دارفور تتحول إلى مركز نفوذ جديد وسط تصاعد الانقسامات في السودان    إسرائيل تعلن استئناف وقف النار وحماس تتهم واشنطن بالانحياز    لماذا الشيخ صالح الفوزان    بشراكات استثمارية تجاوزت قيمتها 33 مليار دولار... ملتقى الصحة العالمي يواصل فعالياته    مواجهات قوية في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    25 فارس وفارسة في تصنيف (TOP 100) العالمي بالرياض    «سلمان للإغاثة» يوزّع مساعدات غذائية متنوعة في بعلبك والكورة بلبنان    إلزام المبتعثين بتدريس الصينية    الرئيس السوري: المملكة تشكل أهمية كبيرة وبوصلة اقتصادية في المنطقة    منافسات سباقات الحواجز تواصل تألقها في بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    أمانة الشرقية تنظم ملتقى «الإعلام الإنمائي» الأحد المقبل    أمير منطقة جازان يستقبل مواطنًا لتنازله عن قاتل والده لوجه الله تعالى    300 طالبٍ وطالبة موهوبين يشاركون في معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في الدمام    جيروم باول: خفض الفائدة في ديسمبر ليس مؤكداً    "GFEX 2025" تستعرض أحدث تقنيات الطب الشرعي    السعودية ترحب بإعلان سوريا اعترافها بجمهورية كوسوفا    هيئة الأمر بالمعروف بجازان تفعّل معرض "ولاء" التوعوي بمركز شرطة شمال جازان    «هيئة الأوقاف» تنظم ندوة فقهية لمناقشة تحديات العمل بشروط الواقفين    أمير منطقة تبوك يستقبل مدير الأحوال المدنية بالمنطقة    سوريا تعلن الاعتراف بكوسوفو بعد اجتماع ثلاثي في الرياض    «إنفيديا» تتجاوز 5 تريليونات دولار بفضل الطلب على الذكاء الاصطناعي    الفالح ينوه بالخدمات المقدمة للشركات العائلية في المملكة    "رهاني على شعبي" إجابة للشرع يتفاعل معها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان    أمير منطقة جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    أمير منطقة الرياض يستقبل مدير عام قناة الإخبارية    نائب أمير الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية    الأفواج الأمنية بجازان تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لتهريبه 84 كيلو جرامًا من نبات القات المخدر    أمير جازان ونائبه يقدمان واجب العزاء للدكتور حسن الحازمي في وفاة نجله    المنكوتة والمعيني ينثران قصائدهم في سماء جدة    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية التركية بذكرى يوم الجمهورية لبلاده    عطارد يزين الليلة سماء السعودية    العويران: نصف الرياضيين يعزفون عن الزواج.. "يبحثون عن الحرية بعيدًا عن المسؤوليات"    روائع الأوركسترا السعودية تعود إلى الرياض في نوفمبر    بإشراف وزارة الطاقة ..السعودية للكهرباء و إي دي إف باور سلوشنز تفوزان بمشروع صامطة للطاقة الشمسية    أوكرانيا تستهدف موسكو بمسيرات لليلة الثالثة    رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية يغادر الرياض وفي مقدمة مودعيه نائب أمير المنطقة    الاتحاد يقصي النصر من كأس خادم الحرمين الشريفين    غضب من مقارنته بكونسيساو.. خيسوس: رحلة الهند سبب الخسارة    أشادت بدعم السعودية للبرنامج الإصلاحي.. فلسطين تطالب «حماس» بتوضيح موقفها من السلاح    مليشيا الحوثي تشن حملة داخل صفوفها    أطلقها نائب وزير البيئة لدعم الابتكار.. 10 آلاف مصدر علمي بمنصة «نبراس»    الاحتلال يشن غارة جوية على الضفة الغربية    أكد أن الاتفاق مع باكستان امتداد لترسيخ العلاقات الأخوية.. مجلس الوزراء: مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار يدفع نحو التنمية والازدهار    التعلم وأزمة المعايير الجاهزة    المناطيد تكشف أسرار العلا    "وثيقة تاريخية" تبرز اهتمام المملكة بالإرشاد التعليمي    تبوك تستعد للأمطار بفرضيات لمخاطر السيول    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضخماً من البنكرياس ويعيد بناء الوريد البابي    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي يُجري الفحوصات الطبية للملاكمين المشاركين بنزالات موسم الرياض    منتديات نوعية ترسم ملامح مستقبل الصحة العالمية    صحة المرأة بين الوعي والموروثات الثقافية    زيارة استثمارية لوفد من غرفة جازان    فيصل المحمدي من بيت امتلأ بالصور إلى قلب يسكنه التصوير    فترة الإنذار يالضمان الاجتماعي    ولادة توأم من بويضات متجمدة    العلماء يحذرون من الموز في العصائر    54 مليون قاصد للحرمين خلال شهر    كباشي: شكراً صحيفة «البلاد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مؤتمر مكة» يوصي بصياغة ميثاق شامل يتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين
مفتون وكبار علماء ووزراء شؤون دينية في العالم الإسلامي يؤكدون أهمية المرجعية الروحية للمملكة
نشر في عكاظ يوم 16 - 12 - 2018

اختتمت أعمال المؤتمر الإسلامي العالمي للوحدة الإسلامية «مخاطر التصنيف والإقصاء» (في أُفُقِ تَعْزيز مَفَاهيم الدَّولة الوطنية وقيمها المشتركة) الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، بمشاركة نخبة مميزة من العلماء وقادة الرأي والفكر في العالم الإسلامي والمرجعيات العلمية والفكرية للجاليات الإسلامية، يومي 5-6 /4 /1440ه (12-13 /12/ 2018)، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وبحضور 1200 شخصية من مفتي العالم الإسلامي وعلمائه ودعاته ومفكريه من 127 دولة و28 مذهباً وطائفة يمثلون المكون الإسلامي العام.
