تابعت وشاهدت كما تابع وشاهد غيري من أبناء هذا الوطن ، الغدر المعهود عن هذه الفئة التي خرجت عن الدين والإنسانية ، وتنكرت لكل معروف ، واستباحت كل منكر وقبيح ، ورد الله كيد الأعداء في نحورهم ، واللافت للنظر في كل ما حدث هو خلق التسامي والتسامح الذي تمتع به ولاة أمرنا حفظهم الله ، وتجسد في ردة الفعل من سمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية عندما قدّم تعزيته لوالد المطلوب امنيا ، والذي فجّر نفسه في مجلس سموه مستهدفا سموه ، كما استهدف إسلافه من الغادرين الأرواح البريئة والمعصومة . إنهم يزدادون غدرا ويزداد ولاة الأمر رحمة وتسامحا وعلوا وصرامة ، ولاغرو في ذلك ، فولاة أمرنا يستمدون أخلاقهم وتعاملهم مع أبنائهم في هذا الوطن من نهج الشريعة السمحاء ، التي ترّبوا على أصول منهجها المعتدل ، وطبقّوها في نظام دولتهم ، وفي تعاملاتهم الشخصية ، وفي حياتهم بكافة جوانبها ، وهذا التصرف الحليم من سموه نابع من إيمانه القوي ، ومن رشده الكامل ، ورحمته المعهودة ، وإيمانه بقوله تعالى ( ولاتزر وازرة وزر أخرى ) فوالد الجاني وأقرباء المطلوبين في وجهة نظر ولاة أمرنا لا ذنب لهم فيما يحدث من أبنائهم وذويهم اللذين أساءوا إلى أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم ودينهم . وجاء تصرف سموه في التخفيف عن الموقف الصعب الذي اكتنف أقارب هؤلاء الجناة ، وتسبب لهم بالإحراج مع دولتهم ومجتمعهم ، وجلب الهم والأسى إلى نفوسهم ليخفف عنهم ما هم فيه ، وليمنحهم الثقة بسماحة الدين وبأنفسهم وبولاة الأمر اللذين تحلوا بأخلاق الإسلام ، واتبعوا تعاليمه ، وهذا التسامح والسمو هو امتداد لأخلاقيات القيادة الحكيمة لهذه البلاد طيلة فترات الحكم السعودي ، الذي حرص على توحيد هذا الكيان ، وتجلّت في مواقف سابقة ولاحقه لتستمر في العفو عن السجناء ، ورعاية أسرهم ، واحتواء من ظلّل به ، وإعادته إلى مجتمعه . ولسمو النائب الثاني وزير الداخلية مواقفه المعروفة في التعامل مع أسر من ظلّل بهم ، فقبل أيام قليلة أمر خادم الحرمين الشريفين بالعفو عن سجناء أحداث نجران ، وعندما افتخر وأقول : (( أولئك إبائي فجئني بمثلهم)) فأنا أقولها والدليل والشاهد محسوس وملموس ، وقيادتنا وأنظمتنا في هذه الدولة الإسلامية ليست كغيرها من الأنظمة التي تبيد الأسر بأكملها ، وتقوم بعمليات التصفية على الهوية في ردة فعل لأي خطأ يرتكبه أحد إفراد شعوبهم ، وكما قال سموه لخادم الحرمين أن ما يحدث من هؤلاء الفئة يزيدنا إصرارا وتمسكا بمحاربتهم ، والوقوف ضد أفكارهم ، ونحن كمواطنين فإنّ ذلك يزيدنا محبة و تمسكا بولاة أمرنا اللذين تتجدد سماحتهم وأخلاقهم مع كل موقف ، ومع كل حادثة ، أنهم يقدمّون لتعاملهم مع شعبهم أنموذجا إسلاميا فريدا من نوعه يقوم على التسامح والمحبة والإخاء والمساواة ، و يقتدى بهم لأنهم القدوة الحسنة التي عرفناها ووثقنا بها ، فحمدا لله على سلامة سمو الأمير وهنيئا لنا بقيادتنا الحكيمة ، وخاب كل غادر ، وانكشف غطاءه ، وزدنا قوة وصلابة بعون الله . عوض بن علي الاحمري مدير فرع الاتصالات (المبيعات) بمحافظة الخرج