساني في الطواف والسعي جذبت التغطية الإعلامية لدخول وخروج الحجاج من وإلى المسجد الحرام انتباه المتابعين في كافة أقطار العالم نظراً للدقة المتناهية في تحقيق التباعد في الدخول والخروج والطواف والسعي. وتضمنت الخطة كافة المهمات لمنسوبي القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، ومنها استقبال الحجاج في المسجد لأداء طواف القدوم، وروعي فيها التركيز على التدابير الوقائية، مع وضع آلية للدخول والخروج تبدأ من الساحات بتخصيص مجموعة من المسارات في ساحتي المسجد الغربية والجنوبية وفي الأبواب، إضافة إلى مسارات في الممرات المؤدية إلى صحن الطواف بما يساعد في تطبيق الإجراءات الوقائية والتباعد المكاني مع وضع مسارات في الطواف والمسعى. واستندت خطة أمن المسجد الحرام في الحج الاستثنائي على أربعة محاور؛ التنظيمي، والأمني الهادف إلى الحفاظ على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، والمحور الإنساني، والمحور الصحي المستحدث هذا العام، ووضعت من خلال المحاور آلية تحدد طريقة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام واشتملت على نقاط للمنع والتحكم وطوق أمني حول المنطقة المركزية إضافة إلى مركز للمراقبة التلفزيونية مجهز بأحدث التقنيات اللازمة وإدارة العمليات ومساعدة رجال الأمن العاملين في الميدان في تنفيذ الخطط. طوق أمني صارم يفرض الانضباط والنظام فرضت قيادة قوات أمن الحج طوقاً أمنياً منذ اليوم الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة حتى يوم الثاني عشر يوم النفرة من المشاعر المقدسة ما ساعد رجال الأمن على أداء واجباتهم، واستطاعت الجهات الأمنية المشاركة وقف التجاوزات والمخالفات التي تحدث كل عام وأعلنت قبل موسم الحج عدم وجود حملات للحج والتحذير من الحملات الوهمية التي تصطاد المواطنين والمقيمين. كما أحكمت القوات الأمنية قبضتها على مداخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من خلال نقاط التفتيش على الطرق السريعة والمداخل والأودية والجبال والطرق الترابية، وأثمر ذلك عن ضبط ألف مخالف للنظام، صدرت بحقهم الأحكام المختلفة من السجن والغرامات وردع من حاولوا العبور إلى المشاعر دون تصريح، كما ساهم نقل الحجاج في حافلات خاصة طوال رحلتهم في منع المتسللين من الوصول إلى المشاعر المقدسة كون جميع من يسيرون بالإحرام في الشوارع يعدون مخالفين ويتم القبض عليهم في الحال، فيما تفرغت الدوريات الأمنية بجانب الجهات الأمنية المشاركة لضبط الشوارع الرئيسية والمداخل ومنع الدخول للمشاعر المقدسة من الأحياء السكنية المجاورة. هنا أطهر وأعظم بقعة في العالم تضمنت الخطة التشغيلية للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تعقيم الحرم المكي عشر مرات طوال اليوم عبر 3500 عامل على أربع ورديات متواصلة طوال اليوم ما جعل الحرم المكي أفضل بقعة في العالم من حيث النظافة والتطهير، وخصصت وزارة الحج والعمرة ملزمة متكاملة للحجاج تمثلت في الحصى المخصص لرمي الجمرات المعقم والتي وضعت في أكياس بلاستيكية بعد أن تم تجهيزها مسبقاً حفاظاً على سلامة الحجاج، كما تم توزيع كمامات طبية طوال رحلة الحج. وساهم العزل الكلي للحجاج منع اختلاطهم بالآخرين وفي تنقلاتهم في المشاعر بمفردهم في حمايتهم من الأوبئة، وكانت تحركاتهم محدودة في إطار المشاعر وأداء فريضة الحج.