ونوه المؤتمر في ختام أعماله، بأهمية مضامين الكلمة الضافية التي تفضل بها راعي المؤتمر للحضور، مؤكداً أنها تُمثل وثيقة مهمة بالنسبة لجمعهم التاريخي الاستثنائي في أطهر بقاع الأرض حيث متعلقهم الروحي وقبلتهم الجامعة، وأن الكلمة الكريمة جاءت مفعمة بتحفيز همم العلماء والدعاة والمفكرين نحو أهداف المؤتمر.
وثمن المشاركون في المؤتمر، جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، ولاسيما جهودهما في محاربة التطرف والإرهاب إذ تُعد المملكة الدولة الأهم والأبرز في مكافحة الأفكار المتطرفة والإرهابية والأكثر فعالية في مواجهة الجرائم الإرهابية، فقد أنشأت وقادت أهم تحالف في هذا الشأن وهو التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، كما أسهمت بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة داعش وأنشأت أقوى المنصات العالمية لمواجهة أفكار التطرف والإرهاب.
ودعا المؤتمرون إلى إنشاءُ لجنة جامعة تمثل المكونات الإسلامية المختلفة لصياغة ميثاق إسلامي شامل يتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين، ويُبين الأصول والثوابت المُحْكَمَة الجامعة لهم، ويُحَرِّر مواضع النزاع المهمة، ويحيلها لأهل الاختصاص للدراسة والنظر، وتقريب وجهات النظر فيها ما أمكن، وأن تتولى رابطة العالم الإسلامي تبني ذلك من خلال وثيقة إسلامية جامعة تحت عنوان: «وثيقة مكة المكرمة» يتم عقد ميثاقها بجوار البيت العتيق.
وحذر المؤتمر من تصدير الفتاوى خارج نطاقها المكاني، وذلك أن لكل جهة أحوالها وأعرافها الخاصة بها التي تختلف بها الفتاوى والأحكام، حاضاً على قصر العمل الموضوعي المتعلق بالشؤون الدينية الرسمية لكل دولة على جغرافيتها المكانية دون التدخل في شؤون غيرها، والتأكيد على أهمية إيجاد مرجعية علمية موحدة لكل دولة في كيان فتوى عامة أو هيئة علمية مختصة تُعنى بالتصدي للقضايا الشرعية العامة، ومؤكداً أن مثل هذه التدابير من شأنها أن تحفظ السكينة الدينية لكل دولة بما في ذلك ما يسمى بالأقليات الدينية إذ يجب احترام مرجعيتها العلمية الخاصة بها، وأن يكون التعاون البيني في هذا مقتصراً على مواجهة أفكار التطرف والإرهاب وعلى الدراسات والأبحاث وتنظيم الملتقيات العلمية والفكرية لرفع مستوى الوعي والتصدي للمستجدات ذات الشأن العام، ولا يستثنى من ذلك إلا ما كان بطلب رسمي من الدولة المضيفة، أو داخلاً في اختصاص المجامع العلمية ذات الطابع الدولي.
ودعا المؤتمرون، «الأقليات» في الدول غير الإسلامية إلى الاندماج الوطني الإيجابي من خلال مفهوم الدولة الوطنية الشاملة، وأن تكون مطالباتهم بخصوصياتهم الدينية وفق أنظمة الدولة الوطنية دون ممارسة أي أسلوب من أساليب العنف أو الاستعداء.
