رغم تعدد دور الإفتاء والبحوث الإسلامية والمجمعات الفقهية التي تصل لأكثر من 40 مجمعا ودارا فقهية وإفتائية في العالم، غابت «خريطة ساعات الصيام المعتمدة شرعا» وتولت المهمة شركات غير مسلمة، خصوصا الرقمية منها كشركة «قوقل»، التي تحاول رسم خريطة صيام العالم بطريقة الغروب والشروق، لوجود مهندسين من دولة الهند في البرمجة البحثية للشركة، وتسوق الخريطة الرقمية على فنادق عالمية، وساهم غياب فاعلية دور الإفتاء والمجمعات الفقهية الإسلامية في نجاح تلك الشركات في ملء الفراغ. وينتظر المسلمون خريطة صوم معتمدة من أطهر بقاع الأرض، بيد أن الدول الإسلامية فشلت في التوافق على رؤية هلال رمضان وتحديد اليوم الأول من الشهر الفضيل. وتسجل مدينة أولو أكبر المدن في شمال فنلندا، أطول ساعات صيام في العالم، إذ يصوم المسلمون 23 ساعة إلا 4 دقائق، أي أن فترة الإفطار تصل إلى ساعة و9 دقائق، فيما تصل مدة الإفطار إلى أقل من ذلك في مدن أخرى في شمال فنلندا، إذ تصل إلى 49 دقيقة، ولا يزال المجمع الإسلامي الفنلندي يحاول الوصول لخريطة متساوية تضبط ساعات الصوم بحركة غروب وشروق الشمس. وقبل 40 عاما، نظر مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة في مسألة صيام المسلمين في الدول الأسكندنافية التي يطول فيها النهار في الصيف ويقصر في الشتاء، ومسلمي المناطق الشمالية منها التي لا تغيب عنها الشمس إطلاقا في الصيف، وعكسه في الشتاء. وأصدر المجلس قراره ال61 بتاريخ 12/4/1398ه، الذي نصه «على المكلفين أن يمسكوا كل يوم منه عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس في بلادهم ما دام النهار يتمايز في بلادهم عن الليل، وكان مجموع زمانهما 24 ساعة. ويحل لهم الطعام والشراب والجماع ونحوها في ليلهم فقط وإن كان قصيرا، فإن شريعة الإسلام عامة للناس في جميع البلاد، وأن من عجز عن إتمام صوم يوم لطوله، أو علم بالأمارات أو التجربة، أو إخبار طبيب أمين حاذق أو غلب على ظنه أن الصوم يفضي إلى إهلاكه أو مرضه مرضا شديدا، أو يفضي إلى زيادة مرضه أو بطء برئه أفطر، ويقضي الأيام التي أفطرها في أي شهر تمكن فيه من القضاء». وأوصى المجلس المسلمين في تلك البلدان بأن يحددوا أوقات صلاتهم معتمدين في ذلك على أقرب بلاد إليهم يتمايز فيها الليل من النهار، وتعرف فيها أوقات الصلوات الخمس بعلاماتها الشرعية في كل 24 ساعة، والأمر منطبق على الإمساك والإفطار. واعتمدت الفتوى من الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله) الذي كان رئيس رئاسة هيئة كبار العلماء، ورئيسا لرئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورئيسا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيسا لرئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وتلقى السؤال قبل 40 عاما من المجمع الإسلامي الفنلندي. وينتظر 1.62 مليار مسلم حول العالم من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ربطهم بالعاصمة المقدسة مكةالمكرمة، وتحويل الفتوى السابقة لخرائط شرعية دقيقة تضبط ساعات صيامهم.