وُلد الشيخ علي جابر في ال27 من أغسطس عام 1953، في جدة لأب يعود إلى "آل علي جابر" الذين استوطنوا حضرموت، وعُرفوا بتدينهم الشديد، وسُمي الطفل عليا، ليصبح علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر السعيدي اليافعي الحميري. الانتقال إلى المدينةالمنورة انتقل الشيخ علي جابر في الخامسة من عمره مع والديه من مدينة جدة إلى المدينةالمنورة، حيث رباه والده على الفضائل، وكان يصطحبه معه إلى المسجد النبوي، ويمنعه من اللعب مع أقرانه في الشارع، فلم يكن يعرف إلا طريق المدرسة والبيت والمسجد النبوي، حتى توفي والده بالمدينة كما تمنى عام 1384ه، والشيخ آنذاك في ال11 من العمر. وفي المدينةالمنورة التحق الشيخ بدار الحديث التابعة للجامعة الإسلامية، وفيها حفظ القرآن الكريم وعلوم التجويد والتلاوة قبل سن البلوغ على يد شيخين فاضلين، هما: الشيخ رحمة الله قارئ، والشيخ خليل بن عبدالرحمن. مراحل الدراسة أكمل الشيخ علي جابر دراسته الابتدائية والمتوسطة، في مدرسة دار الحديث المتخصصة في العلوم الشرعية، وتخرج عام 1389ه، ثم درس المرحلة الثانوية بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وتخرج فيه عام 1392ه، ثم تخرج في كلية الشريعة بالجامعة عام 1396ه بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية. درس الشيخ علي على يد عدد من علماء الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، كما درس في المسجد النبوي الشريف وفي المعهد العالي للقضاء بالرياض. مشايخه ومن العلماء الذين تتلمذ على يدهم: الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ مناع القطان، والدكتور محمد نباوي، وغيرهم. اجتهاده في التحصيل العلمي التحق الشيخ علي جابر بالمعهد العالي للقضاء، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لدراسة الماجستير، في العام الدراسي 1396 – 1397ه، واجتاز مرحلة الماجستير بموضوعه "فقه عبد الله بن عمر وأثره في مدرسة المدينة"، ليحصل على الدرجة العلمية بتقدير امتياز. وفق "أخبار 24". الاعتذار عن القضاء بعد تفوق الشيخ وحصوله على درجة الماجستير عام 1400ه رُشح للقضاء، فعين قاضيا في بلدة "ميسان" قرب الطائف، إلا أنه اعتذر عن القضاء لأنه رأى أنها مسؤولية لا يقوى على حملها، وطلب من الشيخ ابن حميد إعفاءه من القضاء، إلا أنه رفض، لكن الشيخ أصر على اعتذاره ورفع للملك خالد موضحاً عدم قدرته على تولي أي منصب قضائي، فعينه مفتشا إداريا في فرع وزارة العدل بمكةالمكرمة، لكنه اعتذر أيضاً عن تولي هذه الوظيفة تورعاً. رحلته مع الإمامة ومن مسجد الغمامة بالمدينةالمنورة، بدأ الشيخ محطات جديدة من محطات رحلته مع القرآن، فكان إماما مساعدا للمصلين، ثم إماما للمسجد نفسه عام 1394ه، وعمره لم يتجاوز بعد ال21 عاما، ولم يترك الإمامة إلا عندما انتقل إلى الرياض لدراسة الماجستير. عاد الشيخ إلى المدينة فطلب منه إمامة مسجد السبق عام 1400ه، ثم رشح إماما لمسجد قصر الملك خالد بالطائف، ومن الطائف إلى مكة، حيث اصطحب الملك الراحل الشيخ معه في أواخر رمضان عام 1401ه، إلى بيت الله الحرام. إمام المسجد الحرام توجه الملك خالد إلى المسجد الحرام وأدى صلاة العشاء ثم تقدم الشيخ علي الحذيفي (وكان حينها إماماً بالحرم المكي) وصلى العشر ركعات الأولى من التراويح، وبعدها أمر الملك خالد الشيخ علي جابر أن يتم ال13 ركعة الباقية، فتقدم الشيخ علي وبدأ بأول صلاة له في الحرم المكي فكانت قراءة فريدة وترتيلا شجيا جارى به شيوخه أئمة المسجد الحرام، وعقب انتهاء صلاة التراويح تلك الليلة، بدأ المصلون وكل مَن سمع صوت الشيخ عبر الأثير الإذاعي أو التلفزيوني يتساءلون من صاحب هذا الصوت الذي صدح في أرجاء الرحاب الطاهرة بالمسجد الحرام؟ فقيل لهم إنه "إمام الملك" فصار هذا أول لقب أطلق على الشيخ، فعرفه الناس فيما بعد بهذا اللقب . بعد قراءة الشيخ علي في الحرم المكي عينه الملك خالد إماماً رسمياً للمسجد الحرام في شوال من نفس العام 1401ه، وهو في ال27 من عمره، واستمر فيها إلى أن طلب الإعفاء من الإمامة بالمسجد الحرام منتصف عام 1403ه، وحينها اُبتعث إلى العاصمة الكندية أوتاوا في رحلة علمية، وقد سجل خلال بعثته القرآن الكريم كاملاً بصوته في أحد المعامل الصوتية في كندا، وسلمت النسخة الأصلية لذلك التسجيل إلى جامعة الملك سعود بالرياض، وقدمت الجامعة نسخة منه إلى إذاعة القرآن الكريم. رسالة الدكتوراه وفي رمضان عام 1407ه، ناقش الشيخ أطروحته لنيل درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء، وموضوعها "فقه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، موازنًا بفقه أشهر المجتهدين"، لينال الدرجة العلمية في اليوم نفسه، وفي عام 1408، انتقل الشيخ من المدينةالمنورة إلى جدة، ليعمل بفرع جامعة الملك عبدالعزيز هناك، كعضو في هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ويستقر هناك حتى توفاه الله. وفاته توفي الشيخ علي جابر بعد معاناة طويلة مع المرض، في ليلة 12 ذي القعدة عام 1426ه في مدينة جدة، الموافق 13 ديسمبر 2005م، ولم يبلغ ال53 من العمر، ودُفن بمقبرة الشرائع بمكةالمكرمة.