كما دعا المشاركون المسلمين بتنوعهم وتعددهم إلى الاجتماع حول ثوابت الدين ومحكماته الجامعة، والعمل على تجاوز الخلافات السلبية وحل مشكلاتها بروح الأخوّة الإسلامية، والنأي عن سلبيات التنابز بالتكفير والتبديع والتضليل، والاستمساك بأدب الإسلام في الخلاف، ومنهجه في حل النزاعات، مشددين على أن وحدة المسلمين وتآلفهم مقصد شرعي لا يجوز التمادي في نسيانه، ولا التأخر في إنجازه، وأن الشروع في تحصيل متطلباته هو واجب الجميع، وأن بديله هو فساد ذات البين.
وشدد المؤتمرون في توصياتهم على ضرورة ألا يُفهم من الوحدة الإسلامية، التحزب لمعاداة ومناجزة الآخر، بل تحث على التواصل والتعاون والتعايش معه وصولاً للهدف المشترك بين الجميع وهو إحلال السلام والوئام حول العالم، إذ إن جمع الكلمة الإسلامية يوحد قرارها نحو تحقيق تلك الأهداف النبيلة بقواسمها المشتركة مع غير المسلمين، ويُعزز من وعي المجتمع المسلم، ويُحَصِّنُهُ من أفكار التشدد والتطرف والإرهاب مع فتح آفاق الحوار مع الجميع بالمنطق الحضاري المستنير.
وفي ما يخص العلاقة البينية بين المكونات المختلفة للأمة المسلمة، أكد المؤتمر أن ما تعانيه بعض دول العالم الإسلامي من متاعبَ ومآسٍ هو حصيلة متوقعة لحالة التمزق التي تعصف بتلكم الدول، والتي غرق بعضها في وحل العنف الطائفي، فتبددت مواردها، وتبعثرت طاقاتها في معارك عبثية، تستنبت الألم من جراحات الماضي وخلافاته التي حقها أن تطوى في ردهات التاريخ، ويُستفاد من دروسها وعبرها لتجنب الوقوع في مثيلاتها، وأن استمرار مثل هذا التخلف لا يَعِدُ بأملٍ جديدٍ حيال كل من وقع في شِرَاكِه، كما هي سنةُ الله تعالى في خلقه وتدبيره.
وأوضح المؤتمرون كذلك أنّ العلاقة الحاكمة بين المكونات الإسلامية ترتكز على جملة قواعد، هي:
-أن المسلمين أمة واحدة يجمعهم الإيمان برب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة، شعارهم قوله تعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة» (الأنبياء: 92)، ويدينون جميعاً لله بدين وشريعة تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تباعد، وهم شركاء في صناعة الحضارة الإسلامية، ومواجهة التحديات الراهنة، فالمشتركات الجامعة بينهم تسمو بقوتها وصدق العمل بها على أسباب الفرقة والتناحر.
- المسلمون متساوون في الحقوق والواجبات، وهم جسد واحد مهما نأت بهم الديار أو اختلفت بهم الرؤى والاجتهادات والمواقف، تجمعهم مقاصد الإسلام السامية، ورسالته الحضارية الخالدة المشعة بنورها على الجميع والداعية دوماً إلى تحقيق الرحمة والعدل والإحسان، والتسامح والأمن والسلام بين الناس أجمعين.
-الوحدة الدينية والثقافية غرض نبيل متأصل في وجدان الشعوب المسلمة، يعزز من جهود نشر القيم الإسلامية وخصوصاً قيم العدل والسلام، ويؤكد أهمية المراجعة لتصحيح المسارات الخاطئة، ويعتبر أهم عنصر في عصرنا الحاضر لتفعيل الرسالة العالمية للإسلام المشعة بنور عدلها وتسامحها ومحبتها على الإنسانية جمعاء.
- توحد المسلمين وتضامنهم ليس موجهاً ضد أحد، بل هو تحقيق لغرض ديني نبيل، وامتثال للنداء الإلهي الكريم «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» (آل عمران: 103)، يَمْضي بالمسلمين إلى الإسهام في صناعة عالم تسوده العدالة والسلم والتراحم والوئام، ويفتح صفحات إيجابية في العلاقة الحضارية بين الأمم، والحوار الثقافي بين الشعوب، على أسس من الاحترام المتبادل، والتعاون في إعمار الأرض، وتحقيق أمن الإنسان ورخائه، ومواجهة التحديات التي تهدد مستقبل الإنسانية، مع تأكيد أن وقائع التاريخ القاسي المحسوب في الكتابات غير المنصفة على الإسلام أو المحسوب على غيره من الأديان ليس أي منها محسوباً على حقيقة الأديان، وإنما هي اجتهادات أو مطامع أو جنايات بشرية يتحمل إثمها ووزرها أصحابها، إذ ليس أحد من البشر معصوماً سوى أنبياء الله ورسله فيما يبلغونه عن ربهم جل وعلا، وأن تدخل المصالح السياسية والمادية باسم الأديان فعلت فعلها وشوهت سمعتها وهو ما ترجمته فصول قاسية من تاريخ الأديان تُرْوَى بكل ألم، ولا يزال البعض يستدعيها لإذكاء الجراح فيما يتعين شرعاً ومنطقاً طي صفحتها وقد قال الحق سبحانه: «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون».
