هو مكمن للغاز الصخري، يُغير قواعد اللُعبة في خريطة الغاز العالمية، ونحنُ في عصر الطاقة الذهبي وعام رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، ودورها الريادي في استشراف المستقبل الواعد، في ظل امتلاك المملكة لخامس أكبر احتياطي للغاز التقليدي بالعالم، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر ونحن نرى قوامنا الاقتصادي محط أنظار العالم، برؤية استثمارية طاقتها (بشرية وطبيعية) بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وقائد التغيير سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظمها الله-، وتحويل المملكة من بلدِ مُعتمد على مصدر النفط إلى بلد استثماري، وعملاق اقتصادي يستغل موارده كافة في تنويع مصادر الدخل، ليُصبح "حقل الجافورة" إحدى مكامن ثلاثة بالمملكة إلى جانب منطقة "الربع الخالي" ومنطقة "حزم الجلاميد" شمالي السعودية، والتي يعود زمنها للعصر الجوراسي، واهتمت به أرامكوا منذ اكتشافها أثناء عمليات التكسير الحفري عام 2014 لتُطوره في العام الحالي بحجم 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الرطب، واستثمارات تصل إلى 110 مليارات دولار، لينطلق إنتاجه مطلع عام 2024، بمنطقة الأحساء، بطول 170 كلم، وعرض 100 كلم، في ظل توقع زيادة الطلب على الغاز بنسبة تقارب 50% بحلول عام 2040 وفق شركة "بريتيش بتروليوم"، اضافة إلى أن الغاز الطبيعي يعمل على تغذية القطاعات الصناعية التي تخلق فُرص عمل، ليُسهم في تحرير مليون برميل تقريبًا من النفط ومشتقاته، وتوفير صافي دخل سنوي بنحو 32 مليار ريال، ورفد الناتج المحلي الإجمالي بنحو 20 مليار دولار (75 مليار ريال) سنوياً. إذاً نمتلك بُحيرة غنية بالغاز غير التقليدي التي يتطلب استخراجه وسائل علمية وتقنية مُتقدمة تُعرف بالتكسير الهيدروليكي، للحفر تحت ضغط عالٍ جداً داخل طبقات المكمن مما يؤدي إلى تكسيره وإخراج الغاز المحبوس بين الصخور، لتسبق احتياطات السعودية التي تُقدر بحوالي 507 تريليون قدم مكعب (الاحتياطات المثبتة سابقا 307) الولاياتالمتحدة ب 43 تريليون قدم مكعب، والتي تنتج الأخيرة احتياطي 464 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الطبيعي المؤكدة، وتضم حوالي 308 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الصخري، لتُزيحها المملكة عن مرتبتها الرابعة، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وتشغيله بكامل طاقته التي من المتوقع ان تصل إلى 3 مليار قدم مكعب في اليوم عام 2036. ولكن ما سر اتجاه المملكة لتلك الخطوة الأن، رغم امتلاكها لخامس أكبر احتياطي للغاز التقليدي في العالم؟، والجواب اعتمادها على ثلاثة قواعد في رؤيتها 2030وتحولها الوطني2020، أولاها: قلة تكاليف انتاجه وقلة الانبعاثات الكربونية، ونسبة الغاز الغير تقليدي أكثر وغالباً ما يكون (حر) غير مصاحب للنفط وتلك ميزة عن الغاز التقليدي المصاحبة للنفط، واحتوائه على نسبة عالية من الايثان، جوهرة الصناعات البتروكيماوية، اضافة إلى سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيماوية، وهو ما يُثبت للعالم قدرتنا على غزو المُستقبل بصناعة الطاقة والاستفادة من ثروتنا في إنتاج الكهرباء والمياه المُحلاة والتعدين، كافة القطاعات الاقتصادية. وأخيرًا: إنه لوسام وتاج سبقت به المملكة أميركا ودولاً عًظمى أوربية لم تبدأ بتطوير احتياطاتها من الغاز الغير تقليدي واستيراده من روسيا، وأن ثاني أكبر احتياطات الغاز الصخري يوجد في الجزائر ولم يبدأ استثماره بعد، وأن دولة الإرهاب إيران تمتلك احتياطات غاز تقليدي وغير تقليدي خلال 40 عامًا لم تستثمر في الغاز لديها وما زالت تستورد الغاز من تركمستان.