أسعد الجابري

حديثٌ والحديث له شجونُ = ودمعٌ والدموع لها شئونُ
وآمالٌ وخوفٌ يعتريها = وهمٌّ فوق همٍّ يا لُجَينُ
أعَنْ عاداتنا شئتِ بديلاً = وأرضاكِ عن العلياءِ دونُ
أهذا ما فرنسا عَمَّقتهُ = من الأفكار أمْ هذا جنونُ
تريدين القيادة في بلادٍ = لها القرآنُ دستورٌ ودينُ
وفي القران ما يعليكِ شأناً = وإجلالٌ وإكرامٌ وصونُ
فلا يغريكِ كيدُ الغرب عنَّا = وعهرُ القوم فيهِ والمُجونُ
هَبيكِ كنْتِ قد مُكِّنتِ منها = وأن المكرماتِ بكِ تهونُ
وقدتِّ المركب الفتان جهراً = وفي الأرجاءِ ترمقكِ العيونُ
أتسعدكِ جموعٌ تقتفيك = من الشُّبانِ قولي ما يكونُ
وكنتِّ لحادثٍ طرفاً مُصاباً = ولفَّ السيرُ حولكِ يستبينُ
وزفُّوكِ إلى الإسعافِ حالاً = ومعركةُ العفافِ لها أُتونُ
تقلبكِ الكفوفُ بلا رقيبٍ = وغيرُ محارمِ عنكِّ تمونُ
فَمَنْ منهمْ يرافقكِ بطهرٍ = ومَنْ منهم يصونُ ومنْ يخونُ
يريدُ الغربُ بذْلَكِ دونْ جُهْدٍ = يُطارِدُكِ لهمْ ذُلٌّ وهونُ
وأحزانٌ وآلامٌ وخوفٌ = ومِنْ أدرانهمْ لونٌ ولونُ
فَعِي أن تخلعي الإسلامَ يوما = وأنْ تبدوا لهم فيكِ الظنونُ
فحربُهُمُ على الإسلامِ دوماً = وأنْتِ منه ركنٌ لا يهونُ
فما شاءوا لكِ والله خيراً = ولم تُغْريهمُ منكِ الفنونُ
تعالي وانظري بالعقل فيهمْ = لتظهرَ خلفَ طِيْبِهم المنونُ
فمسلمةٌ من الصومال تبكي = وأخرى في العراق لها أنينُ
وثالثةٌ بسوريِّا استُبيحَتْ = وما ابتلَّتْ لها منهمْ جفونُ
وقد أبكاهُمْ ألا تقودي = وأنَّكِ دائماً يرْعاكِ نونُ
لقد كالوا بمكيالين ظلماً = وبينَ الموقفين يَبينُ بونُ
فكمْ في الغرب قد قُتِلَتْ فتاةٌ = وضاقَتْ عن جرائمهمْ سجونُ
تسيرُ ككلبةٍ قَدُمَتْ قطيعاً = كلاباً مَنْ بها مِنْهُمْ حَنُونُ
كأدنى سلعةٍ من غيرِ سعرِ = تَدَافَعَها الأيادي والبطونُ
وتؤخذُ لا تطيقُ الرَّفض ضَعفاً = ولا ساعٍ ولا راعٍ وعونُ
دَعي عَنْكِ فخاخِهُمُ وَسيري = إلى برِّ الأَمَانِ ولا دُجُونُ
مُعَزَّزَةٌ مُكَرَّمةٌ حَصَانٌ = مُنَعَّمَةٌ تُحَصِّنُكِِ الحصونُ
فلستِ كَمِثْلِها مِنْ غيرِ أهلٍ = فلا تَنْسي انتماءكِ يا لُجَينُ
فكمْ عينٌ لما سويتِ تَهْمِي = وَتَبْكي والدُّموعُ لها شُئونُ
خُذي نُصحي وإن أطنبتُ فيهِ = وعفواً فالحديثُ لهُ شجونُ