- التنوع المذهبي والثقافي في المجتمعات الإسلامية يقتضي إقامة شراكة عادلة ضمن عقد اجتماعي يتوافق عليه الجميع، يرفض دعوات الاستعلاء المذهبي والثقافي، ويستثمر تعدد الرؤى وتباين النظر في إثراء الحياة المدنية والحضارية، وحفظ مقدرات الأمة، وتحقيق تنمية وطنية شاملة تُسعد الجميع، ويُبرهن على أن التعدد والتنوع الإيجابي ثراءٌ معرفيٌّ يُضاف لرصيد الأمة الإسلامية ثقافياً وحضارياً.
- إحياء مبادرات الحوار بين المسلمين ضرورة لا مناص منها لتجاوز النزاعات والسجالات السلبية، والسمو بهذا الوعي إلى تعزيز السِّلم المذهبي، وإشاعة ثقافة التراحم والتآخي وتقريب وجهات النظر بينهم.
- ما يثار عن الإسلام من سلبيات يُعبِّر عن الجهل بحقيقته، ويكشف من جانب آخر تقصير بعض المسلمين في سلوكهم المُعَمَّم بالحكم الخاطئ على الإسلام، فحملات التشويه ضد الإسلام يتحمل بعض المسلمين نصيباً من وِزْرها.
- اجتهادات علماء المذاهب الإسلامية إثراءٌ مهم يُعَبِّرُ عن فهومهم الشرعية التي وصلوا إليها بحسب سياقات الزمان والمكان والأحوال والأعراف، وهي اجتهادات جديرة بالاحترام، لا التقديس والتعصب.
- تأكيد أن الوحدة الإسلامية تعني الوفاق والتآلف والتعاون وتوحيد الجهود في مواجهة موجات الشر، وفي طليعتها أفكار التشدد والتطرف والإرهاب.
جماعات «الإسلام السياسي» شقّت الصف ونسجت المكائد
وأضاف المؤتمرون في توصياتهم أن الوحدة الإسلامية تعني نبذ كل شعار أو اسم مرادف لاسم الإسلام الجامع للمسلمين وعدم القبول بأي دخيل مزاحم له من الشعارات والأسماء المعبرة عن اتجاهات فكرية وحزبية خرجت عن هداية الإسلام، وخصوصاً ما يسمى بالإسلام السياسي الذي يتغيا تحقيقَ أهدافٍ سياسيةٍ دخلت عبر تاريخها الطويل - منذ تأسست حتى اليوم - في صراعات ومكائد مع نفسها عندما تنفرد بالسيادة، ومع غيرها عندما تكون خارج السيادة، والشاهد التاريخي يفيد بأنها لم تنل خيراً سوى شق الصف الإسلامي الواحد الذي يعتز جميعه بأنه محسوب على الأخوة الإسلامية لا على فصيل أو حزب أو جماعة تحتكر هذه الأخوة وتعتقد في أدبيات رموزها أن الأمة قد ارتدت على أدبارها وأنها تعيش جاهلية جديدة وتُشكك الأمة في إيمانها وإسلامها، وهي بمكرها تُظهر الوداد واللين للمسلمين كافة داخل دولهم الوطنية مبدية في الظاهر احترام شرعيتها عندما تكون الدولة الوطنية في يُسرها وسكينة أحداثها، فيما تلتف على ذلك كله في عسرها وعاصف أحداثها في سلسلة من التدابير المكشوفة على وجدان الأمة بمحاولات تعمق خسارتها وهزائمها، غير متعظة بنفسها قبل غيرها يحملها إلى ذلك: اللهاث على الأخذ بزمام الأمور، واحتكار الإسلام على مواصفات عنفها المُبَيَّت والمكشوف فيما لم تلبث (قليلاً) وقد هيمنت (وقتاً يسيراً) حتى ضَرَبَتْ ذات اليمين وذات الشمال بل صار في داخلها مساجلات ومواجهات، وهي في ذلك كله لا تتوانى عن التنازل عن القيم التي تزعم بعثها من جديد، ولا عن عرض نفسها على من حذرت كتاباتها وبياناتها وراسخ أدبياتها من غزو أفكار الآخر للقيم الإسلامية.
وشددوا على أن اعتدال الإسلام الممثل لمنهجه الواحد بشعاره الشامل والحاضن للجميع، يرى أن قيم الإسلام ثابتة لا تقبل المزايدة ولا التنازل مهما تكن الذرائع، وأن الآخر غير الإسلامي له حق الكرامة وحسن التعايش ومحبة الخير له والتعاون الصادق معه لتحقيق المصالح المشتركة والسعي لبناء جسور المحبة والوئام الإنساني، وصولاً لعالم يسوده العدل والحرية والسلام مع تبادل حسن الظن بين الجميع، والبعد عن افتعال الصدام الحضاري والثقافي وعن مبالغات نظريات المؤامرة والمكايدة، والعمل معاً لمواجهة التطرف المحسوب زوراً على الإسلام والتطرف المضاد في صورته الأبرز المسماة الإسلاموفوبيا، مع أهمية إدراك الجميع أن الاختلاف والتنوع والتعددية سنة من سنن الله تعالى في خلقه وأنه لا حَمْلَ على الأديان والمذاهب والأفكار بالإكراه، وأن ممارسات من يفعل ذلك تُخطئ شرعاً وعقلاً، وأن الله سبحانه هو مَن يحكم بين العباد يوم القيامة، وأنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء والمرسلين، وأن هذا الاختلاف والتنوع يكون كذلك داخل الدين نفسه كما في المذاهب الإسلامية وغيرها، وأن مبدأ المجافاة والتوجس من المخالف لا يرتد سلباً على الدين الآخر فقط بل على داخل الدين نفسه، وأن السبيل الأمثل في ذلك كله هو دعوة الجميع إلى كلمة سواء بالحوار الحضاري الذي يستصحب محبة الخير للجميع.
وشدد المؤتمر على أن الوحدةَ الإسلاميةَ لا تَحْمِلُ تجاه الآخر سوى محبة الخير وحسن التفاهم والتعايش والتعاون، والحوار بالحسنى، وأن سلبيات الكراهية والتنابز السائد في كتابات من لم يتخلق بقيم الإسلام الرفيعة لا تُمثل الإسلام، وليست محسوبة إلا على أصحابها. ودعا المؤتمر المسلمين إلى التمسك بالاسم الجامع الشريف الذي سمانا الله به «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ» (الحج: 78)، وإلى تجاوز الأسماء الضيقة القائمة على التصنيف والإقصاء يما يحمله من مخاطر على الفرد والجماعة، ولا سيما تعميق النعراتِ الطائفية والنظرياتِ الإقصائية والتزهيد في شرف المظلة الكبرى الجامعة للمسلمين كافة وهو اسم وشعار الإسلام وليس غيره.
رفض المشاريع الطائفية.. والدعوة إلى تفويت الفرصة على المتطرفين
وطالب المؤتمرون بتعزيز العلاقات بين المذاهب والطوائف المسلمة، بترسيخ الثوابت المحكمة، وتفهم الاجتهادات الممكنة، وبناء جسور الثقة والتفاهم والتعاون على المشتركات الجامعة، وتجاوز الآراء والمواقف الشاذة، وعدم الاستسلام للإرث التاريخي المصطبغ بروح سلبية أفرزتها صراعات تاريخية لا مبرر لها في العموم، إضافة إلى نشر ثقافة الأخوة الإسلامية، والتحلي بالصِّدْقية والموضوعية في التعامل مع القضايا البينية، والتماس العذر وإحسان الظن، وعدم الانجرار لدواعي النعرات المذهبية والصدام الطائفي الذي يشيع ثقافة الحقد والكراهية، ويثير الشقاق والتوتر والتعبئة الخاطئة لمشاعر المسلمين، ويستجر إلى العنف والتطرف وما يستتبعهما من معارك تثور ولا تخمد، وتؤخر ولا تقدم.
ورفض ظاهرة التهجم على رموز المذاهب الإسلامية، ومنع التطاول على منتسبيها بالتكفير والتسفيه والامتهان والازدراء، والتنديد بالمسيرات والمظاهر الطائفية، واعتبارها صورة من صور استنبات الكراهية واستدعاء العنف، لما فيها من إثارة سلبية للمشاعر الدينية، كما أكد رفضه دعوات الاستعلاء والإقصاء والتحزب، وجمع الطاقات وترميم الفجوات لمواجهة قوى التطرف والإرهاب والغلو الطائفي الذي أساء للإسلام بشعاراته المزيفة وأطروحاته الفاسدة في سياق جدليات عقيمة تحمل عليها أفكار مشبعة بالجهل والتخلف فضلاً عن أجندة المصالح التي يعلمها الجميع في لحن قولها وهمجية فعلها، إضافة إلى رفض السجالات العقيمة بين المذاهب والطوائف مهما تكن ذرائعها العلمية والفكرية واعتبارها مُسْعِرة الغلو الطائفي ومثيرة للفتنة وأن درء مفاسدها مقدم على جلب مصالحها على فرض التساوي فكيف بها وقد غلبت مفاسدُها مصالحَها. ودعا المؤتمرون إلى دعم الجمعيات والمؤسسات الإعلامية والاجتماعية التي تعملُ على تعزيز المشتركات الإسلامية، وترسيخ القيم الوسطية، والشروع في إنشاء أو تفعيل المؤسسات الإسلامية الوحدوية، وتطوير عملها لتحقيق التكامل الإسلامي في كافة المجالات الحيوية، مطالبين بتمكين كافة المكونات الدينية والمذهبية والثقافية من ممارسة شعائرها بحرية، واحترام خصوصياتها، والتخلية بينها وبين حقها في المحافظة على هويتها الثقافية والاجتماعية، والاستفادة من التنوع في بناء مجتمع تنموي متجانس على أساس من المواطنة العادلة والشاملة التي تُشرك الجميع في برامج التنمية ومخرجاتها. وأوصى المؤتمر، بإيجاد حل عادل للمشكلات السياسية والتوترات البينية، والعمل على التخفيف من تبعاتها، والسعي في إشاعة القيم الإسلامية الجامعة، وتفويت الفرص على القوى المتطرفة الراغبة في تأجيج الصراع بين المذاهب والطوائف الإسلامية، مع التعاون في سبيل التصدي الحكيم للتحديات المحدقة والأعمال الإجرامية الظالمة سواء كانت في الداخل الإسلامي أو خارجه، ومكافحة التعصب والانغلاق والتطرف والجهل، ورفض المشاريع الطائفية التي تمارس الإقصاء البغيض، ووضع خطط مشتركة لأولويات العمل في ذلك في مساراته كافة، بما يتجاوز المعوقات التي تُعَرِّضُ النسيج الوطني للتمزق، وتمنع تكامله، وتبعثر موارده، مشيداً وداعياً للإفادة في هذا من تجربة الجمهورية الجزائرية في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي انتصرت بها (بحمد الله) على محاولات تمزيق وحدتها الوطنية والتأثير على وجدانها الإسلامي الوسطي المعتدل منهية بذلك ما يسمى بالعَشْرية السوداء إذ أعادت تلك العزيمة القوية والصادقة للجزائر وئامه وسلمه ووحدته.
إيقاف شذوذات فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع
وحض المؤتمرون على التعاون الفاعل على مواجهة الفقر والمرض والكوارث، ورفض استغلال هذه الظروف في تمرير مشاريع التوسع المذهبي والطائفي، منددين في بيانهم الختامي بسياسات القتل والتهجير المذهبي القسري، ورفض مفاهيم المحاصصة الطائفية، وضمان حقوق المواطنة الكاملة وفق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع باعتماد معيار الكفاءة مع مواجهة مظاهر الفساد بكافة أنواعه وصوره وفق نظام وتقويم دوري معلن للجميع بكل وضوح وشفافية.
وطالبوا الدول والمنظمات بتحمل مسؤولياتها في التصدي لممارسات التطرف والإرهاب، والسعي في إيقاف الحروب والنزاعات، ووضع حد للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها ضحايا هذه الحروب، والتي أنتجت الملايين من القتلى والمعاقين والجرحى والمشردين، وقادت العالم إلى مزيد من الكراهية والعداوة في طليعتها ممارسات التطهير العرقي ومحاولات طمس الهوية الدينية بالكامل التي تتعرض لها بعض الأقليات بأساليب إرهابية لا تقل بشاعة وهمجية عن إرهاب داعش والقاعدة، مع دعوة المجتمع الدولي ليكون أكثر حياداً وجدية وحزماً حيال هذه الجرائم الإرهابية لتستمر منظومته ببارقة أملها قبل أن تفقد مصداقيتها.
ودعا المشاركون إلى إيقاف شذوذات فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع، وإحالة مسائل الخلاف العامة إلى الحوار الرزين الذي يضطلع به العلماء الراسخون والمجامع العلمية دون غيرهم، بعيداً عن الهوى والتعصب المقيت، مع اعتبار الفتاوى الفردية في القضايا العامة مجازفة علمية تسيء للشريعة في غالب أحوالها فضلاً عن تبعاتها السلبية المتعددة على حسن تدابير الشأن العام علاوة على تأثيرها على الوئام الوطني وسكينته وسِلْمِهِ.
وأوصى المؤتمر، بأهمية توعية الشباب المسلم بخطورة الحماسة والعاطفة الدينية المجردة عن الوعي بما في ذلك عدم الدراية بالحكم الشرعي في كل واقعة عن طريق الراسخين في العلم الذين يُحسنون النظر في الوقائع (جمعاً وتفريقاً)، ومن ثم إنزالها على نصوص الشريعة ودلالاتها ومقاصدها وقواعد الترجيح بين المصالح والمفاسد، مع النظر الصحيح في فقه المآلات، وسد الذرائع، والمصالح بأحكامها الثلاثة (إرسالاً واعتباراً وإلغاءً)، مع ضوابط تغيُّر الفتوى والحكم، وكذا مراعاة حُسن النظر في قواعد الإطلاق والتقييد، والإجمال والبيان، والعموم والخصوص، والمفاهيم بأنواعها وما يحكمها من قواعد، كل هذه وغيرها من قواعد الفقه والأصول تُمثل بُعداً غائباً وحلقةً مفقودةً لدى كل متجاسر على أحكام الشريعة وهو خالي الوفاض منها علماً وفقهاً في غمرة الانخداع بحَفَظَةِ النصوص دون فقه، فضلاً عن مجتزئيها، ودعوة كل من تصدر للفتوى العامة من مرجعيات علمية فردية، أو مَجْمَعِيّة إلى الاستطلاع اللازم والكافي عن كل واقعة تتصدى لها، وألا يَصْدر عنها بيان شرعي قبل الحصول على التفاصيل كافة من مصادرها المعتبرة مع الاستعانة بالمختصين من ذوي الصلة في كل فن للإيضاح وطلب الرأي، مع استرعاء علم الجميع بأن التساهل في هذا أوصل لفتاوى وقرارات وبيانات تحمل أخطاء جسيمة حتى اضطُر بعضها لاحقاً إلى الاعتذار والتراجع، ومنها ما تم التعقُّب عليه من قبل مرجعيات أخرى أوضحت بالحقائق ودلائل الشريعة ما صدر عن أخواتها مِنْ وهم كبير تطلبت براءة الذمة إيضاحه، فيما بقي غيرها على خطئه الفادح باسم فتوى وعلم الشريعة، وهو ما منح المغرض فرصة للنيل منها والتقليل من شأنها، وصولاً لفقد الثقة بها، حاملاً في هذا شواهدَ خطئها الجسيم.
وطالب بأن تكون الملتقيات الفكرية والثقافية جامعة لكلمة المسلمين، بعيدة عن التصنيف والإقصاء تحت أي شعار غير شعار واسم ووصف الإسلام الجامع، مع ترسيخ الإيمان بالسنة الكونية في الاختلاف والتنوع والتعددية، وأن يقتصر دور المؤسسات الدينية الرسمية في كل بلد على شأنها الديني الخاص دون التدخل في شؤون غيرها، إذ لكلٍّ أحوالُه وأعرافُه التي تتغير بها الفتوى والحكم، وأن تكون اللقاءات فيما بينها لتعزيز اللحمة الإسلامية في شأنها العلمي والفكري والوجداني وطلب الإثراء والتبادل المجرد فيما بينها. وأكد أهمية دعوة الجامعات والهيئات العلمية والفكرية إلى تعزيز دورها التربوي والتثقيفي في تأصيل مفاهيم الوحدة والتضامن والتعاون والمحبة والوئام، من خلال ترسيخ الحفاوة بتعدد المدارس الإسلامية في سياق عطائها العلمي والفكري المشروع، واعتباره من مظاهر سعة الشريعة الإسلامية وعالميتها ورحمتها بالعباد.
تأكيد أهمية المرجعية الروحية للمملكة
كما شدد على أهمية دور المرجعية الروحية للمملكة العربية السعودية للمسلمين كافة بجميع دلالاتها، باعتبارها منارة الإسلام والمسلمين ومهوى أفئدتهم وملتقى جمعهم، مجدداً تأكيد أن المحاولات المغرضة التي تستهدف بتحاملها المكشوف الإساءة لها هي بالنسبة لهم خط أحمر، بما تمثله من إساءة لأكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم يَجِدُون في المملكة المحضنَ الكبير لهم من موقع تشرُّفها المستحق بخدمة مقدساتهم والسهر على راحتهم في أداء نسكهم وزيارتهم.
وأكدت توصيات المؤتمر أن الدولة الوطنية (بقيمها المشتركة مع شقيقاتها من الدول في نطاق هويتها الإسلامية) تُعَدُّ امتداداً لمفهوم الأمة باعتبارها أحد مكوناتها التي تتلاقى وتتكامل مع أخواتها في إطارها الدولي الديني ببرامجه العلمية والفكرية تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، وإطارها الدولي السياسي تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، وإطارها الدولي الاقتصادي تحت مظلة البنك الإسلامي للتنمية، وغيرها من المؤسسات الإسلامية الجامعة، وخصوصاً التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم الدول الإسلامية المتحالفة مع عدد من الدول الصديقة الداعمة، مع تأكيد العِقْد الجامع للدول الإسلامية (في كياناتها الوطنية ذات السيادة المستقلة)، وهو قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية التي تضطلع بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما والسهر على راحتهم.
وثمن المشاركون، تواصل رابطة العالم الإسلامي من قدسية مقرها في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية ومن منطلق مهماتها العلمية والفكرية والاجتماعية والحقوقية مع أتباع الأديان والثقافات لتعزيز القيم المشتركة وتفعيل دورها في سبيل تحقيق الوئام والسلام وخصوصاً ترسيخ مفاهيم التعايش والاندماج الإيجابي في الدولة الوطنية الشاملة بطيفها الديني والعرقي.
7 مضامين لمقترح «المنتدى العالمي للوحدة الإسلامية»
وطالبوا رابطة العالم الإسلامي باستمرار رعاية ودعم الشعوب الإسلامية، مثمنين جهود الرابطة في استضافتهم لزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإقامة المؤتمر السنوي في الحج الذي كان له أثر روحي كبير في نفوس الشعوب المسلمة.
ودعا المؤتمرون رابطة العالم الإسلامي لإنشاء منتدى عالمي للوحدة الإسلامية يتضمن:
1 مبادرات وبرامج عمليه لتعزيز القيم المشتركة في الداخل الإسلامي، مع مد جسور التواصل والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات والعمل على مشتركاتها.
2 إيجاد مبادراتٍ وبرامجَ عمليةٍ ضمن مناشط المنتدى العالمي للوحدة الإسلامية وذلك لتعزيز قيم التسامح والتعايش من أجل السلام والوئام في أفق ترسيخ الوعي ولا سيما في صفوف الشباب.
3 تتضمن تلك البرامج رصد وتحليل كافة الأطروحات السلبية ومن ثم التصدي لها بكفاءة عالية تعتمد الحكمة والمنطق والمتابعة الجادة والواعية في التعامل معها.
4 يعمل المنتدى العالمي للوحدة الإسلامية على اقتراح البرامج التأهيلية التدريبية المرسخة لقيم الاعتدال الإسلامي والمعززة لوعيه وذلك للأئمة والخطباء والدعاة والمرشدين حول العالم، ويقوم بذلك نخبة من كبار المختصين في العالم الإسلامي بمختلف مذاهبه ومدارسه من خلال المشترك الجامع بينهم وهو الاعتدال العلمي والفكري الذي يحمل رسالة التسامح والسلام والوئام والتعايش مع الجميع، ويتفهم بوعي كامل سنة الخالق جل وعلا في الاختلاف والتنوع والتعدد بين بني البشر.
5 يعمل المنتدى على اقتراح المناهج الدراسية الداعمة لأهدافه التوعوية من خلال برامج يشترك في إعدادها نخبة من كبار العلماء والتربويين عبر مخرجات هذا المنتدى الذي سيعمل فيه كفاءات علمية وتربوية وفكرية متنوعة من كافة المذاهب والمدراس والاتجاهات المحبة للخير وإسعاد البشرية عن طريق جهودها الصادقة والجادة في تعميق الوعي ونشره ومواجهة الأفكار المتطرفة والكارهة والمثيرة للصدام الحضاري والثقافي والمعيقة للتعاون والتبادل والشعور الإيجابي نحو الآخرين.
6 يركز المنتدى في جهوده التوعوية للشباب المسلم على احترام العهود والمواثيق ولاسيما دساتير وأنظمة الدول الوطنية التي يعيشون فيها (الإسلامية وغير الإسلامية) وعلى التحذير من الإساءة إليها تحت أي ذريعة.
7 يركز المنتدى في جهوده التوعوية على التعامل مع الجميع بمحبة الخير لهم والصدق معهم والترفع عن أي أسلوب من أساليب مواجهة الإساءة بالإساءة بل العفو والصفح والعمل على تأليف القلوب وتقريبها.
ورفع المؤُتمرون في ختام أعمالهم، برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله على الرعاية الكريمة، سائلين المولى جل وعلا أن يجزيه وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء، على ما قدَّما ويقدِّمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.